أكرم القصاص

خيوط الإرهاب وخطوط التجنيد من الشرق الأوسط لأوروبا

الأحد، 01 نوفمبر 2020 07:32 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك تساؤل مهم عن كيفية تحويل الشخص العادى إلى إرهابى، هناك شبه اتفاق على أن الإرهابيين فى داعش والقاعدة يختارون لتنفيذ عملياتهم الانتحارية أو تنفيذ الدهس والذبح، نوعيات محددة من المراهقين والشباب صغار السن، ويظل كبار القيادات والفقهاء وأصحاب الفتاوى فى أمان، وأحيانا يسارعون بإدانة العمليات الإرهابية كنوع من التقية، تماما مثلما كانت جماعة الإخوان تفعل مع العمليات الإرهابية التى ترتكبها الجماعة الإسلامية فى التسعينات. 
 
يبدو اختيار بعض اللاجئين لتنفيذ العمليات مثيرا، اللاجئون يغادرون بلادهم وبعضهم يدفع مالا من أجل الهجرة غير الشرعية، فهل يفعلون كل هذا من أجل أن يصبحوا انتحاريين أو إرهابيين يموتون مجانا فى عمليات لا تعود عليهم ولا على دينهم بشىء بل ربما العكس، الإرهابى الانتحارى بالطبع لا يفكر فى مثل هذه التفاصيل، يكون مقتنعا أنه يفعل شيئا يُدخله الجنة، ليقابل الحور العين. 
 
من المهم البحث فى الحلقة المفقودة فى مسيرة تحويل المراهق لإرهابى أو انتحارى، وبعض هؤلاء يعيش فى مجتمع ويستمتع بالحريات ويستغل كل هذا من أجل قتل جيرانه فى المجتمع تحت زعم أنهم كفار يحل قتلهم، وهى أفكار يصعب أن تصل إليها عقول المراهقين من منفذى العمليات، وإن كان بعضهم لا يخلو من خلل عقلى وتخلف فى التفكير، وإلا ما كان يمكنه أن ينفذ تعليمات من شيوخ وفقهاء ينجحون فى إقناعه بأن يصبح آلة قتل.
 
ومعروف أن الدعاة ورؤساء الجمعيات والمسيطرين على المساجد لا يتورطون فى تنفيذ عمليات انتحارية، وحتى فى ظل صعود داعش بسوريا والعراق لم يثبت أن أيا من قيادات داعش نفذ عملية انتحارية، أو فخخ نفسه، ومن قتل منهم تم استهدافه من التحالف أو من حلفائه، بل إن القيادات أغلبهم فرّ بعد هزيمة التنظيم، ولجأوا إلى تركيا أو غيرها.
 
فى حادث ذبح وطعن الفرنسيين بالكنيسة، الفاعل قادم حديثا من تونس، ويصعب تصور أنه جاء لينفذ العملية، وكيف أمكن للإرهابى أن يطلع على كل تفاصيل الخلاف والاتهامات ونشر الرسوم المسيئة أو غيرها، أم أنه كان هاربا فى صناديق ويختبئ خوفا من الترحيل مثل باقى زملائه. 
 
التنظيمات تعمل فى فرنسا وأوروبا وبريطانيا بمعرفة أجهزة الأمن، وجرت عمليات إزاحة للوجوه والجمعيات المعتدلة لصالح جمعيات  ذات ارتباطات بتنظيمات مثل داعش تمارس التحريض وصناعة قنابل بشرية، فى صيغة أقرب لتجارة ترتبط بدول مثل تركيا وقطر، يساهمون فى تأجيج الرعب والغضب وينسحبون بعد إتمام مهمتهم. 
 
تستضيف دول مثل بريطانيا قتلة وإرهابيين من كل العالم تحت ستار اللجوء، يسمحون لهؤلاء بالتحريض على الكراهية والقتل والتفجيرات علنا، مع الظن أن الإرهاب ظاهرة شرق أوسطية ولم ينتبهوا لخطورة هذا إلا بعد أن ضرب الإرهاب بلادهم. 
 
كانت بعض أجهزة أوروبا تسهل سفر المراهقين والشباب للالتحاق بداعش بعد أن يتم شحنهم وتدريبهم من خلال فيديوهات مخصصة للتجنيد، تسبغ على الداعشى بطولات وهمية، تجذب المراهقين غير المتعلمين، وينتقون منهم القابلين للتحكم. 
 
النتيجة أكثر من 10 آلاف أوروبى بين الإرهابيين فى داعش، وبمناسبة التونسى الأصل إبراهيم العيساوى، المتهم بالذبح فى الكنيسة، فإن تونس رغم أن عدد سكانها منخفض تعد إحدى أكثر الدول العربية التى يخرج منها إرهابيون فى ليبيا وقبلها سوريا، بما يشير إلى نشاط فى جهات التجنيد لصالح التنظيمات المتطرفة، مثل الشيشان، وهى دول ينشط فيها تنظيم الإخوان، والنهضة فى تونس.  
كل هذه الخيوط تكشف عن اتصال واضح بين شبكات التطرف والإرهاب سواء فى الشرق الأوسط أو فى أوروبا، حيث الخامات المتطرفة واحدة، والممول أيضا واحد.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة