أكرم القصاص - علا الشافعي

العالم منذ القدم يحكمه الأحمر .. اعرف دلالة اللون الأحمر فى الحضارات القديمة

السبت، 28 نوفمبر 2020 06:00 م
العالم منذ القدم يحكمه الأحمر .. اعرف دلالة اللون الأحمر فى الحضارات القديمة القلعة الحمراء تتزين بالنجمة التاسعة الأفريقية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اكتست شوارع القاهرة أمس الجمعة باللون الأحمر، بعدما فاز النادى الأهلى بالبطولة الأفريقية التاسعة بفوز على نادى الزمال بهدفين لهدف واحد  فى نهائى دورى أبطال أفريقيا، وعاشت الجماهير الأهلوية ليلة سعيدة  انتصارا بانضمام الأميرة السمراء التاسعة إلى دولاب بطولات نادى القرن الأفريقي.
 
ويعرف فريق الأهلى بتشيرته الشهير ذى اللون الأحمر، واكتسب الأهلى لقب "القلعة الحمراء" احتفاء باللون الذى أصبح رمزا لعميد الأندية المصرية والأفريقية والعربية، وصاحب السطوة واليد العليا فى أغلب البطولات المحلية والقارية، والنادى الأكثر تتويجا بالبطولات الدولية فى العالم خلف العملاق الإسبانى ريال مدريد.
 
ولعل سطوة الأحمر فى عالم كرة القدم، لا تقتصر على الأهلى فقط، فالعملاق البافارى والفائز بالثلاثية هذا الموسم الدورى والكأس فى ألمانيا، فضلا عن دورى أبطال أوروبا، يعرف هو الآخر بلونه الأحمر الشهير، ومنذ القدم جسد اللون أحمر لونا للسطوة فكان رمزا للسلطة والقوة والجمال عند الحضارات القديمة.
 

الفراعنة

كان الأحمر يعرف باسم "Dashr"، رمزا للقوة والغضب وكان يستخدم بشكل متكرر وجلب من مأخذ فى الصحراء الغربية، وبحسب عالم الآثار المصرية الدكتور زاهى حواس، فى مقال سابق له بعنوان "الألوان عند الفراعنة"، عرف اللون الأحمر باسم "دشر"، وكان يعنى لديهم القوة والغضب، وارتبط بالأسطورة الشهيرة "هلاك البشر"، موضحا أن اللون الأحمر كان أكثر استعمالاً لدى الفراعنة، ويتم إحضاره من محجر موجود بالصحراء الغربية من حجر يسمى "المافت" ويعنى أيضًا اللون الأحمر.
وقد عرف هرم الملك سنفرو فى منطقة دهشور باسم الهرم الأحمر نظرًا لوجود علامات باللون الأحمر على الهرم.
 

الرومان

بحسب الباحثين فى روما القديمة، كان اللون الأرجوانى هو لون الإمبراطور، لكن الأحمر كان له رمزية دينية مهمة، كان الرومان يرتدون ملابس بخطوط حمراء فى أيام العطل، وكانت العروس فى حفل زفافها ترتدى شالًا أحمرًا يدعى "فلاموم"، وتم استخدام اللون الأحمر لتلوين التماثيل وجلد المصارعون، وكان اللون الأحمر أيضًا مرتبطًا بالجيش، وكان الجنود الرومان يرتدون السترة الحمراء، وكان الضباط يرتدون عباءة تدعى "paludamentum"، والتى تعتمد على نوعية الصبغة، يمكن أن تكون قرمزية أو قرمزية أو أرجوانية، وفى الأساطير الرومانية يرتبط الأحمر مع إله الحرب.
 

العرب

قال بشار بن بُرد، أحد الشعراء القدامى "إنّ الحُسـن أحمــرْ" ويذكر الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفى، فى أحد مقالاته أن هذا اللون الأحمر كان يتجاوز التعبير عن بياض المرأة فى ذاته إلى التعبير عن الجمال بعمومه، وهو لونٌ قد يرمز كذلك إلى الخَطَر والغواية الجنسيّة والجمال والانفعال، فهو ذو إيحاءات نفسيّة خاصة.
 
 

الصينيون

لعب الأحمر دورًا مهمًا فى الفلسفة الصينية، وكان يعتقد أن العالم يتكون من خمسة عناصر: المعادن والخشب والماء والنار والأرض، وأن كل منها له لون، وارتبط الأحمر بالنار، واختار كل إمبراطور اللون الذى يعتقد عرافوه أنه سيحقق أكبر قدر من الرخاء والحظ الجيد لحكمه، وخلال عهد أسرة تشو، وهان ، وجين، وسونغ، ومينغ، كان اللون الأحمر يمثل اللون النبيل، وقد ظهر فى جميع احتفالات البلاط، من التتويج إلى القرابين، وحفلات الزفاف.
 
وكان اللون الأحمر أيضا شارة الرتبة خلال عهد أسرة سونغ (906-1279)، وقد ارتدى المسؤولون من أعلى ثلاثة صفوف ملابس أرجوانية، وارتدى هؤلاء من الرابع والخامس أحمر مشرق، ومن السادس والسابع يرتدون اللون الأخضر، وارتدى الثامن والتاسع باللون الأزرق، وكان اللون الأحمر هو اللون الذى يرتديه حراس الشرف الملكى، ولون عربات العائلة الإمبراطورية. 
 

الهنود

فى الحضارة الهندية نجد أن اللون الأحمر يعنى الطبقة الارستقراطية، وتم استخدام مصنع rubia لصنع الصبغة منذ العصور القديمة، وقد استخدمها الرهبان الهنود والنساك لقرون لصبغ أرديةهم.
 

البيزنطيون

كان اللون الأحمر هو لون راية الأباطرة البيزنطيين، فى أوروبا الغربية، ورسم الإمبراطور شارلمان قصره الأحمر كإشارة واضحة جداً لسلطته، وارتدى أحذية حمراء عند تتويجه الملوك والأمراء.
وابتداء من عام 1295، بدأ الكرادلة الروم الكاثوليك فى ارتداء اللون الأحمر، وعندما أعاد أبّى سوجر بناء كنيسة سان دنيس خارج باريس فى أوائل القرن الثانى عشر، أضاف نوافذ زجاجية ملوّنة ملوّنة بالكوبالت الأزرق والزجاج الأحمر الملون بالنحاس.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة