أكدت دراسة حديثة لمنظمة السياحة العالمية أن وباء COVID-19 أثر على الاستثمار السياحى حول العالم، وتشير البيانات إلى أن الاستثمار الأجنبى المباشر العالمى فى السياحة انخفض بنسبة 73.2٪ فى النصف الأول من عام 2020، مقارنة بالعام السابق، وضع هذا نهاية للسنوات المرتفعة التى شهدها القطاع.
وهذه البيانات لها علاقة وثيقة مع سيناريوهات منظمة السياحة العالمية الخاصة بتراجع أعداد السياح الدوليين، والتى قد تنخفض بين 60 و 80٪ هذا العام اعتمادًا على السرعة التى يتم بها رفع قيود السفر، ويمكن أن يترجم هذا إلى خسارة تتراوح بين 850 مليون و 1.1 مليار سائح دولى وافد، وانخفاض 910 مليارات دولار إلى 1.2 تريليون دولار فى عائدات الصادرات.
وأكد التقرير انه على الرغم من أن دورة الاستثمار ظلت قوية طوال عام 2019، حيث حشدت السياحة 61.8 مليار دولار من الاستثمار الأجنبى المباشر العالمى، والذى أدى بدوره إلى خلق أكثر من 135 ألف فرصة عمل، وبدا الاتجاه متسقا بشكل خاص فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، حيث وصل الاستثمار الأجنبى المباشر إلى مستويات قياسية جديدة.
وعلى سبيل المثال، خلقت أكثر من 56000 فرصة عمل فى المكسيك من 2015 إلى 2019، كما كان الاستثمار الأجنبى المباشر فى مجال السياحة قوياً فى الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث ارتفع إلى أعلى مستوى خلال عقد من الزمن. ومع ذلك، فإن ما يقرب من نصف جميع الاستثمارات السياحية على مستوى العالم (46.51٪) تتم فى أعلى 10 دول. يتركز منها حوالى 30٪ من المشاريع فى خمسة بلدان: المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا والصين وإسبانيا.
يعتبر البناء هو المحرك الرئيسى لحوالى 57٪ من إجمالى الاستثمارات الجديدة من 2015 إلى 2019. على هذا النحو، فإن الاتجاهات فى الإقامة تدور حول الاستدامة حيث تستثمر الشركات متعددة الجنسيات فيها مصفوفة الطاقة الخضراء والنظيفة لعملياتها.
ويولى المستثمرون اهتمامًا متزايدًا للبصمة الاجتماعية والبيئية للمشاريع التى يقيّمونها فى السياحة، و يبدو أنهم على استعداد لإعطاء الأولوية للتطورات التى تنهض بالمجتمعات وتحافظ على النظم البيئية، طالما يتم أخذ الاستدامة المالية فى الاعتبار.
أخيرًا، هناك أيضًا عدد متزايد من الاستثمارات غير التقليدية المتعلقة بالخدمات حول تقنيات البرامج التى تشمل: خدمات ترتيب السفر والحجز والنشر عبر الإنترنت والبحث على الويب من بين أمور أخرى، والتى تمثل حوالى 32٪ من إجمالى الاستثمارات التى تنظر فى الاستثمارات بين 2015-2019 تدعو هذه البيانات إلى مزيد من البحث حول الاستثمارات فى التكنولوجيا كمصدر للاستثمار الأجنبى المباشر فى قطاع السياحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة