رسول التسامح.. كيف كان رد النبى محمد على المسيئين له

الجمعة، 30 أكتوبر 2020 10:00 م
رسول التسامح.. كيف كان رد النبى محمد على المسيئين له ضريح النبى محمد صلى الله عليه وسلم
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الرسول صلى الله عليه وسلم تحمل صنوف الأذى فى حياته وبعد مماته، من الاستهزاء والاعتداء المادى على شخصه، واليوم، يمتلئ العالم كُرها للإسلام ولنبيه الكريم، فصارت الإساءة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أمرا متكررا، وصار اضطهاد المسلمين بسبب إسلامهم أمرا طبيعيا فى العديد من دول العالم.
 
اصطفى الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وفضله على العالمين، وفطره على صفات وأخلاق عظيمة، ظهرت على معاملاته الطيبة مع الصديق والعدو، والموافق والمخالف، وكان من أثر ذلك أن القلوب فاضت بحبه، بما لا تعرف الدنيا لرجل غيره، فالذين عاشروه أحبوه، لما رأوا من كمال خُلُقِه، فقد أدبه ربه فأحسن تأديبه.
 
وفى الوقت الذى ينادى البعض باستخدام العنف ضد المسيئين للنبى صلى الله عليه وسلم، نجده كان يواجه الإساءة إلى شخصه بالأخلاق، فكان له صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى،  ومن المواقف التى تثبت حسن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم فى رده على الإساءة التى قد يكون تعرض لها خاتم المرسلين فى حياته، ما رواه أنس بن مالك رضى الله عنه، قال: (كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب نجرانى غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذ بردائه جبذة شديدة، قال أنس رضى الله عنه: فنظرت إلى صفحة عاتق النبى صلى الله عليه وسلم، وقد أثَّرتْ بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد! مُرْ لى من مال الله الذى عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أَمَر له بعطاء) رواه البخاري.
 
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رجلا أتى النبى صلى الله عليه وسلم يتقاضاه فأغلظ، فهمَّ به أصحابه فقال صلى الله عليه وسلم: (دعوه فإن لصاحب الحق مقالا) ثم قال: (أَعْطُوهُ سِنًّا مِثْلَ سِنِّه) قالوا: يا رسول الله! إلا أمثل من سنه (أكبر منها وأغلى فى الثمن)، فقال: (أعطوه، فإن من خياركم أحسنكم قضاء) رواه البخاري. قال المناوي: " قوله: (دعوه) يعنى اتركوا يا أصحابنا من طلب منا دَيْنه فأغلظ، فلا تبطشوا به، (فإن لصاحب الحق مقالاً) أي: صولة الطلب وقوة الحجة، فلا يلام إذا تكرر طلبه لحقه، لكن مع رعاية الأدب، وهذا من حسن خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم وكرمه وقوة صبره على الجفاة مع القدرة على الانتقام".
 
ـ وروى عن عائشة رضى الله عنها قالت: (اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم جزوراً من أعرابى بوسق من تمر، فجاء منزله فالتمس التمر فلم يجده، فخرج إلى الأعرابي، فقال: (عبد الله! إنا قد ابتعنا منك جزورك هذا بوسق من تمر الذّخيرة، ونحن نرى أن عندنا فلم نجده) فقال الأعرابي: واغدراه! واغدراه! فوكزه الناس، وقالوا: إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم تقول هذا؟! فقال: (دعوه، فإن لصاحب الحقّ مقالاً) فردد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم مرتين أو ثلاثاً، فلما رآه لا يفقه عنه، قال لرجل من أصحابه: (اذهب إلى خولة بنت حكيم بن أمية، فقل لها: رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول لك: إن كان عندك وسق من تمر الذّخيرة فسلفينا حتى نؤديه إليك إن شاء الله تعالى) فذهب إليها الرجل، ثم رجع، قال: قالت: نعم هو عندنا يا رسول الله، فابعث من يقبضه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم للرجل: (اذهب فأوفه الذى له) فذهب، فأوفاه الذى له، قال فمرَّ الأعرابى برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس فى أصحابه، فقال: جزاك الله خيراً، فقد أوفيت وأطيبت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (أولئك خيار الناس الْمُوفُونَ الْمُطَيِّبُون (الذين يؤدون ما عليهم من الحق بطيب نفس) رواه أحمد، وحسنه الألباني.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة