تعرف على تاريخ قلعة شالى الأثرية فى واحة سيوة

الجمعة، 06 نوفمبر 2020 01:00 م
تعرف على تاريخ قلعة شالى الأثرية فى واحة سيوة شالى فى واحة سيوة
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إحياء قلعة شالي في واحة سيوة" هي مبادرة بدعم من الاتحاد الأوروبى ومجموعة نوعية البيئة الدولية لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وقد افتتح المشروع الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، رانيا المشاط، ووزيرة التعاون الدولى، ياسمين فؤاد، ووزيرة البيئة، واللواء خالد شعيب، محافظ مرسى مطروح، ووفد الاتحاد الأوروبى بمصر، ووفد ممثل لصندوق الأمم المتحدة للسكان بمصر،  ومشايخ القبائل، مشروع ترميم قلعة شالي بواحة سيوة،  بعد إعادة ترميمها وإحيائها وتفقدوا الموقع الأثرى.

تقع واحة سيوة بمكان نائى من الصحراء الغربية، ويعتبر الصرح الأثرى الأكثر وضوحا بها هو قلعة شالى أو مدينة شالى الأثرية، والتى تم بناؤها فى عهد المماليك، "حوالى عام 1200 ميلادية"، وذلك لصد الغزاه، وتم بناء القلعة باستخدام خامات البناء التقليدية المحلية "الكرشيف" وهو حجر مكون من الملح والطفلة والذى يوجد عادة بسيوة.

الدكتور خالد العنانى ورانيا المشاط خلال افتتاح مدينة شالى
الدكتور خالد العنانى ورانيا المشاط خلال افتتاح مدينة شالى

وعندما استقرت مصر فى عهد محمد على باشا (1805 الى 1849) لم تعد هناك حاجة لسكان سيوة للتقيد بحدود مستوطنة محصنة، وهجرت مدينة شالى القديمة، كما بنى سكانها منازلهم فى المناطق الأكثر اتساعاً، المحيطة بالواحة، وقاموا بتفكيك الأبواب والنوافذ، وعناصر حيوية اخرى من منازلهم فى شالى القديمة دفع هذا التدهور المطرد للقلعة مع مر السنين، إلى المزيد من الإهمال التام لمنازلها المهجورة وتقع قلعة شالى، فى يومنا هذا، تحت إدارة وزارة السياحة والآثار المصرية بكونها موقع أثريا.

أما عن مبادرة "إحياء قلعة شالى بواحة سيوة"، فبدأ المشروع الممول من الاتحاد الاوروبى  (EU)وشركة "نوعية البيئة الدولية لتنمية الصناعات الصغيرة والحرفية" (EQI SME)  فى فبراير 2018  ويستمر حتى أواخر عام 2020.

وتقوم شركة نوعية البيئة الدولية لصناعات الصغيرة والحرفية بتنفيذ المشروع، والذى يستهدف ترميم وحفظ موقع شالى الأثرى، المبنى بالكرشيف والمنطقة شبه المهجورة والمتدهورة المحيطة به، كما وأن الهدف الرئيسى للمشروع، هو العمل على تحفيز الاقتصاد المحلى، وذلك من خلال تحسين مكانة سيوة الدولية كوجهة للسياحة البيئية الرائدة، ويستهدف أيضاً المشروع ترسيخ التنمية المستدامة لمجتمع سيوة المحلي، وذلك من خلال هذه الآليات التالية:" تثبيت وترميم وتهيئة استخدام المبانى والفراغات فى الموقع الأثرى، وذلك لرفع مكانة شالى كإحدى مناطق الجذب الرئيسية للسياحة الثقافية بسيوة  وبناء قدرات السكان المحليين، على ترميم ممتلكاتهم باستخدام طرق البناء التقليدية،  إثبات أن المحافظة على مواقع تراثية، بالإضافة إلى تطوير وتحسين الخدمات البيئية والصحية، سوف تساعد حتما، فى تحسين الظروف المعيشية، وتعمل على تحفيز وتنشيط الاقتصاد المحلى،  الاستجابة للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والرعاية الصحية العاجلة لسكان الواحة، الاكثر احتياجا، وخاصة السيدات والأطفال والشباب وذلك من خلال إنشاء وتجهيز وحدة صحية لرعاية الأمومة والطفولة توفر احتياجات الصحة الانجابية الاساسية للسيدات والاطفال.

وتقع قلعة شالى كموقع أثرى ضمن اختصاص وزارة السياحة والآثار، وتدعم الوزارة حاليا جهود إعادة إحياء القلعة وتنشيط المجتمع المحلى المحيط بها، كما تقوم شركة نوعية البيئة الدولية لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع الجهاز القومى للتنسيق الحضارى لتخطيط وتطوير المنطقة المحيطة بالمنطقة الأثرية خارج نطاق وزارة السياحة والآثار، حيث يتم وضع مخطط ليظهر واحة سيوة بالشكل الحضارى والثقافى الذى يليق بها ويتناسب مع تاريخها.

تطور المشروع

يهدف المشروع إلى إعادة إحياء حرفة البناء بالكرشيف وذلك بمدينة شالى فى واحة سيوة ويقوم المشروع بتدريب مجموعة من البنائين ذلك بهدف استمرارية الحرفة، حيث تم ترميم السور المحاط بمدينة شالى وأصبح السور مرئى بوضوح  من عدة زواية وتم تثبيت الأجزاء المهدمة من حوائط المدينة وترميمها بنفس الخامات، كما أيضا تم بناء وترميم مركز الأمومة والطفولة وهو إحدى مكونات المشروع وتم تجهيزه بالكامل بأجهزة طبية حديثة.

أما بالنسبة للمنطقة التجارية تم إعداد التخطيط والتصميم المناسب لها، وبدأ التنفيذ الفعلى بها، حيث قام الفريق المعمارى بفحص وتحليل للنمط العمرانى لمدينة شالى القديمة، وأنتجت الدراسة عن رؤية وهى أن مشروع "إحياء مدينة شالي" سيصبح نموذجاً إنسانياً لتطوير واحة سيوة ككل، حيث يكون المشروع هو منبع أفكار التطوير لتصبح سيوة حاضنة للتراث والفن والثقافة.

تم تنفيذ مركز عمارة الأرض وهو أيضاً مكون أخر للمشروع، حيث تم الانتهاء من بنائه بالكامل، وتم تشطيبه وتأثيثه، ويقع المركز فى مكان متميز بجوارفندق البابنشال على حدود سور مدينة شالى القديمة، وبالتعاون مع العالم الأثرى والمؤرخ الإيطالي، سرجيو فولبي، المحب والعاشق لواحة، سيوة حيث تم تدعيم المركز بمجموعة من الكتب النادرة الخاصة بسيوة وكذلك خرائط قديمة أصلية وافلام تسجيلية عن سيوة وتواجدها القوى فى التاريخ وخاصةً أثناء الحرب العالمية الثانية، ويقوم المركز بدور هام فى إظهار توثيق المشروع وطريقة بناؤه وأهم الخامات المستخدمة، و دور المشروع فى إعادة إحياء حرفة البناء بالكرشيف.

كما تضمنت أنشطة المشاركة المجتمعية إقامة فعاليات لإعلام المجتمع بالتراث السيوى الثقافي، تم تنظيم نشاط فنى للأطفال من قبل فريق المشروع وأحد السكان المحليين فى سيوة التى تعمل مع الأطفال المحرومين، وضم حدث التواصل المجتمعى التفاعلى الأطفال فى سن المدرسة الابتدائية من العائلات المحرومة فى سيوة، كانت الفكرة من وراء هذا الحدث تعريف الأطفال بتراث سيوة وقيمة أعمال الترميم التى تجرى فى قلعة شالي، كما كان نشاطًا للتعبير الفنى حيث تم تشجيع الأطفال على رسم تصوراتهم عن سيوة، والتى كان الهدف منها فهم كيفية تعامل الجيل الشاب مع تراث سيوة.

التوثيق الرقمى للتراث السيوى

استهدف هذا العمل إلى تطبيق تقنيات مبتكرة لمسح وتسجيل وتوثيق قلعة شالى بالكامل، بما فى ذلك المنطقة الأثرية المهجورة فى الأغلب، والمستوطنات الشرقية والغربية، لتوضيح كيف يمكن استخدام هذه التقنيات  فى تطوير الإشراف على التراث.

يتيح التوثيق الرقمى استكشاف الموقع من قبل خبراء الحفاظ على البيئة والمهندسين المعماريين والأكاديميين والطلاب والجمهور على مستوى العالم، كم تتم - من خلال سلسلة متواصلة من الندوات عبر الإنترنت التى نظمتها LSN و  4D Heritage و Royal Agricultural University و EQI-Group -  مشاركة نتائج المشروع دوليًا والتفاعل مع أكثر من 60 مشاركًا من جميع أنحاء العالم.

تعد الجولات الافتراضية لقلعة شالى بمثابة شهادة نجاح الحلول الرقمية فى التواصل مع التراث، فعلى الرغم من تطبيقها مؤخراً جداً .. إلا أن هذه الندوات عبر الإنترنت والجولات الافتراضية قد جلبت المزيد من الزوار إلى القلعة فى وقت واحد أكثر مما كان ممكنًا فى الحياة الواقعية .. فمن خلال ندوات الجولات الافتراضية عبر الإنترنت تعرف 62 شخصًا على جمال المنطقة كما تم إرشادهم من قبل خبراء محليين مما عزز من أصالة التجربة.

ولقد تمكن طلاب فى فصل دراسى من المشاركة فى هذه الجولة الافتراضية كما تمكنوا من التعرف كليةً على موقع بعيد جداً عنهم وإثارة العديد من المناقشات المدققة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة