شباب أسوان يبتكر.. "بسمة" تسوق للمنتجات التراثية عالميا.. زوجان يبتكران ماكينة حصاد لتصدير النباتات الطبية والعطرية.. و"محمد" أسس خدمة "سلطة" لشراء الخضراوات أون لاين.. ودعم حكومى ومؤسسى يصل لمليون جنيه.. صور

الأحد، 13 ديسمبر 2020 08:00 م

الشباب يعرضون مشروعاتهم

أسوان – عبد الله صلاح

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"شباب أسوان يبتكر".. شعار رفعه الشباب والفتيات فى محافظة أسوان لاقتحام سوق العمل بعيداً عن الروتين المعروف وانتظار الوظيفة الحكومية، بعد أن قرروا التعمق فى بحر الابتكار وتأسيس مشروعات صغيرة قادرة على تحويلهم من البحث عن فرصة عمل إلى أصحاب أعمال يوفرون فرص عمل لغيرهم من الشباب والفتيات.

"اليوم السابع"، استمع إلى 3 نماذج من شباب وفتيات أسوان، الذين قرروا أن يخوضوا تجربة سوق العمل عبر أفكار مشروعات صغيرة، قوبلت بالترحيب والدعم الحكومى والمؤسسى.

التدريب على الاستثمار

"بسمة" تسوق للمنتجات التراثية عالمياً

بسمة رشاد، صاحب مشروع "مصر الناس"، تحدثت لـ"اليوم السابع" قائلةً، الفكرة بدأت عندما زاد الطلب على المنتجات التراثية المصرية المختلفة الموجودة فى محافظات الجمهورية، ومع صعوبة الحصول عليها من مختلف الأماكن، قررنا تشكيل فريق العمل لإنشاء موقع تسويقى لبيع هذه المنتجات التراثية بمصر.

بسمة رشاد صاحبة مشروع التسويق للمنتجات التراثية

وأوضحت "بسمة"، بأن المشروع يساعد على خدمة البائع أو المصنع نفسه صاحب المنتجات التراثية بعد تخصيص منصة إلكترونية له وتسويق منتجاته بشكل مختلف يساعده على زيادة الدخل، بالإضافة إلى ما يتحصل عليه من زبائنه المترددين عليه، كما يساعد المشروع أيضاً المشترى الذى يبحث عن المنتج المطلوب بالجودة التى يطلبها بعد عرض مجموعة فيديوهات تسويقية لهذه المنتجات، بالإضافة إلى توصيل هذا المنتج له حتى محل إقامته أو المكان الذى يتواجد فيه من خلال خدمات الإنترنت الـ"أون لاين".

برنامج تنمية المهارات

"إيمان" تساعد زوجها فى ابتكار ماكينة حصاد النباتات الطبية والعطرية

إيمان مدنى، البالغة من العمر 30 سنة، حاصلة على ليسانس آداب قسم اللغة العربية، ولديها ثلاثة أبناء، ورغم مؤهلها الأدبى، إلا أنها قررت العمل فى وظيفة محاسب لمشروع زوجها محمود جلال مهندس مدنى، الذى قرر أن يخوض المغامرة فى ابتكار وتصنيع ماكينة حصاد نباتات طبية وعطرية محلية بدلاً من استيرادها بمبالغ عالية التكلفة.

قالت إيمان مدنى، أن مشروع حصاد النباتات الطبية والعطرية، هو عبارة عن استخراج المادة الخام لتصنيع الأدوية سواء أدوية السعال والبرد وبعض المسكنات، وهناك النباتات الورقية كالنعناع والريحان والبردقوش، وهناك بعض النباتات الزهرية مثل الينسون والكمون والكركدية، وهناك بعض النباتات التى يستخرج منها العطور مثل الياسمين والعطر، وهذه النباتات لها أهميتها وتستخدم فى التصدير للخارج وبعضها يباع محلياً فى محلات العطارة.

وتابعت الزوجة المخلصة، زوجى صمم ماكينة لغرض الحصاد، ومع إصراره على فكرته فى إيجاد حل لارتفاع تكاليف حصاد النباتات الطبية والعطرية كان لابد من دعمه فى إيجاد مخرج لهذه المشكلة وتنفيذ مشروعه على أرض الواقع، وقابلنا تحديات عديدة، ومن خلال مساعدات مقدمة من مؤسسة أم حبيبة استطعنا مواجهة هذه المخاوف من خلال التدريب والتوجيه وتقديم الدعم اللازم.

ومن جانبه، أوضح محمود جلال، مهندس ميكانيكا، بأنه منذ بداية مشروعه زراعة النباتات الطبية والعطرية وصولاً لمرحلة الحصاد كانت هناك مشكلة فى حجم العمالة وتوافرها والمقابل المادى المرتفع للأيدى البشرية علاوة على عدم انتظامهم فى الحصاد، خاصة أن الدورة الزراعية للنباتات الطبية والعطرية تصل لنحو 45 يوماً، وهو ما يهدر نحو 80 % من أرباح المشروع فى توفير العمالة وتجفيف المنتج للتصدير، وهى المشكلة التى تؤدى إلى تلوث المنتج نتيجة إلى أن التجفيف يحتاج إلى 10 أيام فى مكان الحصاد وهو ما يعرضه للتلوث خلال تلك الفترة سواء من المبيدات أو الفطريات أو غيرها، وهو ما ينتج عنه خسائر مضاعفه.

وتابع "جلال"، من هنا بدأ التفكير فى استخدام التكنولوجيا العالمية فى هذا المجال، وبعد التواصل مع شركات عالمية إيطالية وألمانية وكرواتية لاستيراد معدات وجدنا أن تكلفة جلب المعدة الواحدة تصل من 3 إلى 5 ملايين جنيهاً، وهو ما يفوق إمكانيات أى مزارع، فكان الحل البديل هو البحث عن تصنيع معدات شبيه بها، وبالفعل تم تصميم نموذج للمعدة وتصنيعه وفقاً للإمكانيات المتاحة، وتم تجربة هذه المعدة مع بعض المزارعين فى مشروع وادى النقرة بأسوان، وبعد نجاح التجربة بدأنا فى التفكير فى صناعة هذه المعدة من خلال مصانع مختلفة تصنع أجزاء المعدة على حدة، ووصلت تكلفة المعدة المصنعة محلياً 150 ألف جنيهاً بدلاً من 5 ملايين جنيهاً سيتم إنفاقها على معدات مستوردة من الخارج.

الزوجان يعرضا فكرة المشروع

"محمد" أسس خدمة "سلطة" لشراء الخضروات الطازجة أون لاين

محمد وليد، مهندس مدنى، أسس شركة سلطة لتجارة وتوزيع الخضروات والفاكهة، خلال فترة انتشار فيروس كورونا، والتى شجعت عدد كبير من المواطنين على استخدام فكرة "الديلفرى" فى شراء المنتجات والمستلزمات المنزلية، ومن هنا كانت فكرة المشروع فى توفير الخضروات والفاكهة الطازجة بشكل يومى، وهى الفكرة الأولى فى أسوان بجانب أفكار توصيل طلبات الماركت والمطاعم والصيدليات وغيرها.

وقال محمد، شكلت جروب عمل من مهندسين مبرمجين ومهندس زراعى وفريق كامل للرد على الاستفسارات والعمال ومندوبى توصيل الطلبات للمنازل وغيرهم، وانطلقنا فى نوفمبر الماضى وكان هناك مردود كبير جداً ووصلنا لأرقام مقبولة جداً، والعملاء وصلوا لشركتنا سواء عن طريق الأبلكيشن "تطبيق الموبايل"، وبلغ عددهم أكثر من 900 عميل، بالإضافة إلى عملاء الخط الساخن والذين بلغوا أكثر من 400 عميل، ووصلنا بالطلبات لأكثر من 1600 طلب خلال شهر واحد فقط.

الشباب يعرضون مشروعاتهم

وأشار محمد، إلى أن هدفهم فى المستقبل هو الوصول إلى أكبر مستخدمى الخدمة ليس على مستوى أسوان فقط ولكن على مستوى محافظات الصعيد حتى نصبح المصدر الرئيسى للخضروات والفاكهة فى مصر كلها.

إيمان المنشاوى، مدير الاتصالات والتسويق بمؤسسة أم حبيبة، أشارت إلى استمرار الدعم الدائم لرواد ورائدات الأعمال فى أسوان، مؤكدةً أن مؤسسة أم حبيبة بالتعاون و التنسيق مع محافظ أسوان تتقدم بإقامة معسكر "شباب أسوان يبتكر" وذلك بتقديم جوائز لأفضل 10 مشاريع ريادية تقدر بــــ 100 ألف جنيه وتسهيل حصول المتقدمين على تمويل بفائدة 5% مقدمة من جهاز تنميه المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وتوفير أماكن مجهزة وقابلة للترخيص فى المناطق الصناعية وتقديم حزمة من التدريبات وفرص للتسويق، حيث بدأت فعاليات المعسكر يوم الأحد الموافق السابع من ديسمبر الجارى، مع مراعاة كافة الإجراءات و المعاير الاحترازية لفيروس كورونا المستجد بإتباع التباعد الاجتماعي والحرص الدائم على قياس درجات الحرارة و ارتداء الكمامات الطبية.

ومن جانبها، أكدت رانيا ربيع، مدير ريادة الأعمال بمؤسسة أم حبيبة، أنه اختتمت التصفيات النصف نهائية لمسابقة مؤسسة أم حبيبة الثالثة لرواد ورائدات أعمال أسوان، بمشاركة 44 متسابق يتنافسون لحصد أفضل مشروعات المسابقة والتى تختتم مرحلتها النهائية يوم 16 ديسمبر الجارى، وتأهل العديد من المشروعات فى تسع مسارات مختلفة وذلك فى إطار برنامج تنمية مهارات شباب اسوان الذى يتم تنفيذه بالتعاون مع مؤسسة الأغاخان و الحكومة الكندية.

وأضافت ربيع، أن المسابقة تقدم جوائز مالية بإجمالى مليون جنيه لأفضل خطط عمل مشاركة فى المسابقة، حيث تتراوح قيمة الجوائز بين 10 إلى 100 الف جنيه للمشروع الواحد، بالإضافة إلى برنامج متكامل للدعم الفنى من خلال حاضنة الأعمال التابعة لمؤسسة أم حبيبة.

إيمان مدنى مشروع حصاد النباتات الطبية والعطرية

وتنوعت المشروعات المشاركة فى المسابقة ما بين المسارات الاقتصادية المختلفة منها المشروعات فى القطاعات الخدمية، والصناعية، والرقمية والتكنولوجية، بالإضافة إلى عددًا من المشروعات فى مجال التدريب المهنى والفنى، والحفاظ على التراث، ومشروعات أخرى فى مجال الفنون والموسيقى والمشروعات الصديقة للبيئة وغيرها.