ففي تقرير لدورية (انتلجنس نيوز) الأمريكية المتخصصة في الشأن المخابراتي ومكافحة التجسس أكدت أن (متلازمه هافانا) هي في حقيقتها حزم إشعاعية من المايكرويف قد تعرض لها العاملون فى سفارة الولايات المتحدة في هافانا والقنصلية الأمريكية في جوانزو بالصين ونتج عنا إصابتهم بحالات غريبة من فقدان الاتزان والصمم المؤقت وأحيانا بفقد الإبصار المؤقت أو حدوث ارتجافة بصرية ليست لها أية مبررات طبية.


وفي عام 2019 تعرض دبلوماسيون كنديون في السفارة الكندية لدى كوبا لأعراض مماثله لتلك التي تعرض لها دبلوماسيو الولايات المتحدة وعلى إثر ذلك اخلت كندا عائلات العاملين في سفارتها بهافانا وكان ذلك في أبريل 2019 وثارت تكهنات حول تورط استخبارات منافسه للولايات المتحدة في هذا الأمر كعمل استهدافي، وهو ما نفت حكومتا بكين وهافانا نفيا قاطعا حدوثه على أراضيها، مؤكده التزامهما بتأمين مقال التمثيل الدبلوماسي بهما.


وعندما لم تجد أجهزة الاستخبارات الأمريكية برغم قدراتها الفائقه تفسيرا في حينه لتلك الأعراض المرضية التي اشتكى منها الدبلوماسيون الأمريكيون ودار جدل واسع في أوساط الاستخبارات ومجتمع الأمن الامريكي عن مسببات تلك الظاهرة وعندما لم تجد الاستخبارات الأمريكية إجابة شافية قامت بنقل ملف الموضوع إلى أكاديمية العلوم الوطنية التي شكلت فريق عمل بحثي يضم خبراء أوبئة وخبراء هندسة فيزائية وخبراء سموم وأطباء أعصاب وأمراض دماغية في محاولة لفك طلاسم هذا اللغز.


وبدورهم، التقى خبراء الأكاديمية بما لا يقل عن 40 ممن حدثت لهم تلك الأعراض من الدبلوماسيين الأمريكيين وعائلاتهم الذين تم إجلاؤهم لهذا السبب من السفارة الأمريكية في هافانا عاصمة كوبا في عام 2017 وكذلك الدبلوماسيين القادمين من القنصلية الأمريكية من مقاطعه جوانزو الصينية في العام ذاته، وانتهى تقرير الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم الذي وقع في 66 صفحة إلى أن من عانوا من تلك الأعراض قد تعرضوا لنبضات طاقة عالية التردد من خلال بواعث لحزم المايكروييف تؤدي إلى الشوشرة على كهرباء المخ البشري.


وألمح التقرير على أن هذا النوع من أساليب التأثير الكهرومغناطيسي على سلوك وحركة "عناصر مستهدفه" هو من أساليب الاستخبارات السوفيتية السابقه استخدمته (كي جي بي) ضد خصومها بعد أن طورته مختبراء الفيزياء العسكرية السوفيتيه على مدى نصف قرن تقريبا.