"أعطنى الناى وغنى.. فالغنى سر الخلود.. وأنين الناى يبقى.. بعد أن يفنى الوجود"..هكذا حصل الناى والكولة على مكانة كبيرة بين عشاق الغناء والطرب والموال، ويعتبر الناى الآلة الموسيقية البسيطة في مظهرها والشجية بصوتها الحنون الذي يصدر من القلب، وهو لا يقل فى إمكانياته الموسيقية عن أي ألة أخرى وفى أداء العزف المنفرد وسيظل محتفظاً بطابعه الشرقى، فهو يزرع العشق والحنين فى القلوب بعزفة الشجى الحزب.
صناعة الناى واجهت اضطرابا كبيرا فقلما تجد من يصنع الناى أو من يعزف عليه، لكن تجد العشق والحنين في قلب عازفيه، وعندما تستمع أذنك لصوته تطرب نفسك ويدخل إلى قلبك على الفور، لتسرح بخيالك معه في سماء العشق والطرب، وهذا ما دفع "اليوم السابع" للتعرف على مراحل صناعة الناى والكولة من ابن قرية كفر الدير التابعة لمركز ومدينة شبين القناطر بالقليوبية، وسر تعلقه بهذه الآلة على وجه التحديد، وكيف انتقل بصناعتها من المحلية إلى العالمية.
حسين أبو المجد.. ابن قرية كفر الدير التابعة لمركز ومدينة شبين القناطر بالقليوبية، عشق الناى منذ نعومة أظافره، فكان يقطع المسافات الكبيرة خلف من بث هذا العشق فى نفسه تجاه هذه الألة بالموالد بالمدن والمناطق المختلفة، ليستمع فقط لعزف الألة، ليحاول أن يقوم بالعزف عليها، ويبدأ خطوات متتالية إلى أن يصبح متمكنا منها، ولم يكتف بهذا بل تمكن منها ليصبح من صناع الناى والكولة بل انتقل بهذه المهنة من المحلية إلى العالمية حيث يقوم بتصدير منتجات الناى والكولة إلى دول العالم "أفريقيا - أسيا – أوروبا – أمريكا".
وأكد حسين أبو المجد، أنه عشق الناى منذ أن كان عمره 10 سنوات، عندما سمعه من العازف "محمد عمر" مع أحد المنشدين بالليالى والموالد، فكان يغدو وراءه أينما يذهب، فعشق صوت الناى الذى سكن قلبه وعقله، ثم أراد ان يبدأ العزف عليها، فظل يحاول مرات ومرات حيث أنه في البداية لم يظهر لها صوتا على الرغم من محاولات النفخ المستمرة التى كانت تتسبب له بدوار كبير، فكان يستلقى على الأرض ويأخذ الناى بين أحضانه، وبعد أن تهدأ أنفاسه يعود من جدبد للمحاولة.
وأضاف "أبو المجد" خلال حديثه لـ "اليوم السابع"، أن العازف محمد عمر جلس معه يدربه على طريقة الإمساك بالناى، ثم طريقة النفخ كى يبدأ في إصدار الصوت من الآلة، موضحا أنه شعر بفرحة كبيرة عندما خرج اول صوت من الآلة بين يديه، ثم بعد ذلك بدأ التدريب والتعلم على السلم الموسيقى للألة، إلى أن برع في العزف عليها، لكنه لم يقف عند هذا الحد، فهو كان يعزف على ألة لم تكن بدقيقة الصنع، فأراد أن يكون بين اصابعه ألة جيدة.
وتابع ابن قرية كفر الدير بشبين القناطر، أنه ذهب لأحد صناع الآلة بقرية مجاورة له، وأراد شراء "ناى" جديد، إلا أنه صدمه بالسعر المغالى به لبيع "الناى"، فعاد إلى منزله مصمما على أن يبدأ في صناعة الناى بيده، وأنه لن يهدأ له بالا حتى يصبح متمكنا من صناعهتها بالجودة التى تفوق هذا الصانع، وبالفعل قد كان، بحث بكل مكان على الانترنت وغيره وبدأ في تعلم صناعة الناى، وبالفعل أدخل الوسائل الحديثة في طريقة صناعة الناى، لينتقل به من المحلية إلى العالمية، ويصبح أحد مصدرى الناى عن طريق الشحن إلى عدد كبير من الدول العربية والأجنبية منها "الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وألمانيا، وجنوب إفريقيا، والولايات المتحدة الأمريكية، واليمن، وعدد آخر من الدول".
وأوضح أن الناى عبارة عن قطعة من الغاب تتكون من تسعة عقود، وبه ستة ثقوب أمامية وثقب واحد من الخلف، باختلاف "الكولة"، التى هى تتكون من 5 عقود فقط، فهما يصدران الأصوات الموسيقية بطريقة النفخ باصطدام نفس العازف على حافة فم الناى من الخارج، كما أنهما لا يقلان فى إمكانيتهما الموسيقية عن أي ألة أخرى، وفى أداء العزف المنفرد, وسيظل محتفظاً بطابعه الشرقى.
وأشار، إلى أن يقوم بحصاد "الغاب" الذى يصنع منه الناى والكولة من مع على ضفاف الترع بالقرية، لكن ليس اى غاب يقوم بجمعه، وإنما يحصد الغاب الذى نضج واستوى عوده، كما أنه أيضا يجمع "الغاب" الذى تتساوى عقوده مع بعضها البعض، ثم يأتى به إلى منزله، ويضعه بالشمس فترة حتى يصبح يابسا، ثم بعد ذلك تبدا عملية تنظيف الغاب من الأوراق والشوائب، ثم بعد ذلك تبدأ عملية التسوية "للغابة" بحيث تصبح مستقيمة بشكل كبير.
الناي-والكولة-في-شكلهما-النهائى
ثقب-الكولة-على-المثقاب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة