"فتنة الطوائف تضرب أروقة بعبدا".. صدام بين الحريرى وعون يعرقل ولادة حكومة لبنان.. "سعد": الرئيس اختار 4 وزراء مسيحيين ويريد "الثُلث المعطل" لجهة حزبية.. "الرئاسة": نسعى لحكومة منسجمة قادرة على مواجهة الصعوبات

الإثنين، 14 ديسمبر 2020 09:20 م
"فتنة الطوائف تضرب أروقة بعبدا"..  صدام بين الحريرى وعون يعرقل ولادة حكومة لبنان.. "سعد": الرئيس اختار 4 وزراء مسيحيين ويريد "الثُلث المعطل" لجهة حزبية.. "الرئاسة": نسعى لحكومة منسجمة قادرة على مواجهة الصعوبات سعد الحريرى والرئيس اللبنانى ميشال عون
كتب : أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدام جديد بين رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريرى، مع الرئيس اللبنانى ميشال عون يلقى بظلاله على المشهد السياسى فى البلاد التي تعانى وضعا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا صعبا للغاية منذ انفجار مرفأ بيروت.

يأتي ذلك بعد ساعات من الحديث عن إنفراجة في التشكيل الوزارية للحكومة اللبنانية، التى قدمها الرئيس سعد الحريرى إلى رئاسة الجمهورية للتوقيع عليها، والكشف عن حكومة "الإنقاذ" التى ينتظرها الشعب اللبنانى لإنقاذ البلاد من شبح الانهيار الاقتصادى.

بدوره دعا رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريرى رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى التوقيع على التشكيلة الحكومية بعيدا عن المصالح الحزبية والثلث المعطل فى خضم سجال يدور حول مسألة تعطيل تشكيل الحكومة التى لم تبصر النور.

ونفى رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريرى، صحة الاتهام الذى نسبته إليه رئاسة الجمهورية حول تفرده بتسمية الوزراء في الحكومة الجديدة وخصوصا المسيحيين منهم، مشيرا إلى أن التشكيلة الحكومة المكونة من 18 وزيرا والتى قدمها قبل أيام قليلة إلى رئيس البلاد ميشال عون، تضم أسماء لشخصيات مسيحية من اختيار رئيس الجمهورية.

جاء ذلك في بيان أصدره الحريرى تعقيبا على البيان الأخير الصادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية، والذى حمل اتهامات لرئيس الوزراء المكلف بالعناد وتحريف الحقائق والرغبة فى الاستئثار بعملية تشكيل الحكومة الجديدة، واختيار الوزراء دون الاتفاق مع الرئيس ميشال عون، وذلك في إطار السجال وحرب البيانات والبيانات المضادة الممتدة على مدى اليوم بين الفريقين.

وقال الحريرى، إنه تسلم في الاجتماع الأخير مع الرئيس ميشال عون، طرحا محددا لإعادة النظر في توزيع الحقائب الوزارية، والتواصل مع التكتلات النيابية بما يفضي إلى تمثيلها، وتوفير الثُلث الضامن (المعطل) لإحدى الجهات الحزبية (فى إشارة إلى التيار الوطنى الحر برئاسة النائب جبران باسيل صهر الرئيس).

وأشار سعد الحريرى إلى أنه كان قد تسلم خلال الاجتماع الثاني مع رئيس الجمهورية، لائحة بأسماء المرشحين للتوزير، لافتا إلى أنه قام باختيار 4 أسماء لشخصيات مسيحية من تلك اللائحة، وذلك خلافا لما أورده بيان الرئاسة عن تفرد رئيس الوزراء المكلف بتسمية جميع الوزراء المسيحيين.

ودعا الحريرى رئاسة الجمهورية اللبنانية، إلى إعطاء توجيهاتها نحو "وقف التلاعب في مسار تأليف الحكومة، وضبط إيقاع المستشارين بما يسهل عملية التأليف لا تعقيدها"، مشددا على أن الأولوية في الوقت الحالي هى الخروج من نفق الأزمة وتداعياتها المعيشية والاقتصادية ووضع لبنان على مسار الإنقاذ الحقيقى.

وكان الحريري قد قدّم يوم الأربعاء الماضى، للرئيس اللبنانى بتشكيلة حكومية كاملة تضم 18 وزيرا، قال، إنهم جميعا من أصحاب الاختصاص (خبراء) والكفاءة وبعيدين عن أي انتماء حزبى، ومن بينهم أسماء سبق واقترحها الرئيس ميشال عون، وأن الأخير وعده بدراسة التشكيلة الحكومية المقترحة على أن يكون هناك لقاء آخر يجمعهما.

من جانبها، قالت الرئاسة اللبنانية، إن الرئيس ميشال عون اعترض على طريقة توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف، ولم يجر البحث في الأسماء المقترحة، موضحة، أن الرئيس اللبنانى يرى أن المعايير ليست واحدة فى توزيع هذه الحقائب، وطلب من الحريرى إعادة النظر بها.

وأشارت الرئاسة اللبنانية فى بيان لها -حصل "اليوم السابع" على نسخة منه- إلى أن الرئيس عون اعترض على تفرّد سعد الحريرى بتسمية الوزراء وخصوصاً المسيحيين منهم من دون الاتفاق مع رئيس الجمهورية، علماً أن الدستور اللبنانى ينص على أن تشكيل الحكومة يكون بالاتفاق بين رئيسى الجمهورية والحكومة.

وأوضحت الرئاسة اللبنانية، أن عون لم يسلم الحريرى لائحة بأسماء مرشحين للتوزير، بل طرح خلال النقاش مجموعة أسماء كانت مدرجة في ورقة أخذها الحريرة للاطلاع عليها، واستطراداً لم تكن هذه الورقة معدّة للتسليم، أو لاعتمادها رسمياً بل أتت في خانة تبادل وجهات نظر.

ولفتت الرئاسة اللبنانية، إلى أنه في كل مرة كان يزور فيها الحريرى قصر بعبدا، كان يأتى بطرح مختلف عن الزيارات السابقة، والصيغة التي قدمها فى آخر زيارة له كانت مختلفة عن الصيغ التي تشاور فى شأنها مع رئيس الجمهورية ميشال عون.

وأوضحت أن الرئيس اللبناني ميشال عون لم يطرح يوماً أسماء حزبيين مرشحين للتوزير، بل كان يطرح على رئيس الوزراء المكلف ضرورة التشاور مع رؤساء الكتل النيابية الذين سوف يمنحون حكومته الثقة ويتعاونون معه في مشاريع القوانين الإصلاحية التي كانت تنوى الحكومة اعتمادها، ولم يرد في ذهن الرئيس عون يوماً "امساك الأحزاب بمفاصل القرار" أو "تكرار تجارب حكومات عدة تحكمت فيها عوامل المحاصصة والتجاذب السياسى"، بل كان همه أولاً وأخيراً الوصول إلى حكومة منسجمة تكون قادرة على مواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والتي تتطلب مرونة فى التعاطى وصراحة وواقعية وليس عناداً وتحريفاً للحقائق، وفقا للبيان.

وتصطدم الجهود الكبيرة التى يبذلها سعد الحريرى لتشكيل حكومة جديدة يريدها من الاختصاصيين بعراقيل عدة خاصة من التيار الوطنى الحر وفصيل حزب الله حيث يتطلع الطرفان للحصول على الثلث المعطل والمشاركة في أدق تفاصيل التركيبة الحكومية.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة