اطلبوا العلم ولو فى الـ50.. رحلة 40 عاما من الأمية تتوج "عم الأستاذ سيد" بالدبلوم بالعقد الخامس.. عبد السيد سعد يروى حكاية طرده من المدرسة طفلا.. ويؤكد: اخترت تعليم شقيقى.. وتحديت نفسى للحصول على شهادة

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020 11:41 ص
اطلبوا العلم ولو فى الـ50.. رحلة 40 عاما من الأمية تتوج "عم الأستاذ سيد" بالدبلوم بالعقد الخامس.. عبد السيد سعد يروى حكاية طرده من المدرسة طفلا.. ويؤكد: اخترت تعليم شقيقى.. وتحديت نفسى للحصول على شهادة الأستاذ سيد بالدبلوم
الفيوم رباب الجالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما زالت القرى المصرية، وتحديدا فى صعيد مصر، تزخر بالنماذج البشرية التى تعكس مدى المعنى الحقيقى للكفاح والمثابرة، حيث سجل عبد السيد سعد عبد المجيد عامل خدمات بمدرسة حكومية الشهير بقريته بكوم أوشيم بمحافظة الفيوم أو كما يلقب بـ"عم الأستاذ سيد"، حلقة جديدة فى مسلسل "اطلبوا العلم ولو فى الـ60.

حكاية-رحلة-الأستاذ-سيد-من-الأمية-إلى-حصوله-على-الدبلوم-بمحافظه-الفيوم

وفى لقائه مع "اليوم السابع" لخص "عم الأستاذ سيد" حكايته في تلك الجمل: "التعليم نعمة اتحرمت منها وأنا صغير ودفعت تمن الحرمان ده سنين كتير من عمرى أمشى ورا أطفال المدارس لحد باب المدرسة وأشوف الناظر ماسك عصايته ويقولى ارجع أنت مش معانا امشى بعيد جنب السور واقعد أعيط وألف حول السور وأحاول أسمع أى كلمة والمدرسين بيشرحوا وأروح جنب بتاع الفول والطعمية استنى يرمى أى ورقة من الكتب اللى بيلف بيها وأمسك الحروف أحاول أقرأها وقعدت طول السنين دى أشتغل وعلمت أخويا الصغير وكان أول واحد فى بلدى يدخل جامعة القاهرة وعلمت أولادى وأول ما لقيت فرصة دخلت المدرسة وخدت الدبلوم واهو بعد ما شاب ودوه الكتاب وبقيت عم الأستاذ سيد ".

هكذا عبر عبد السيد سعد عبد المجيد عامل خدمات بمدرسة حكومية الشهير بقريته بكوم أوشيم بمحافظة الفيوم بـ"عم الأستاذ سيد" عن رحلته الطويلة فى حرمانه من التعليم منذ صغره لظروفهم المادية الصعبة بعد وفاة والده وإصراره على الالتحاق بالتعليم وحصوله على الدبلوم الغنى فى الخمسين من عمره.

حكاية-رحلة-الأستاذ-سيد-من-الأمية-إلى-حصوله-على-الدبلوم

ويقول عم سيد إن والده توفى وهو فى الخامسة من عمره ولم يلتحق بالمدرسة لسوء حالتهم المادية وكان أبناء عمومته وجيران يذهبون جميعا للمدرسة فى صباح كل يوم وكان يستقيظ كل يوم فى موعد ذهابهم للمدرسة وينظر إليهم ويذهب خلفهم حتى يصلون إلى المدرسة وينظرون إليه بشىء من الدونية ويخبروه أن ناظر المدرسة سيطرده وبالفعل يطرده الناظر ويعود بدموعه ليجلس بجانب سور المدرسة ويتلصص السمع لعله يسمع أى حرف أو كلمة يتعلمها ويباهى به أقاربه من التلاميذ عقب عودتهم من المدرسة حتى لا يشعر أحدهم أنه أقل منه فى شىء.

وأكد أنه فى عام 1986 رآه الشيخ الذى يحفظ القرآن فى الكتاب يجلس بعيدا ويستمتع إليه فناداه وطالبه بالاقتراب والجلوس بجانب تلاميذ ليحفظه القرآن.

ولكنه بعد التحاقه بالكتاب كان شقيقه الأصغر وصل لسن المدرسة وكان لابد أن ينفق عليه واضطر لترك الكتاب للعمل بالأجر فى الأراضى الزراعية ومهن أخرى عديدة حتى يتمكن من الإنفاق على أسرته وتعليم شقيقه وبالفعل ظل يعمل حتى تعلم شقيقه وكان أول طالب بقريتهم يلتحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة.

ولفت سيد إلى أنه بعد سنوات طويلة من حرمانه من التعليم وبعد زواجه وإنجابه 4 أبناء وانشغاله بالإنفاق عليهم وتعليمهم تم افتتاح فصول محو الأمية وعلى الفور التحق بها وتم تكريمه من قبل محافظ الفيوم فى ذلك الوقت ثم قدم أوراقه للحصول على وظيفة حكومية وحصل على وظيفة عامل خدمات بمدرسة حكومية.

وأشار عم سيد إلى أنه مع اهتمامه الزائد بالتعليم وشغفه الدائم وتكرار سؤاله للمدرسين عن العديد من المعلومات شجعوه جميعا على استكمال تعليمه والالتحاق بالصف الأول الإعدادى بشهادة محو الأمية وبالفعل التحق بالصف الأول الإعدادى وأنهى الشهادة الإعدادية وكان يذهب إلى عمله عامل بالمدرسة صباحا ويكون تلميذا بالإعدادية فى الفترة المسائية ثم التحق بدبلوم الفنى الزراعى لأنه يناسب معلوماته فى الزراعة.

وأكد سيد، أنه فى يوم من أيام امتحانات الدبلوم الفنى منعه فرد الأمن المتواجد على الباب من الدخول بالجلابية، مؤكدا أنها تخالف الزى الرسمى للمدرسة فقام بخلعها ودخل الامتحان "بالكلسون" وكان على استعداد أن يفعل أى شىء فى سبيل الحصول على هذه الشهادة التى حرم منه عمره بأكمله.

حكاية-رحلة-الأستاذ-سيد-من-الأمية-إلى-حصوله-على-الدبلوم-بالفيوم

ولفت عم سيد إلى أنه لديه طموح كبير فى الالتحاق بالجامعة ولكن ما منعه أنه وهب عمره وكل ما يملك لتعليم أولاده وظروفه المادية لا تتحمل أى عبء إضافى حيث إن حرمانه من التعليم جعله يصر على أن يلاحق جميع أبنائه بالتعليم ولديه حاليا ابنه الأكبر حاصل على ليسانس الألسن والأصفر بالفرقة الأولى بكلية الهندسة والثالث معهد مساحة والأصغر بالصف الأول الابتدائى.

وأشار عم سيد إلى أن مكسبه المعنوى من التعليم لا يقدر بثمن وأنه اكتسب احترام الجميع وأولهم أبناءه خاصة أنه كان فى الخمسين من عمره ويجلس ويذاكر دروسه وهذا كان يشجع أولاده على المذاكرة وذرع بداخلهم حب التعليم والحرص عليه وأكد أن المعلمين والتلاميذ بالمدرسة التى يعمل بها أطلقوا عليه لقب عن الأستاذ سيد تكريما له على جهده فى التعليم والحصول على شهادة.

 
حكاية-رحلة-الأستاذ-سيد-من-الأمية-إلى-حصوله-على-الدبلوم-فى-الفيوم
 

 

حكاية-رحلة-الأستاذ-سيد-من-الأمية-إلى-حصوله-على-الدبلوم--فى-محافظة-الفيوم
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة