مع اقتراب الجولة التمهيدية.. كيف أصبح شكل المنافسة فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟.. الانقسام يهدد الديمقراطيين قبل انطلاق المعترك الرئاسى.. «مسكنات» بيلوسى لم تؤت ثمارها.. وحملة عزل ترامب تثير الانشقاقات

الأربعاء، 12 فبراير 2020 12:30 م
مع اقتراب الجولة التمهيدية.. كيف أصبح شكل المنافسة فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟.. الانقسام يهدد الديمقراطيين قبل انطلاق المعترك الرئاسى.. «مسكنات» بيلوسى لم تؤت ثمارها.. وحملة عزل ترامب تثير الانشقاقات المنافسة فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية
أعد الملف - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع اقتراب الجولة التمهيدية بالحزب الديمقراطى، والمؤهلة لانتخابات الرئاسة الأمريكية، والمقررة فى شهر نوفمبر المقبل، من نهايتها، تثور العديد من التساؤلات حول ماهية المواجهة التى ينتظرها الرئيس دونالد ترامب، فى ظل اختلافها عما سبقها من مواجهات، فى مثل هذه المعتركات، سواء من حيث شراستها، أو طبيعة الصراع، والذى يطغى عليه مفهوم «الثأر» الشخصى، جراء المعارك الشخصية التى خاضها سيد البيت الأبيض، مع خصومه منذ اعتلائه عرش البيت الأبيض فى يناير 2017، وربما قبل ذلك خلال جولته الانتخابية الأولى فى عام 2016.
 
الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، تحمل طابعا يبدو مختلفا تماما عن كافة المناسبات السابقة، ربما بسبب الظروف المحيطة بها، وعلى رأسها حملات التشويه المتبادل بين الأطراف المتنافسة، سواء عبر دعوة الديمقراطيين لعزل الرئيس، من خلال مجلس النواب ذو الأغلبية الديمقراطية، أو من خلال الخطاب الشعبوى الذى يتبناه ترامب، والذى نجح من خلاله فى استقطاب آلاف المواطنين «غير المسيسين»، على حساب خصومه، فيما يتعلق بالعديد من الملفات التى تمثل أولوية قصوى بالنسبة لهم، وعلى رأسها احتواء تدفق المهاجرين، والذين طالما كانوا بمثابة «صداع» اقتصادى وأمنى فى الداخل.
 
خطاب ترامب الشعبوى لم يقتصر على قضايا الداخل الأمريكى، وإنما امتد إلى السياسة الخارجية، عبر تغيير وجهتها، من خلال ما يمكننا تسميته بـ«الانقلاب» على إرث الماضى، والذى اعتمد الأداة العسكرية باعتبارها الوسيلة الوحيدة للنفوذ فى أعراف الدبلوماسية الأمريكية، وهو ما بدا بوضوح فى قرار ترامب بالانسحاب العسكرى من سوريا، وكذلك خططه للخروج من أفغانستان عبر السعى نحو إبرام اتفاقية سلام مع حركة طالبان، بالإضافة إلى تحركاته نحو التسوية مع عدد من خصوم أمريكا التاريخيين، وعلى رأسهم كوريا الشمالية، وروسيا وغيرهما.
 
وهنا تبدو معضلة الديمقراطيين الحقيقية، ففى الوقت الذى اتخذت فيه إدارة ترامب خطوات فعلية نحو الوفاء بوعود، قطعتها على نفسها منذ بداية الحملة الانتخابية فى 2016، انغمسوا فى طريق آخر، وهو الوقوع فى فخ الرئيس الأمريكى، عبر جرهم إلى صراع شخصى معه، دون أن يقدموا أية أجندة أو برنامج يمكن من خلاله استرضاء القطاع العريض من المواطنين، حيث قضوا سنوات وجوده فى البيت الأبيض، بين التحقيقات التى دارت حول التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتى انتصر فيها على حساب مرشحتهم هيلارى كلينتون تارة، والصراع حول الجدار الذى يسعى لبنائه على الحدود مع المكسيك لاحتواء الهجرة تارة ثانية، وأخيرًا حملة العزل التى أطلقتها بيلوسى لإقصائه أو على الأقل تشويهه تارة تالثة.
 
سياسة الحزب الديمقراطى فى التعامل مع ترامب منذ بداية حقبته، قامت فى الأساس على محاولة إزاحته من أمامهم، دون تقديم برنامج أو رؤية، وهو ما يمثل إشارة صريحة لحالة من العجز فى مجاراة ما يمكننا تسميته بـ«التجديد» فى الخطاب الأمريكى التقليدى، وهو الأمر الذى ترك تداعياته، ليس فقط فى السياسة الأمريكية بالمنظور الكلى، ولكن أيضًا فى الداخل الحزبى الضيق، وهو ما يتجلى فى حالة الانقسام داخل الحزب الديمقراطى.

وهنا يمكننا القول بأن الصراع الانتخابى فى الولايات المتحدة، تحول من طبيعته السياسية المعتادة، والتى تقوم على تقديم رؤى خطابية حول مستقبل الولايات المتحدة، إلى حالة أشبه بـ«الثأر»، وهو الأمر الذى تجلى بوضوح، على سبيل المثال، فى التوتر الذى هيمن على خطاب حالة الاتحاد الذى ألقاه الرئيس ترامب مؤخرًا أمام الكونجرس بشعبتيه، حيث طغت عليه مشاهد غير مسبوقة على الساحة السياسية الأمريكية من الجانبين، تجلت أولا فى رفض الرئيس ترامب مصافحة نانسى بيلوسى، ثم بعد ذلك فى قيامها بتمزيق خطابه فى نهاية كلمته، فى انعكاس صريح لرغبة كل طرف فى الخروج على الأعراف السياسية التى طالما تغنت بها أمريكا أمام العالم، وربما تقدم صورة مصغرة لما سيكون عليه الحال خلال المنافسة المرتقبة فى الأشهر المقبلة.

بيلوسى
بيلوسى

الانقسام يهدد الديمقراطيين قبل انطلاق المعترك الرئاسى.. «مسكنات» بيلوسى لم تؤت ثمارها.. وظهور بايدن وحملة عزل ترامب تثير الانشقاقات

تمثل حالة الانقسام داخل الحزب الديمقراطى، حالة التحدى الأكبر الذى يواجه خصوم ترامب فى المرحلة الراهنة، وهو الأمر الذى يتجلى بوضوح فى صراعات عدة، غير مسبوقة، داخل أروقته، ما يحمل العديد من الأبعاد تتراوح بين الخلاف حول الرؤى السياسية وكيفية التعامل مع التحديات الراهنة، بالإضافة إلى ما يمكننا تسميته بـ«صراع الأجيال»، وهو الأمر الذى يمتد إلى شكوك حول مستقبل الحزب لسنوات طويلة مقبلة.
 
ولعل الخلافات بين الحزب الديمقراطى لا ترتبط باللحظة الراهنة، وإنما ترجع إلى سنوات ماضية، لتصل إلى ذروتها، خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة فى عام 2016، حيث كان الانتصار الكبير الذى حققه المرشح الجمهورى آنذاك، والذى دأبت وسائل الإعلام على وصفه بـ«المغمور» سياسيًا، رغم تاريخه الكبير فى عالم الأعمال، على حساب سياسية مخضرمة، على غرار هيلارى كلينتون، باعتبارها وزيرة خارجية سابقة بإدارة أوباما، أو حتى سيدة أولى سابقة فى حقبة زوجها بيل كلينتون، بمثابة شرارة الانفجار داخل أروقة الحزب، لنجد حالة أشبه بـ«صراع الأجيال» بين شباب متمرد يسعى إلى التجديد، فى مواجهة قيادات تقليدية، تتمسك بنفس سياسات الماضى.
 
«صراع الأجيال» داخل الحزب الديمقراطى جاء على خلفية الدعم الذى حظت به هيلارى، فى الجولة التمهيدية، على حساب منافسها بيرنى ساندرز، صاحب الرؤية الاشتراكية «المتجددة»، لتجد نفسها فى مواجهة ترامب، وتكون النتيجة هى الخسارة فى نهاية المطاف، ليتجدد الصراع بعد ذلك فى انتخابات التجديد النصفى الأخيرة، فى نوفمبر 2018، وهو ما حاولت قيادات الحزب، بقيادة نانسى بيلوسى، احتوائه، عبر ترشيح قطاع من الشباب، من مؤيدى ساندرز لمقاعد الكونجرس، ما أثمر عن صعود عدد منهم لعضوية مجلس النواب الأمريكى، الذين نجحوا فى الحصول على أغلبية مقاعده.
 
إلا أن علاج بيلوسى ورفاقها لم يكن أكثر من «مسكنات»، حيث عادت الأمور للاشتعال من جديد، مع ظهور الوجوه التقليدية، مع انطلاق موسم الترشح للانتخابات الرئاسية، للفوز بثقة الحزب، فى المعركة المرتقبة أمام ترامب، وعلى رأسهم جو بايدن، الذى شغل منصب نائب الرئيس الأمريكى فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وهو الأمر الذى يمثل تكرارًا لسيناريو «كلينتون ساندرز»، مع تواتر الحديث حول فرصة بايدن الكبيرة للفوز فى الجولة التمهيدية، لتتكرر فى النهاية «مأساة 2016»، بحسب وجهة نظرهم.
 
ردود أفعال الديمقراطيين الشباب على ترشح بايدن لم تختلف كثيرًا عن استراتيجيتهم، فى مواجهة خصومهم، حيث كان التشويه هو بمثابة الأداة الأهم، التى سعوا إلى استخدامها لإحباط محاولته قبل ولادتها، حيث انتشرت روايات متزامنة، حول ولعه بالتحرش بالنساء، حيث كانت الحملة بقيادة عدد من «النسويات» اللاتى تنتمين إلى الحزب الديمقراطى، فى فارقة تمثل نقطة تحول مهمة فى الصراع داخل الحزب.
 
الحملة بدأت بمقالة نشرتها عضوة ببرلمان ولاية نيفادا الأمريكية، تدعى لوسى فلوريس، بإحدى المجلات الأمريكية، فى أعقاب إعلانه عن نيته للترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث أكدت أنه قام بالتحرش بها خلال إحدى الفعاليات عبر «تقبيل رأسها من الخلف»، على حد تعبيرها، لتبدأ بعد ذلك سلسلة من الروايات حول «مغامرات» نائب الرئيس الأمريكى السابق مع النساء.
 
ولكن لم تتوقف انقسامات الديمقراطيين حول «صراع الأجيال»، وإنما امتدت إلى الكيفية التى يمكن من خلالها مواجهة ترامب، وشعبيته المتنامية، حيث كانت الحملة التى أطلقتها بيلوسى لعزل الرئيس، محل خلاف داخل أروقة الحزب، فى ظل إدراك القطاع العريض من أعضائه أن الفشل سيلاحق خطتها، على خلفية استحواذ الحزب الجمهورى، الذى ينتمى له الرئيس، على الأغلبية فى مجلس الشيوخ، وهو الكيان المخول له اتخاذ القرار النهائى فى محاكمته، وبالتالى فإن الخطوة، من وجهة نظرهم غير مجدية، وربما تساهم فى تقلص شعبية الحزب فى الشارع الأمريكى.
 
حالة الانقسام حول حملة بيلوسى تجلت فى أبهى صورها، مع انشقاق النائب الديمقراطى جيف فان دورو، عن الحزب، وإعلانه الانضمام إلى صفوف الحزب الجمهورى، احتجاجًا على «عزل الرئيس»، وهى الخطوة التى لاقت إشادة كبيرة من قبل ترامب، الذى حرص على استقباله فى البيت الأبيض، واعدًا إياه بترشيحه على قوائم الجمهوريين فى انتخابات الكونجرس المقبلة، فى محاولة صريحة لتعميم هذا النموذج، عبر تحفيز المناوئين للقيادات الحالية على الانشقاق.

وهنا يمكننا القول إن الانقسام يعد السمة الرئيسية للحزب الديمقراطى قبل اندلاع المواجهة مع ترامب فى الانتخابات المرتقبة فى نوفمبر المقبل، وهو الأمر الذى يساهم بصورة كبيرة فى تقليص فرصتهم فى منافسة حقيقية وقوية أمامه، الذى تتصاعد أسهمه بصورة كبيرة فى الداخل الأمريكى، الأمر الذى يتضح بصورة كبيرة فى نتائج استطلاعات الرأى التى نشرتها عدة مراكز بحثية فى الآونة الأخيرة.

بايدن-
بايدن

الوحدة سلاح الجمهوريين فى مواجهة الديمقراطيين.. الرئيس الأمريكى نجح فى «تجديد» الخطاب الحزبى عبر «كسر التابوهات»

تبقى «الوحدة» هى سلاح الجمهوريين فى مواجهة خصومهم الديمقراطيين، فى المرحلة الراهنة، الأمر الذى بدا واضحًا بصورة كبيرة فى العديد من المشاهد البارزة، لعل أبرزها إجماع الجمهوريين، فى الكونجرس، على رفض الإجراءات التى اتخذها مجلس النواب، ذو الأغلبية الديمقراطية، برعاية رئيسته نانسى بيلوسى، لعزل الرئيس، فى إشارة صريحة إلى الدعم الكبير الذى يتلقاه ترامب، فى مواجهة حملات التشويه التى يقودها خصومه السياسيين.
 
حالة التوحد داخل الحزب الجمهورى لم تكن بعيدة عن الرئيس ترامب، حيث أبرزها عدة مرات، خاصة بعد تصويت مجلس النواب على لائحة الاتهامات الموجهة إليه، فيما يتعلق بسوء استخدام السلطة، على خلفية محادثة تليفونية جمعته بنظيره الأوكرانى فولوديمير زيلنيسكى، حول تورط نجل جو بايدن، المرشح الديمقراطى الأوفر حظًا فى مواجهة ترامب فى الانتخابات المقبلة، فى شبهات فساد، حيث احتفى على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعى بموقف الجمهوريين، لافتا إلى أن 100 % من أعضاء حزبه داخل مجلس النواب صوتوا ضد اللائحة، معتبرًا أن توحدهم وراءه بمثابة انتصار صغير، سيفتح الباب أمام تقويض الحملة، خاصة وأن القضية ستحال بعد ذلك إلى مجلس الشيوخ، ذو الأغلبية الجمهورية، إلا أن توحد الجمهوريين خلف ترامب لم يكن مصادفة، حيث جاء نتيجة العديد من السياسات التى تبناها منذ بداية حقبته، لإعادة هيكلة الحزب، عبر «تجديد» الخطاب الجمهورى، فى السنوات الماضية، من خلال ما يمكننا تسميته بسياسة «كسر التابوهات»، حيث تجاوز أولًا الرؤى التقليدية التى طالما تبناها أسلافه الجمهوريين، ليمتد الأمر بعد ذلك إلى نزع «غطاء القدسية»، الذى تمتع به قطاع كبير من قيادات الجمهوريين.
 
ولعل الموقف الشرس الذى تبناه ترامب تجاه القيادى التاريخى بالحزب الجمهورى جون ماكين، والذى يحظى باحترام القاعدة العريضة من الأمريكيين، بسبب تاريخه العسكرى، باعتباره أحد المشاركين فى حرب فيتنام، يقدم نموذجًا صريحًا للكيفية التى خاض بها الرئيس الأمريكى معركة «التجديد» داخل حزبه، حيث بدأ الصراع بينهما منذ حملته الانتخابية، عام 2016، فى ظل انتقادات ماكين اللاذعة للمرشح الجمهورى آنذاك.
 
انتقادات ترامب اللاذعة لماكين، والتى تواصلت إلى بعد وفاة الأخير، يبدو أنها لم تقتصر فى أهدافها على إسكات مجرد صوت معارض داخل الحزب الجمهورى، وإنما امتدت إلى تقويض «إرث» الحزب التقليدى، عبر نزع غطاء القدسية عن القيادات القديمة، فى إطار رغبته فى إعادة هيكلة الرؤية التى يتبناها المحافظون فى أمريكا، وهو الأمر الذى اتضح فى صراعات أخرى خاضها الرئيس الأمريكى مع ما يسمى بـ«تيار الصقور»، داخل الحزب الجمهورى.
 
صراعات ترامب لم تقتصر على ماكين، ولكنها امتدت إلى شخصيات أخرى بارزة، على غرار رئيس مجلس النواب السابق بول رايان، ومستشار الأمن القومى السابق جون بولتون، والذى عزله ترامب من منصبه قبل عدة أشهر، بسبب الخلاف فى الرؤى، خاصة فيما يتعلق بالموقف الأمريكى تجاه العديد من القضايا الدولية، وعلى رأسها ملف إيران النووى، وقضية كوريا الشمالية وغيرها، بالإضافة إلى تهميش «صقر» آخر، وهو وزير الخارجية مايك بومبيو، رغم بقائه حتى الآن فى منصبه، فى الوقت الذى تثور فيه التوقعات بإزاحته، فى حالة فوز الرئيس بفترة ثانية.
 
ويعد السبب الرئيسى فى رغبة الرئيس الأمريكى فى إعادة هيكلة الحزب، هو التمرد على الرؤية التقليدية، والتى قامت فى الأساس على الإفراط فى استخدام الأداة العسكرية لتحقيق أهداف واشنطن الدولية، والاحتفاظ بنفوذ أمريكا المتنامى فى العديد من مناطق العالم، وهو النهج الذى وعد ترامب بتغييره إبان حملته الانتخابية الأولى، بينما اتخذ خطوات جادة على هذا الطريق بعد ذلك، عبر قرارات متواترة بالانسحاب العسكرى من سوريا، وكذلك الدخول فى مفاوضات مع طالبان تمهيدًا للانسحاب من أفغانستان، بالإضافة إلى الخطوات التى اتخذها عبر التقارب مع قوى، طالما وصفتها واشنطن بـ»المروق»، وعلى رأسها كوريا الشمالية.
 
وهنا يمكننا القول بأن الرئيس الأمريكى نجح باقتدار فى قيادة حزبه، عبر إقصاء المناوئين له، ليتحول الجمهوريون نحو الدوران فى فلك ترامب، وتقديم قرابين الولاء له، لضمان بقائهم فى الدائرة المقربة له، وهو الأمر الذى فتح الباب أمام توحدهم فى مجابهة الحملة التى يقودها مجلس النواب، ذو الأغلبية الديمقراطية، لعزله، وبالتالى تقويضها قبل ولادتها.
 
ترامب-
ترامب

المواطن رهان ترامب.. وخصومه يراهنون على الأقليات.. انتخابات الرئاسة المقبلة أول تقييم لـ«الشعبوية» بعد اختبارها 4 سنوات

هنا تصبح الكرة فى ملعب المواطن الأمريكى، والذى يواجه حالة من الانقسام غير المسبوق، التى تشهدها الساحة السياسية الأمريكية، فى إطار معركة تكسير العظام بين الحزبين اللذين يهيمنان على السياسة فى الولايات المتحدة، بينما تطغى حملات التشويه على المشهد السياسى، قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية المقررة فى شهر نوفمبر المقبل، فى ظل مخاوف كبيرة جراء حالة من عدم الاستقرار باتت تهيمن على العالم، مع زيادة التهديدات الأمنية والاقتصادية فى الآونة الأخيرة.
 
ولعل الخطاب «الشعبوى» الذى يتبناه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قد ساهم بصورة كبيرة فى إضافة نقاط سياسية كبيرة لصالح ترامب، خاصة وأنه تزامن مع خطوات ملموسة، تجاه القضايا الأكثر إلحاحًا فى الشارع الأمريكى، سواء فيما يتعلق بالداخل أو السياسة الخارجية، تمكنت من خلالها الإدارة الحالية من الوفاء بالوعود التى قطعتها على نفسها منذ عام 2016.
 
فعلى صعيد الداخل الأمريكى، يبقى إصرار الإدارة على بناء الجدار العازل على الحدود مع المكسيك، رغم معارضة الكونجرس، والخطوات الأخرى المتعلقة بترحيل المهاجرين الذين دخلوا الأراضى الأمريكية بشكل غير مشروع، بمثابة مكسب مزدوج للرئيس ترامب، أما على مستوى السياسة الخارجية فقد استحدث ترامب مفهومًا جديدًا للنفوذ، يتخلى فيه عن الأداة العسكرية، لصالح أدوات أخرى، منها ما هو اقتصادى، وسياسى، بينما اقتصر الاستخدام العسكرى على العمليات النوعية بصدد أشخاص يمثلون تهديدًا صريحًا للأمن الأمريكى، على غرار نجاح القوات الأمريكية فى قتل قائد فيلق القدس الإيرانى قاسم سليمانى بالأراضى العراقية، وكذلك زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادى، فى سوريا. 
 
يمكن القول بأنه ربما ينحصر رهان الديمقراطيين بين الأقليات بين الأمريكيين، والذين يستهدفهم ترامب، بإجراءاته المناهضة للهجرة، وبالتالى حرمانهم من ذويهم، أو بتصريحات، وصفها الإعلام بـ«العنصرية»، وهو الأمر الذى لا يبدو مضمونًا تمامًا، فى ظل تغير مواقف قطاع كبير من مواطنى تلك الفئات، لصالح الإدارة الحالية.
 
ولعل الانتخابات الأمريكية القادمة ستمثل أول تقييم حقيقى لـ»الخطاب الشعبوى»، بعد اختباره لمدة 4 سنوات، وبالتالى فإن بقاء ترامب على رأس السلطة فى بلاده يقدم إضافة قوية لتيارات اليمين المتطرف فى العديد من الدول الأخرى، خاصة فى أوروبا الغربية، كما أنه يمثل نكسة قوية للتيارات الأخرى، وعلى رأسها الحزب الديمقراطى، والذى يبقى أمام تحدى أكبر، وهو ما إذا كان قادرًا على البقاء فى المرحلة المقبلة أم أنه يقترب من النهاية!!
p.7
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة