أسوان تحيى الاحتفال بالمولد النبوى فى 12 ليلة.. "الدورة" أبرز الليالى

الأربعاء، 28 أكتوبر 2020 06:07 ص
أسوان تحيى الاحتفال بالمولد النبوى فى 12 ليلة.. "الدورة" أبرز الليالى الاحتفال بالمولد النبوى
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أسوان بلد الشيوخ" هكذا يطلق على محافظة أسوان، فهى بجانب شهرتها بالطيبة والكرم والسياحة وغيرها، تشتهر أيضاً بانتشار شيوخ الطرق الصوفية والمقامات والأولياء، ومع تزايد هؤلاء الشيوخ يزداد طرق الاحتفال بالمولد النبوى الشريف.

فى كل عام هجرى من شهر ربيع الأول، الاحتفالات داخل أسوان قد تختلف عن غيرها من باقى المحافظات، فهى تمتد طيلة 12 ليلة يجتمع فيها أبناء الطرق الصوفية والمحبين والمريدين على الذكر والابتهالات والتواشيح وغيرها من ليال المولد، ولعل أبرزها "دورة المولد" وهى عبارة عن مسيرة تضم الآلاف وتتضمن ألوان الابتهاج الدينى المختلفة.

قال أحمد محمد، أحد أبناء الطريقة الميرغنية، أن الاحتفال بدورة المولد النبوى هو سمة الاحتفال فى ليال المولد والتى تمتد لـ12 ليلة فى غالبية الاحتفالات، وتعد دورة المولد هى ختام ليال الاحتفال، ويحتفل بها المواطنين والمحبين وأتباع الطرق الصوفية الذين يتجمعون من كل مكان سواء داخل محافظة أسوان أو خارجها.

وأضاف أحمد، أن دورات المولد لا تقتصر على دورة واحدة فى المحافظة، ولكنها تتعدد فى مختلف المدن والمراكز والقرى والنجوع، ولكن أبرزها هى دورة المولد فى مدينة أسوان والتى تبدأ بالتجمع بالقرب من "ساحة المدينة" بمدينة أسوان، وفيها يجتمع أبناء الطرق الصوفية والمريدين وكذلك المواطنين البسطاء الذين يحبون مشاهدة ومتابعة مثل هذه الاحتفالات، ويجتمع أبناء كل طريقة تحت راية واحدة ذات لون وطابع خاص، وتخرج هذه الرايات مجتمعة يصحبهم الخيول والسيارات فى مسيرة تنطلق من ساحة المدينة مروراً بميدان المحطة وكورنيش النيل وصولاً إلى أرض المعارض بمدينة أسوان، وسط ابتهالات وذكر وتواشيح وأدعية.

وأوضح، بأن هذه المسيرات كانت تخرج حتى وقت قريب، ولكن الفترة الأخيرة توقفت بسبب وباء كورونا المنتشر، حرصاً من أجهزة الدولة على صحة المواطنين ومنعاً لانتشار العدوى فى ظل التجمعات الكبيرة التى تشهدها "دورة المولد".

وذكر مصطفى الصادق، أحد أبناء الطرق الصوفية، بأن من أشكال الاحتفال بالمولد النبوى داخل محافظة أسوان، هو حلقات المديح والذكر، وفيها يتجمع الناس فى الساحات ويبدءون احتفالاتهم بتلاوة آيات من القران الكريم، ثم تشمل الاحتفالية بعض الكلمات والشعر والتواشيح والابتهالات والذكر والمديح وغير ذلك من الأذكار والأوردة التى يرددها أبناء الطرق الصوفية، طوال الليل ويحرصون على التجمع وتبادل المحبة، ويتجمع حولهم الكبار والأطفال رغم برودة الطقس أحياناً.

وتابع عوض طاهر، أحد المشاركين فى احتفالات المولد، بأن معظم أبناء الطرق الصوفية يؤسسون لهم ما يسمى بـ"الساحة" لتحتضن الاحتفال بالمولد فى كل عام بجانب المناسبات الدينية الأخرى، وبعض هذه الساحات يمتد عمرها لـ100 عام، ولا زالت شاهدة على الاحتفال بليال المولد النبوى التى تبدأ مع هلال شهر ربيع الأول وتستمر 12 ليلة، وتعد هذه الساحات فرصة للم شمل القبائل العربية، وعلق قائلاً: "إحياء هذه الذكرى بهدف أن نربى ونغرس فى أولادنا حب رسول الله وسيرته العطرة وكيف كان تعامله مع الصحابة دون تشدد أو تفريط".

وأشار شاذلى الباغر، أحد القائمين على احتفالات المولد، إلى أن هذه الاحتفالات عادات قبلية توارثوها من الأجداد، ولكل قبيلة طريقة فى الاحتفال بالمولد النبوى، والكثير منهم لا زال يحافظ عليها حتى اليوم، لافتاً إلى أن الاحتفالات قديماً كانت ضعيفة وكان الأهالى يتبادلون فيها الغلال والتمور وكانت تذبح الولائم فى الليلة الختامية فى حالة إذا كانت الاحتفالية على مدار أيام.

وعن الضيافة فى المولد، أكد "الباغر"، أن إعداد الطعام لهذه الموالد له طريقة خاصة وتنسيق مسبق، حيث يتم جمع أوانى الطهى الكبيرة التى تسع لعشرات الأفراد، ويتم إحضار الذبائح وذبحهم أمام الخيمة وإعداد لحومهم وطهيها بمساعدة نساء القرية الذين تجمعون داخل منزل إحداهن ويقمن بإعداد الطعام فى مراحله الأولى ثم يتم نقل ما تم تجهيزه إلى أماكن الطهى خارج المنازل والتى يتم إعدادها وتهيئتها مسبقاً، ثم يتم طهى الطعام على مواقد إشعال عالية ومخصصة لهذه الأوانى العملاقة، مضيفاً أن الشباب يقسمون أنفسهم مجموعات أثناء إعداد الطعام وتقديمه للضيوف وذلك بعد تجهيز مكان مخصص لإطعام الأهالى وضيوف الاحتفالية، ثم يقوم فريق آخر بالمساعدة فى إعداد المراحيض وصنابير المياه وتزويدها باللازم بعد فراغ الضيوف من تناول الطعام، ثم يقوم فريق آخر أيضاً بإعداد المشروبات ويقوم أكثر من شاب بحمل "صوانى" الشاى والمشروبات الساخنة والمياه والعصائر وتوزيعها على الناس باستمرار طوال الاحتفالية، موضحاً بأن فريق العمل يظل من أول اليوم حتى نهاية الاحتفالية فى عمل مستمر حتى تخرج الاحتفالية بالشكل الذى يليق بها وبالمضيفين.

وحول احتفالات المرأة، أشارت أم محمد، إلى أن النساء كانتا يشاركن الرجال فى الاحتفالية بالمولد النبوى من خلال تجمعهن فى منزل سيدة منهن ويغنين الأناشيد الدينية، بالإضافة إلى رسم الحناء عن طريق عملها بـ"المجامير" وهى عبارة عن إناء فخارى يوقد أسفله النار.

 

المدائح
المدائح

 

النساء
النساء

 

جانب من الاحتفالات بالمولد
جانب من الاحتفالات بالمولد

 

جمل خلال الدورة
جمل خلال الدورة

 

حلقات الذكر
حلقات الذكر

 

دورة المولد فى أسوان
دورة المولد فى أسوان

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة