تشتهر محافظة قنا، بوجود القبائل العربية، والمتمثلة فى قبائل الهوارة والعرب والأشراف، بينما يوجد قبائل البدو والتى يعيشون بالقرب من المناطق الجبلية، ورغم ارتدائهم الملابس والزى الصعيدى لكن عادتهم تختلف فى بعض الأشياء وتتفق فى غيرها.
فى مركز نقادة جنوب محافظة قنا، يعيش قبيلتى الرشايدة والعوازم، بحاجر طوخ "عزبتى محمد وأحمد وعبدالناصر" بالقرب من الظهير الصحراوى لا تستطع فهم كلامهم عند اللقاء والسلام خاصة لأنهم يتحدثون اللغة البدوية، التى لا يجيد معرفتها غير أبناء القبلية ومن يعيش معهم.
جلسات قبائل "البدو" فى محافظة قنا تُمثل الركيزة الأساسية لحل مشكلات العائلات فى القبيلة، فمع دخول أذان العشاء يجتمع كبار القبيلة أسبوعيًا وتحديدًا يوم الخميس فى منزل كبير القبلية أو من يمثلهم تتناول الجلسة مناقشات عرفية لحل المشاكل والخلافات، ومتابعة احتياجات القرية والتواصل مع المسئولين فى المحافظة، وغيرها.
الاتفاقات فى الجلسة بمثابة سيف على رقاب الجميع يجب تنفيذه، ولا يستطيع أحد الخروج عن الاتفاق الذى تم فى الجلسة التى يجتمع فيها أبناء القبيلتين، وفى حالة مخالفة شخص لما توصل إليه "المقعد" وهى الجلسة يعاقب بالحرمان من حضور جلسات القبلية وينتظر الحكم عليه فى الجلسة القادمة.
عقب انتهاء الصلاة يبدأ يتجمع أبناء البادية، المشهد يُظهر افتراش الأرض بالسجاد، وتظهر النار الموقدة للتدفئة وشرب المشروبات الساخنة والتى تتم بالطريقة البدوية، حيث يبدأ الشباب فى تلك المهمة بجلب وفناجين صغيرة والبكرج بأحجام مختلفة وحبات البن الأخضر تمهيدا للتحميص وإعداد مشروب الجبنة الذى يمتاز به أبناء البادية.
بعد مرور ساعة من نقاشات وحل الخلافات العرفية دون اللجوء للشرطة، والتى يفصل فيها كبار القبيلتين تبدأ مرحلة جديدة من التسامح ودمج وطى الخلافات بإقامة جلسات "السامر" ويبدأ الكبار والصغار فى الاصطفاف على صفين مواجهين لبعض يرددون بعض كلمات وأبيات من الشعر العربى ولا يفهم سوى أبناء البادية، وإذا رغبت معرفة المعانى تحتاج إلى من بشرح لك من ابناء القبيلة، وهناك مديح للنبى يتم خلال الجلسة ولكن بالطريقة البدوية.
وتبدأ المجموعات فى الجلوس على الأرض بعد المديح بترديد أبيات الشعر العربى والغناء البدوى القديم الذى يعتمد على لزريبى والمتينة والرجيعى والرفيحى، يقف شاب ومعه مجموعة من أكواب البلاستيك لتوزيع المشروبات الساخنة عن طريق اللف على الجالسين بالفنجان والبكرج لسكب الجبنة التى يتم إعدادها أثناء الجزء الأول من السامر، وأثناء مرور الشخص الذى يقوم بالتوزيع يجب عليك أن تهز يديك وهى تعنى اكتفائك من الشرب وفى حالة إعطائه "الكوباية" وأنت صامت تعنى طلب الشرب مرة أخرى، ويقف أمامك للسكب ولا ينتهى فى حالة عدم هز اليد.
تواجه فتيات القبيلتين الكثير من المعاناة خاصة أن أغلب أبناء البادية لا يستكملون دراستهم التعليمية نظرا لبعد المدارس عن المنطقة التى يقطنون بها فى صحراء بنقادة، وعدم وجود مدارس قريبة باستثناء مدرسة ابتدائى، وهى تبعد كثيرًا عن منطقة البادية التى يعيشون فيها وكثير من أبناء البادية لا يكملون دراستهم وخاصة البنات.
جبال مركز نقادة بقنا (8)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة