عادل السنهورى

"يا بيوت السويس".. تحية إلى المدينة الباسلة وإلى روح محمد حمام

السبت، 24 أكتوبر 2020 04:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
معركة السويس الرهيبة فى حرب أكتوبر المجيدة 1973 وبالتحديد يومى 24 و25 أكتوبر سطرت ملحمة أسطورية لمقاومة الشعب المصرى مع جيشه، لمنع إسرائيل من تحقيق أى انتصار إعلامى، قبل سريان وقف إطلاق النار الذى كان مقررا مساء يوم 23 أكتوبر فى محاولة بائسة ويائسة لتعويض به هزيمته الساحقة فوق رمال سيناء.
 
صدرت الأوامر من القيادة الاسرائيلية بفعل شيء لإنقاذ سمعة الجيش الإسرائيلى التى تحولت إلى أضحوكة وسخرية العالم منذ يوم 6 أكتوبر، وبدون تخطيط أو خطة ووسط رفض بعض القادة العسكريين الميدانيين خوفا من الفضيحة التى تحققت بالفعل.. وجاءت القوات الإسرائيلية إلى المصير المحتوم.. وقعت فى الفخ، وفى آتون من جحيم نيران المقاومة الشعبية وابطال الجيش المصرى فى المدينة.. تحولت السويس إلى "ستاليننجراد" المصرية و تحولت الدبابات والمدرعات الى كتل من النيران وحوصر الاسرائيليين بين كماشات وكمائن المقاومة الشعبية.
 
كانت الخسائر الجسيمة و المذهلة للإسرائيليين مقتل 68 ضابطا و373 جنديا و23 مظليا وتدمير 15 دبابة وعقب وقف اطلاق النار خرج من تبقى يجرون أذيال الهزيمة والعار.
 
وعلى أنغام السمسمية يغنى السوايسة والمصريون جميعا أغنية "يابيوت السويس يا بيوت مدينتى.. أستشهد تحتك وتعيشى أنت" التي كتبها الخال عبد الرحمن الأبنودى، ولحنها المبدع إبراهيم رجب، وغناها الرائع محمد حمام.  كانت الاغنية – ومازالت- بيانا تاريخيا عن انتصار وصمود الأبطال من اهل السويس وبسالتهم للدفاع عن المدينة ضد العد الصهيوني الذى حاول الاستيلاء عليها في محاولة يائسة لتعويض خسائره الفادحة والمؤلمة في حرب أكتوبر المجيدة. 
 
ويغنى الفنان محمد حمام، العاشق لتراب وطنه، هذه الاغنية التى كتبها الخال عقب هزيمة 67 بين حشود الناس، ووسط جنود وضباط الجيش المصري، وطاف بالجبهة من اجل ان يرفع من همم الجنود وافراد القوات المسلحة المصرية ليستعيدوا الثقة بأنفسهم خلال سنوات ما سمي بحرب الاستنزاف، ومن اجل تحريك الشارع المصري من اجل موقف وطني موحد. . فتحية الى السويس الصامدة الباسلة المنتصرة وتحية الى روح الفنان الجميل محمد حمام.
 
 اسمه الحقيقي الحقيقي "محمد سيد محمد إبراهيم " ولد في 4نوفمبر  1935بحي بولاق بالقاهرة وعاد طفلا إلى مسقط رأس أسرته بمحافظة أسوان" ولكن عائلته مالبثت أن عادت  للقاهرة حيث درس بها إلى أن دخل كلية الفنون الجميلة ولكنه بعد دخوله الكلية سجن لأسباب سياسية في عام 1959 مع العديد من المثقفين المصريين والذين كان من بينهم الفنان التشكيلي والصحفي حسن فؤاد والذي قدمه للوسط الفنى بعد خروجهم من السجن.
 
فى عام 1968 بدأ مشواره الغنائي في حفل بسينما قصر النيل وغنى وقتها أول أغانيه من كلمات صديقه الشاعر مجدي نجيب وألحان الموسيقار محمد الموجي. تميز صوت وطريقة أداء محمد حمام بمزج العديد من الثقافات المتداخلة فمن الممكن أن ترى في صوته الشكل الغنائي الصعيدي أو النوبي أو الأفريقي أو البدوي فكان تميز صوته وأدائه سببا هاما في التفاف الجمهور حوله .وذات مرة قال له الكاتب الكبير محمود أمين العالم" إن صوتك يمنحني حزنا ينتهي بالتفاؤل".
كان له دورا رياديا في التعريف بالفن المصري من خلال المهرجانات الدولية وتقديمه وسط الفنون التراثية في العالم وكان مسخرا ماله الذي يكتسبه من عمله كمهندس لخدمة فنه..
 
رحل محمد حمام عام 2007 وأمر المشير محمد حسين طنطاوى (وزير الدفاع وقتها) بنقل جثمانه الملفوف بعلم مصر بطائره عسكريه الى مسقط رأسه وكان في استقبال الجثمان المستشار العسكري ومحافظ أسوان حيث أطلقت المدفعية إحدي وعشرين طلقة، وعلق المحافظ قائلا: إن حماسه وغناءه مع فرقة السمسمية على الجبهة مع الفدائيين حتى كلل بالنصر.. لا يقل عن أي جندى صوب مدفعه نحو العدو.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة