تستعد لوحة نيستيروف "البحيرة المقدسة"، والتى تم إنتاجها فى ظل الحكم السوفيتى، لتقديمها للبيع فى مزاد كريستيز فى لندن يوم 23 نوفمبر الجارى. ومن المحتمل أن يكون قد تم رسم اللوحة فى منتصف عشرينيات القرن الماضى، وفيها راهبة مبتدئة بمفردها فى الريف، تميل على جذع شجرة للحصول على الدعم، فاللوحة تصورها وهى تنظر إلى البحيرة الفخارية التى أمامها مباشرة والمناظر الطبيعية الممتدة وراءها، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع مزاد كريستيز للفنون.
وتساعد مجموعة الخضر اللطيفة على إضفاء جو من الهدوء على المشهد، ومن خلال إدارة ظهرها للمشاهد تبدو مجازًا أنها تختار حياة العزلة - حياة روحانية أبدية ، كما يمثلها المشهد الروسى.
ولم يمض وقت طويل على رسم البحيرة المقدسة، وتم شراؤها من قبل الدنماركى يوهان بول كواد، ولم يتم طرحها فى السوق منذ ذلك الحين، وعرضت آخر مرة علانية فى ريغا فى عام 1932.
بعد قرن تقريبًا، لا يزال هناك سؤال رئيسى واحد، كيف تمكن نيستيروف من إنتاج أعمال "متدينة" مثل البحيرة المقدسة والهروب من غضب السلطات السوفيتية؟ فقد عاش بسلام ورخاء حتى وفاته عام 1942، عن عمر يناهز 80 عامًا، مع أن العديد من أصدقائه وعائلته لم يحالفهم الحظ، فصهره المحامى فيكتور شريتر، على سبيل المثال، أُعدم عام 1938 بتهمة التجسس.
وتقول سارة مانسفيلد، المديرة الدولية للفنون الروسية فى كريستيز: "مصير نيستيروف هو أحد المفارقات الكبيرة، كيف أفلت من العمل فى سياق مسيحى أرثوذكسى خلال فترة رقابة صارمة؟ ربما كان له علاقة بحقيقة أنه كان يحظى بتقدير كبير كرسام بورتريه، فقد تم غض البصر عن أعماله الأخرى، ولكن لا أحد يستطيع أن يؤكد ذلك، و"ما يمكننا قوله هو أن نيستيروف كان شخصية ضخمة فى الفن الروسى فى أوائل القرن العشرين. تحظى أعماله بمكانة مشهورة فى المجموعات العامة والخاصة التى نادرًا ما يتم طرحها فى المزاد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة