يبدو أن تزايد حالات القمع التي يتبعها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ضد معارضيه، دفعت العديد من التقارير والتوقعات التى تؤكد إمكانية أن تشهد تركيا انقلاب على أردوغان خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل الإجراءات القمعية التى يتبعها الرئيس التركى ضد أفراد جيشه، فى الوقت الذى كشف فيه تقرير حجم القمع الذى تعرض له قيادى تركى معارض فى سجون أردوغان، حيث قال تقرير بثته قناة "مباشر قطر"، إنه في سجن إمرالي التركي سيئ السمعة يقبع القائد الكردي عبدالله أوجلان منذ واحد وعشرين عاما، بعدما نفذ ضده النظام التركي عملية قذرة خارج الحدود، اختطفه على إثرها من كينيا، وتابع:" عبدالله أوجلان الذي أسس حزب العمال الكردستاني عام 1987، ودعا من خلاله لبناء مجتمع قومي ديمقراطي.. اتهمته أنقرة بالخيانة العظمي، وحكم عليه بالإعدام، ليخفف للسجن المؤبد تحت ضغوط أوربية".
وتابع تقرير قناة المعارضة القطرية، أن الذكرى الحادية والعشرون لخطف أوجلان حلت في منتصف فبراير الجارى، ليخرج آلاف الأكراد حول العالم مطالبين بإطلاق سراح زعيمهم التاريخي، التظاهرات الكردية ما لبثت أن تحولت إلى فعاليات تنديد بقمع الطاغية العثمانلي أردوغان، وحملاته الممنهجة لإبادتهم".
وأكد تقرير "مباشر قطر"، أن مدينة ستراسبورج شرقي فرنسا، كانت شاهدا على تجمع لآلاف الأكراد، في فعالية تنظم سنويا، بسبب استضافة المدينة مقر المجلس الأوروبي، الذي تعد تركيا أحد أعضائه، ومقر المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، حيث أكد الأكراد خلال تظاهراتهم على استمرار حربهم ضد نظام أردوغان، الذي أعمل فيهم الاعتقال والسجن، كما شن حملات عسكرية ضد قراهم الحدودية، كذلك طالتهم أسلحته، حتي بعد تهجيرهم إلى سوريا والعراق، حيث هي جريمة أخرى تضاف للسجل الأسود لعهد أردوغان، الذي طال قمعه وإرهابه ليس فقط الأتراك، ولكن أيضا غيرهم من القوميات.
يأتي هذا في الوقت الذى أكدت فيه شبكة سكاى نيوز الإخبارية، أن وسائل الإعلام الموالية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وحزب العدالة والتنمية عادت إلى الحديث عن وقوع محاولة انقلاب وشيكة في البلاد، مما أثار تساؤلات حول الأمر، حيث جاء الحديث الإعلامي بعد أن أصدر مركز الأبحاث العسكري الأمريكي "راند" تقريرا عن تركيا قبل أيام، أعرب فيه عن الخشية من احتمال وقوع انقلاب جديد في تركيا في مرحلة ما بسبب السخط داخل الجيش التركى.
وبحسب الشبكة الإخبارية، فإن أردوغان عمد بعد محاولة الانقلاب المزعومة عليه في يوليو 2016 إلى إجراء تغييرات جذرية في صفوف الجيش التركى، منها فصل الكثير من الضابط ذوي الرتب العليا، فعلى سبيل المثال تم إحالة 46 % من الضباط الذين يحملون رتبة لواء من القوات البرية والبحرية والجوية إلى التقاعد أو فصلهم من الوظيفة، كما جرى فصل أكثر من 15 ألف عسكري من وظيفته، الأمر الذي ألحق ضرارا كبيرا في الجيش التركي، لا سيما روحه المعنوية وقدرته الاستراتيجية والتكتيكية.
وقال القرير إن ضباطا من رتب متوسطة يشعرون بالإحباط إزاء قيادتهم العسكرية ويخشون أن تطالهم عمليات التطهير، معتبر أن هذا الأمر أنتج سخطا ربما يترجم إلى انقلاب جديد، فيما حاول أردوغان سد النقص الموجود بالجيش عن طريق تعيين موالين له، الأمر الذي ينظر إليه على أنه عملية تسييس لمؤسسة يفترض أن تبقى بعيدة عن السياسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة