قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية الدكتور أحمد الصحاف إن اجتماعات آلية التنسيق الثلاثى بين مصر والأردن والعراق بدأت اعمالها بشكل نشط ومستمرة فى هذه الخطوات، مشيرا إلى أن الاجتماع الأخير الذى عقد في القاهرة خلال الأيام الماضية على المستوى الثلاثي جاء لمناقشة مجموعة من المؤشرات الحكومية المصرية العراقية الأردنية على مختلف القطاعات والمستويات منها الطاقة، الكهرباء، الاستثمار، وتيسير أعمال المستثمرين والشركات.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن اجتماع الآلية الثلاثية بين مصر والعراق والأردن بحث مساهمة الشركات المصرية والأردنية في إعادة إعمار العراق وتوطين الاستقرار في البلاد، الاستفادة من الجهود والخبرات والطاقات المصرية والأردنية في دعم موارد العراق البشرية، استدامة التنسيق والتواصل في كل من ما شأنه أن يكرس لعلاقات متوازنة، مراجعة لأهم الفرص، التذكير بأهم التحديات، والتوافق بشأن أهم المقتربات السياسية والدبلوماسية التي من شأنها أن تدفع نحو مزيد من تكريس العمل المشترك ضمن الآلية الثلاثية.
وأوضح الصحاف أن الآلية الثلاثية هي تنسيقية ومن مخرجات الاجتماع الثلاثى على مستوى القادة الذى عقد من ذي قبل في مصر والأردن، معربا عن أمله أن يكون هناك لقاء على مستوى القادة الثلاثة في الربع الأول من العام المقبل في بغداد، مؤكدا وجود شراكة متساوية وإدراك حقيقى لشعوب الدول الثلاث في تحقيق التكامل.
وعن التنسيق بين القاهرة وبغداد، أكد المتحدث باسم الخارجية العراقية أن اللجنة المصرية العراقية المشتركة ستبدأ اجتماعاتها نهاية الشهر الجارى في بغداد، موضحا أن اللجنة تتوزع على جملة من القطاعات المشتركة بين بغداد والقاهرة، فقطاع النفط لكلا البلدين سيكون حاضر على مستوى الوزيرين واللجنتين الفنيتين اللتان تباشران العمل بهذا الصدد، مؤكدا وجود تقارب كبير بين القاهرة وبغداد على المستوى الثنائي والمتعدد.
وحول تهديد الولايات المتحدة بسحب بعثتها الدبلوماسية من بغداد، أكد الصحاف أن القرار الأمريكي المبدئي بسحب سفارة واشنطن لدى بغداد يأتي بعد استشعارها قلقا ووجود بيئة قد تبدو لهم غير مناسبة، موضحا أن الحكومة العراقية حققت استجابة وخطوات في هذا الإطار حيث عقد رئيس الوزراء العراقى ووزير الخارجية اجتماعات مع رؤساء البعثات الدبلوماسية المقيمة في بغداد وأكدوا التزام العراق باتفاقية فيينا بتنظيم العلاقات بين الدول، لافتا إلى أن الحكومة العراقية ماضية في تسهيل عمل البعثات الدبلوماسية المقيمة.
وأوضح أن الحكومة العراقية أجرت حوارات مع كافة الأطراف السياسية الداخلية العراقية ومع دول الجوار، التأكيد على وحدة وسيادة العراق، رفض التدخل في الشئون الداخلية، وإيجاد مناخ أكثر توازنا تتيح للعراق تحقيق مكتسباته الداخلية، مؤكدا أن الحكومة العراقية عززت القوات الأمنية في المنطقة الخضراء والتي تتواجد بها العديد من السفارات والبعثات المقيمة في هذه المنطقة، وتعزيز الأمن في المناطق المحيطة للبعثات الدبلوماسية المقيمة خارج المنطقة الخضراء.
وحول حقيقة وجود حوار بين الحكومة العراقية والفصائل لمسلحة التي تطلق الصواريخ على مقرات البعثات الدبلوماسية، أكد أحمد الصحاف أن الحوار آلية ممكنة وهى سبيل لتجاوز أي تعقيد أو إشكال، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية تضطلع بحوار وطنى عراقى تجمع عليه الإرادة الوطنية العراقية لتعريف قاعدة المصالح الوطنية العراقية بالشكل الذى يعزز حضور العراق مع جميع شركائه.
وعن الخطوات التي اتخذتها حكومة بغداد بعد انتهاك السيادة العراقية من قبل تركيا، أوضح الصحاف أن وزارة الخارجية العراقية تجد في المسار السياسي والتنسيق الدبلوماسي سبيلا ممكنا لنزع فتيل الأزمة وخفض التصعيد على طول الشريط الحدودى الممتد بين بغداد وأنقرة وعموم دول الجوار، مؤكدا أن سياسة العراق الخارجية ترتكن إلى التوازن وتعزز مبادئ حسن الجوار وتضطلع باستعادة كل متغيرات العلاقات التاريخية بمصادر قوتها لتبنى عليها استجابة دبلوماسية.
وردا على ما يتردد حول ابتعاد العراق عن محيطه العربى، أكد المتحدث باسم الخارجية العراقية أن بغداد لم تبتعد عن المحيط العربى الذى يمثل هوية وعمق العراق، مشيرا إلى أن الدولة العراقية واجهت ظروف في بيئات متعددة تتسم بمؤشرات من التعقيد فقد كان لكل مرحلة أولوياتها، موضحا أنه منذ عام 2005 تواجه الحكومات العراقية المتعاقبة تحديات الأمن والإرهاب على المستوى الداخلى وتضطلع بهذه الأدوار.
وعن تعرض العراق لحرب مياه في ظل بناء إيران وتركيا لسدود تقلل كمية المياه للبلاد، أوضح الصحاف أن العراق يتبع سبيلان وخياران للحل في ظل وجود لجان فنية بين العراق والدول المتشاطئة معه في إطار الاتفاقات والقوانين الدولية، مشيرا إلى أن العراق يلتزم بهذه المواثيق ويلجأ للإجراءات الفنية التي تعتمد مبادئ الحوار الفني والدبلوماسي سبيلان لمواجهة أي تحدى.
وحول مستقبل العلاقات مع الكويت في ظل القيادة الجديدة للبلاد، أكد المتحدث باسم الخارجية العراقية أن علاقات العراق مع الكويت في ظل النظام السياسى الديمقراطى العراقى بعد 2003 إيجابية، موضحا تصاعد العلاقات التاريخية بين الشعبين في ظل وجود تفهم للتحديات التي تواجه العراق، مرجحا أن تؤكد القيادة الكويتية الجديدة اتباعها مسار من سبقها من الراحلين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة