أنت لست مطالبا بأن تكون ذا صيت عالٍ أو شهرة واسعة، لست مطالبا بأن تكون دائرة علاقاتك أو اهتماماتك أو نفوذك كبيرة أو أن ينزل اسمك مانشيت فى الصحف الكبيرة ويشير إليك الناس بالبنان، أو أن تكون حديث الجميع، أنت فقط مُطالب بأن تكون دائرتك مضيئة .
بمعنى : لو أن هناك رجلين أحدهما متزوج ويعول طفلين ولديه سوبر ماركت صغير يدر عليه دخلا معقولا، وهو يؤدى واجباته كاملة تجاه أسرته وعمله ويقدم أفضل ما لديه ليوازن ما بين متطلبات الأسرة والعمل، فهو بذلك صاحب دائرة صغيرة لكنها مضيئة، رجل آخر متزوج ويعول طفلين ولديه ثلاث شركات عملاقة يديرها ويستطيع تلبية متطلبات الأسرة والعمل فهو بذلك صاحب دائرة كبيرة ومضيئة أيضا، الطالب الذى يستذكر دروسه ويهتم بواجباته هو صاحب دائرة صغيرة لكنها مضيئة، ربة المنزل التى تهتم بزوجها وبيتها وتربية أبنائها هى صاحبة دائرة صغيرة لكنها مضيئة.. الوزيرة التى تهتم بشئون وزارتها وتبدع فى الإدارة هى صاحبة دائرة كبيرة لكنها مضيئة.
كل منا له دائرته التى ربما تكون صغيرة أو كبيرة، ليس المهم أن تكون صغيرة أو كبيرة المهم أن تكون مضيئة .. وحينما تكون كل الدوائر مضيئة - الصغيرة والكبيرة - ستتكامل الدوائر فيما بينها ويتوهج المجتمع ويعم الخير والرخاء .. أى خلل أو إهمال فى دائرتك الخاصة سيؤدى بدوره إلى انطفائها، ومع ازدياد عدد الدوائر المنطفئة يتسلل الظلام شيئا فشيئا إلى المجتمع إلى أن نتخبط فى ظلمات الجهل والظلم والإهمال وسيخسر الجميع .. لذا فكل إنسان مطالب بأن تكون دائرته مضيئة سواء كانت دائرة صغيرة أو كبيرة .