أكرم القصاص

رسائل السيسى فى جنوب السودان.. الاستقرار والتنمية والمصالح المشتركة

الأحد، 29 نوفمبر 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تتوقف مصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى عن بناء استراتيجيتها فى أفريقيا بشكل يضمن مصالحها ومصالح الدول الأفريقية الشقيقة، والعلاقات مع السودان الشقيق شماله وجنوبه، والسعى دائما إلى دعم كل سبل الاستقرار والتنمية. 
 
ومن هنا تأتى أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لجنوب السودان، التى تعد بالفعل تاريخية وانعكاسا «للإرث البشرى والحضارى»، كما وصفها الرئيس الجنوب سودانى سلفاكير، ولم تتوان مصر عن دعم كل الجهود المساهمة فى تحقيق السلام والاستقرار فى جنوب السودان، وتقديم كل سبل الدعم له، وتوفير المساعدات الإنسانية، وتحمل الزيارة الكثير من الرسائل المهمة للأطراف المختلفة. 
 
وتعتبر مصر أن الاستقرار والتنمية فى جنوب السودان دعما للاستقرار فى القارة والمنطقة، وهو ما انعكس فى  مباحثات الرئيسين السيسى وسلفاكير فى الزيارة الأولى، التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى لجنوب السودان، وهناك آفاق واسعة للتعاون المصرى السودانى اقتصاديا، لتعظيم الفرص وتحقيق مصالح مشتركة للشعبين، وتحرص القاهرة على تقديم دعم فنى وتدريبى  للكوادر من جنوب السودان، فى شتى المجالات المدنية والعسكرية، ونقل الخبرات المصرية، وبرامج بناء القدرات للكوادر فى جنوب السودان بمختلف القطاعات، بجانب التعاون الاقتصادى والتجارى فى مجالات متعددة، تدعم مصالح البلدين.
وتنطلق رؤية مصر دائما، حسب ما أعلنه الرئيس السيسى مرات، من أن الاستقرار وإنهاء الصراعات ودعم الدولة الوطنية، تدعمه جهود التنمية التى تساهم فى توفير فرص عمل وعوائد اقتصادية، من شأنها أن تساهم فى الاستقرار، وكان هذا أحد شعارات مصر دائما.
 
ومن هنا، فإن جنوب السودان يقدر دور مصر الذى أكد عليه الرئيس السيسى فى كلمته، حيث أكد الدعم الكامل وغير المحدود لجهود حكومة جنوب السودان فى تحقيق السلام والاستقرار فى البلاد، كامتداد للأمن القومى المصرى. 
 
وتنطلق رؤية مصر إلى دعم كل جهود السلام والاستقرار فى شمال السودان وجنوبه، لأن الأمن القومى كله مترابط ومتصل، وتتداخل فيه كل الملفات، وقد عبر الرئيس عبدالفتاح السيسى عن إشادته بجهود الرئيس سلفاكير فى الوساطة بين حكومة جمهورية السودان الشقيق والفصائل الثورية، التى تكللت بنجاح بالتوقيع على اتفاق سلام جوبا بين الطرفين فى شهر أكتوبر الماضى، حيث إن كل خطوة نحو المصالحة تدعم استقرار السودان الشقيق والمنطقة.
 
وطبيعى أن تتطرق مباحثات مصر وجنوب السودان إلى قضايا مشتركة، ترتبط بالأمن القومى للبلدين، حيث تتشابك العلاقات فى منطقتى حوض النيل والقرن الأفريقى، حيث تبدو التحديات واحدة، وبالطبع تؤثر وتتأثر ببعضها، ومن هنا تأتى أهمية تكثيف جهود البلدين تجاه التطورات المتلاحقة، التى يشهدها حاليا المحيط الجغرافى لهما.
 
 زيارة الرئيس السيسى التاريخية لجنوب السودان تحمل الكثير من الرسائل، وبجانب تحقيق الاستراتيجية المصرية فى أفريقيا، ومد جسور التعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية، ودعم كل مساعى الاستقرار فى القارة، وتحرص مصر على إدارة كل ملفاتها بالصبر والتفهم مع الحرص على مصالحها. 
 
وكان طبيعيا أن تتطرق مباحثات الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الرئيس سلفاكير فى جوبا، إلى القضايا المشتركة، ومنها مياه النيل، وآخر المستجدات، فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، حيث تم التوافق حول أهمية التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم ومتوازن، حول ملء وتشغيل سد النهضة، مع تعزيز التعاون بين دول حوض النيل على نحو يحقق المصالح المشتركة لشعوب كل دولة، وتجنب الإضرار بأى طرف، ومصر وجنوب السودان وجمهورية السودان معنيون بهذا الملف الذى يمثل حياة لكل أطرافه.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة