القارئ عادل سويلم يكتب: كيف أكون ثريًا

الخميس، 13 فبراير 2020 05:00 م
القارئ عادل سويلم يكتب: كيف أكون ثريًا كيف أكون ثريًا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جلست فى هدوء أفكر وأحلم كيف أكون ثرياً وكيف يمكن لى أن أغير عملى ومهنتى، أو أن أجد عملاً إضافيا قليل العناء وبدخل كبير وبدون رأس مال.

 

واستعرضت بخيالى عددا من الأعمال أو المهن الحديثة "أو ما قد تسمى مجازاً بذلك" لعل إحداها قد تمكننى من الثراء وبكامل الراحة والاسترخاء، وبعد استعراضها توقفت عند مهنة أو عمل أو ما يسمى بـ"ناشط"، وبعد تفكير وتحليل وجدت أن المؤهلات المطلوبة منى بسيطة و مريحة وهى:

بعض مقومات الخطابة والحديث وربما القليل من مهارات الكتابة.... أعتقد موجودة عندىقليل من مهارات التعامل مع أدوات أجهزة التقنية الحديث ... "رائع" موجودةبعض يسير من فنون التواصل عن طريق برامج التواصل الاجتماعى...  "رائع" موجودةلا يشترط حصولى على أى مؤهل علمى لا عالى ولا أدنى منه... "رائع" موجود أكثر من المطلوب لا يشترط تسجيل بنقابة ولا شهادات معتمدة ولا حلف يمين ولن يكون فوقى مدير ولا رقيب ولا حسيب. جهاز كومبيوتر أو موبيل وكرسى مريح أو أريكة أمام التليفزيون وقد يكفى سريرى مقراً لعملى.. الحمد لله.. الله يديم نعمه

ثم قمت باستعراض مهام عملى التى سأقوم بها ووجدت أهمها يلى:

مطالعة الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعى وجمع المعلومات المتطايرة  كالشرر والتقاطها بسرعة قبل غيرىإعادة نشرها وبسرعة قبل غيرى إضافة تحليلاتى وتخيلات وأفاكرى وأوهامى على هذا الشرر بأسوب مشوق يزيد اشتعالها ويثير اهتمام وسخونة المتلقين أو الملقنين منايجب أن أكون واثقاً فى تحليلى بحيث يقوم المتلقى بتصديق ما أقول حتى لو لم يكن ما أنشره أو أعيد نشره أو بثه صحيحاً، بل حتى لو كان كاذبا فليس من مهام مهنتى التحقق أو التأكد أو حتى التفكير فى صحة أو صدق ما أقول أو أعيد نشره فالعهدة على الناشر الأول فقطأمور أخرى بسيطة جدا .. تافهة جداً.. ساذجة جداً.. خاصة أن المتلقين منهم عدد كبير سيكونون مثلى لأنهم قرروا يتابعونى من الأساس.

 

من أين سأحصل على المال الوفير إذا.. ممتاز وجدتها من بعض ما يلى:

كلما زاد عدد المتابعين لى على صفحتى زاد دخلى من مواقع التواصل الاجتماعى الكثيرة التى أنشأتها لنفسى مجاناً عدنما يزيد عدد المتابعين ستقوم بعض الشركات بطلب نشر بعض الإعلانات على صفحتى.. ممتاز هذا مال وفير بلا رأس مال مدفوع مقدما "فأنا أملك أساسا الكومبيوتر وسريرى المريح موجود موجود".قد تدعمنى أى من الجمعيات الحقوقية الدولية التى تهتم بنثر مزيد من البنزين على شراراتى التي أطلقتها أو  تدعمنى إحدى الجماعات أو المنظمات السياسية أو غير السياسية الأخرى المحلية والدولية وقد أتمكن بذلك من السفر للخارج أيضاً على نفقتهم قد تتلقفنى أى من أجهزة المخابرات لأى دولة أخرى، لأنه ربما بعض ما أقوم به قد يتوافق مع أغراضها والحقيقة أننى هنا من وجهة نظرى حتى هذه اللحظة من التفكير  أنا لست عميلا لأننى أنشر وأعلق فقط ولا أتخابر أو أذيع أسرارا فضميرى سيكون مرتاح . قفزت من مقعدى وقلت. لأ..لأ.. لأ.. توقف هنا وقلت لنفسى لا لن أقبل بهذا المصدر الأخير فيه شبهة كبيرة وقد يعرضنى للمسائلة وأيضا ضميرى لن يكون مرتاح 100% وسيشكك ذلك فيما أقول وأعدائى سوف يجدون ما يطعنوننى به .. سأكتفى إذا بالمصادر الثلاثة الأولى للدخل.

 

لكن ....

فجأة بعد تفكير قصير جداً لا يتعدى ثوان معدودة تذكرت قول الحق سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم "إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم" الآية رقم 15 من سورة "النور".

 

ودون الدخول فى تفسير قول الحق سبحانه ومعناه الشرعى والفقهى المتخصص وأسباب نزوله إلخ .. فأنا فلست مؤهلا لذلك، إلا أننى وجدت إن فعلت كل ذلك سأكون حسب فهمى للآية الكريمة ممن يتلقى الأخبار والأقوال والمعلومات نعم ممن يتلقاها بلسانه فقط.

سأكون إذا مثل مضرب كرة تنس.. أقوم فورا بلا لحظة تردد واحدة أو تفكير أو تحليل أو أدنى تدبر سأقوم بصد ما أتلقاه وأعيد نشره .. أنا هنا أسكنت باقى جوارحى التى خلقنى الله بها وأمت عند ذلك سمعى وبصرى وعقلى وفؤادى وقلبى وأحييت وأطلت لسانى فقط.. ليكبنى فيما أخشاه.

فقررت ترك هذه المهنة من وجهة نظرى لمن لا مهنة له.. لمن يملك فقط من الحواس والأعضاء ما يشبه مضرب التنس.. إلا من رحم ربى.. سبحانك اللهم و بحمدك ..أستغفرك وأتوب إليك.

 

 

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة