بعد وفاة الإرهابى أبو بكر البغدادى.. ماذا تبقى من داعش؟ فقد التنظيم 60 ألف مقاتل.. وخسر جميع أراضيه.. وانحسار مصادر التمويل إلى 300 مليون دولار.. وأفراده يتحركون بمجموعات سرية.. والكيان المتطرف يتمدد بأفريقيا

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020 02:00 م
بعد وفاة الإرهابى أبو بكر البغدادى.. ماذا تبقى من داعش؟ فقد التنظيم 60 ألف مقاتل.. وخسر جميع أراضيه.. وانحسار مصادر التمويل إلى 300 مليون دولار.. وأفراده يتحركون بمجموعات سرية.. والكيان المتطرف يتمدد بأفريقيا أبو بكر البغدادى
أحمد أبو حجر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مثّل يوم 27 أكتوبر 2019 يوما فارقا فى حياة تنظيم داعش، ففى صباح هذا اليوم، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مقتل سيء الصيت أبو بكر البغدادى زعيم التنظيم.

وبعد عام من وفاة البغدادى ماذا بقى من التنظيم الذى تمدد فى سنوات قليلة ليسيطر على أكبر المدن والمحافظات فى سوريا والعراق، حتى باتت تحت ولاية البغدادى نحو 88 ألف كيلو متر من سوريا والعراق، ونحو 8 ملايين نسمة فى الموصل والانبار بالعراق والرقة ودير الزور وحلب بسوريا.

الظهور الأول للبغدادى

من أعلى منبر النورى فى الموصل، سجل أبو بكر البغدادى الظهور الأول له، بعد سيطرة داعش على مدينة الموصل العراقية عام 2014، ليعلن إقامة دولة الخلافة وينصب نفسه خليفة المسلمين.

وبعد الموصل، بدء تنظيم داعش بالتمدد من أجل السيطرة الميدانية، فبسط نفوذه على محافظة دير الزور القريبة من الحدود العراقية ومناطق شاسعة من محافظة حلب فى سوريا.

ومع توسع رقعة الأراضى التى سيطر عليها التنظيم، أعلن البغدادى مدينة الرقة السورية عاصمة للخلافة ودعا المسلمين إلى الهجرة إليها ومبايعته.

وتمكن التنظيم عام 2014 من بسط نفوذه على ما يقرب من 8 ملايين شخص فى منطقة تبلغ مساحتها 88 ألف كيلومتر مربع، واستطاع أن يجنى مليارات الدولارات من عائدات النفط والسرقة والخطف، بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية.

بداية الانهيار

بدأ التحالف الدولي، الذى تقوده الولايات المتحدة، فى شن غارات جوية فى العراق أغسطس 2014، كما بدأ الحملة الجوية فى سوريا بعد ذلك بشهر، ونفذ التحالف وقتها أكثر من 33 ألف غارة جوية.

وبدأت روسيا، وهى ليست جزءا من التحالف الدولي، غارات ضد "الإرهابيين" فى سوريا فى سبتمبر عام 2015، وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنه تم تنفيذ 39 ألف غارة فى سوريا منذ عام 2015 دمرت 121 ألف "هدف إرهابي" وقتلت 5200 عضوا فى التنظيم.

وقد ساهمت الحملة العسكرية حسب مبعوث الولايات المتحدة للتحالف الدولى، فى يونيو 2016 عن فقدان التنظيم الإرهابى لـ47% من أراضيه بالعراق و20% من أراضيه فى سوريا.

وبحلول نوفمبر 2016، فقد تنظيم الدولة الإسلامية 62% من الأراضى التى كانت تحت سيطرته فى 2014 بالعراق، و30% بسوريا.

وأكد مركز الأبحاث البريطانى "آى آيتش أس ماركت" أنه بحلول نهاية 2016، تقلصت أراضى الدولة الإسلامية فى العراق من 40% إلى 10% فقط.

وكانت الباغوز آخر بلدة خسرها التنظيم فى مارس 2019، واستسلم العديد من عناصر التنظيم وعوائلهم لقوات سوريا الديمقراطية فى سوريا.

النفط

خسرت الدولة الإسلامية معظم قدرتها على إنتاج النفط فى عام 2015، نتيجة حملة قصف واسعة النطاق عُرفت باسم "موجة المدّ والجزر الثانية"، والتى حدّت بشكل كبير من قدرة الجماعة على تمويل عملياتها.

تنظيم هش

ووفقا لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست، فإن روبرت ريتشر، نائب مدير العمليات فى وكالة المخابرات المركزية خلال إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش، قال لقد دمرنا دولة خلافة داعش.

ويشير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إلى أن استراتيجية داعش تغيرت إلى شن هجمات انتقامية ضد القيادات المحلية، ومهاجمة خطوط إمداد النفط والغاز، والهجوم على المواكب، واختطاف الرهائن للحصول على فدية.

نشاط التنظيم

بحسب تقديرات الأمم المتحدة فى أغسطس الماضي، يصل أعداد مقاتلى تنظيم داعش حاليا نحو 10 آلاف، ينتشرون فى العراق فى أماكن متفرقة، ويتحركون فى خلايا صغيرة بين العراق وسوريا.

وفى ديسمبر 2016، ذكرت شبكة "سى إن إن" الاخبارية أن تنظيم الدولة الإسلامية خسر أعدادًا كبيرة من المقاتلين، ونقلت عن مسئولى البنتاجون إنه تم قتل 50 ألف مقاتل فى غارات جوية منذ 2014، حتى نهاية 2016 ولم يتبق أكثر من 15 ألف مقاتل فى صفوف التنظيم للدفاع عن دولته المنهارة.

وفى منتصف يناير 2017 قال الجنرال ريموند توماس، رئيس قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، فى ندوة فى ماريلاند، "لقد قتلنا أكثر من 60 ألف من مقاتلى داعش".

وفى تقرير حديث لمعهد واشنطن، فإن التنظيم بعد مقتل قائده أبو بكر البغدادى مازال يحتفظ بآلاف الكهوف والمخابئ التى تحتوى على المعدات والأسلحة والذخائر والمتفجرات ومعدات أخرى.

وأضاف أن التنظيم يعتمد على "استراتيجية التغلب الريفية" فى عدة مناطق من البلاد، محاولاً إنشاء معاقل ومناطق محظورة فى المناطق الريفية يصعب كثيراً على الحكومة المركزية الوصول إليها، ويتوجّه التنظيم إلى المناطق التى تضم أقل عدد من السكان فى البلاد، ويعمل على إخلائها أكثر من سكانها.

شكل التنظيم

بحسب الاستخبارات الأمريكية والعراقية، أن التنظيم أصبح يتكون من 14 ولاية و5 دواوين "وزارات" وإدارة واحدة مسؤولة عن إدارة الولايات خارج سوريا والعراق، كما ألغى التنظيم الإدارات المسؤولة عن الحسبة والكهرباء بعد خسارته جميع الأراضى.

وأشارت التقارير إلى أنه بعد خسارة التنظيم لجميع الأراضى التى سيطر عليها، أعطى صلاحيات أكبر للمسؤولين فى اللجنة المفوضة دون العودة للقيادة المركزية.

وقدرت وزارة الخزانة الأمريكية أن احتياطيات التنظيم قد تصل إلى 300 مليون دولار، بينما أعلنت الأمم المتحدة أنها تقدر بـ 100 مليون دولار على الأقل.

التنظيم فى أفريقيا

وبالرغم من الضربات الموجعة والقاسية التى تلقاها التنظيم فى سوريا والعراق، إلا أن قوته ازدادت فى غرب إفريقيا، وسيطر على مساحات واسعة من دول النيجر وسيراليون ومالي، وبوركينا فاسو.

وأظهرت دراسة نشرت فى مجلة "CTC Sentinel" أن الأشهر الـ18 التى انقضت منذ سقوط آخر معقل لداعش فى سوريا، شهدت نموا لفروع التنظيم فى أفريقيا وتحقيق مكاسب هائلة فى السيطرة على الأراضى وجذب مزيد من المجندين، بالإضافة إلى تطور ملحوظ فى قوتها النارية.

وبحسب تقديرات الأمم يبلغ عدد مقاتلى التنظيم فى منطقة غرب أفريقيا نحو 3500 عنصر، بينما تقدر عددهم فى ليبيا بالمئات.

بعد الخسائر الضخمة التى منى بها التنظيم مؤخرا فهل يختفى الكيان أم يعود من جديد؟







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة