أكرم القصاص - علا الشافعي

من أول مسلم هاجر إلى المدينة المنورة؟.. ما يقوله التراث الإسلامى

السبت، 10 أكتوبر 2020 05:16 م
من أول مسلم هاجر إلى المدينة المنورة؟.. ما يقوله التراث الإسلامى  كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن أمام المسلمين حل سوى الهجرة، وكانت يثرب قد وهب الله أهلها محبة لدينه، فصفيت قلوبهم ودعوا المسلمين للحقاق بهم، فمن كان أول المهاجرين، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "باب الهجرة من مكة إلى المدينة":

قال الزهرى: عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ - وهو يومئذ بمكة - للمسلمين: "قد أريت دار هجرتكم، أريت سبخة ذات نخل بين لابتين"، فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله ﷺ، ورجع إلى المدينة من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين. رواه البخاري
وقال أبو موسى: عن النبى ﷺ: "رأيت فى المنام أنى أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلى إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هى المدينة يثرب".
وهذا الحديث قد أسنده البخارى فى مواضع أُخر بطوله.
ورواه مسلم كلاهما: عن أبى كريب، زاد مسلم وعبد الله بن مراد كلاهما عن أبى أسامة، عن يزيد بن عبد الله بن أبى بردة، عن جده أبى بردة، عن أبى موسى عبد الله بن قيس الأشعري، عن النبى ﷺ الحديث بطوله.
قال الحافظ أبو بكر البيهقى: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو العباس القاسم بن القاسم السيارى بمرو، حدثنا إبراهيم بن هلال، حدثنا على بن الحسن بن شقيق، حدثنا عيسى بن عبيد الكندي، عن غيلان بن عبد الله العامري، عن أبى زرعة بن عمرو بن جرير، عن جرير: أن النبى ﷺ قال: "إن الله أوحى إلى أى هؤلاء البلاد الثلاثة نزلت فهى دار هجرتك، المدينة أو البحرين أو قنسرين".
قال أهل العلم: ثم عزم له على المدينة فأمر أصحابه بالهجرة إليها.
هذا حديث غريب جدا، وقد رواه الترمذى فى (المناقب) من (جامعه) منفردا به عن أبى عمار الحسين بن حريث، عن الفضل بن موسى، عن عيسى بن عبيد، عن غيلان بن عبد الله العامري، عن أبى زرعة بن عمر بن جرير، عن جرير قال: قال رسول الله ﷺ: "إن الله أوحى إلى أى هؤلاء الثلاثة نزلت فهى دار هجرتك، المدينة أو البحرين أو قنسرين".
ثم قال: غريب لا نعرفه إلا من حديث الفضل تفرد به أبو عمار.
قلت: وغيلان بن عبد الله العامرى هذا ذكره ابن حبان فى الثقات إلا أنه قال: روى عنه أبى زرعة حديثا منكرا فى الهجرة والله أعلم.
قال ابن إسحاق: لما أذن الله تعالى فى الحرب بقوله: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ" الآية [الحج:39-40] .
فلما أذن الله فى الحرب وتابعه هذا الحى من الأنصار على الإسلام والنصرة له، ولمن اتبعه وأوى إليهم من المسلمين.
أمر رسول الله ﷺ أصحابه من المهاجرين من قومه ومن معه بمكة من المسلمين بالخروج إلى المدينة، والهجرة إليها واللحوق بإخوانهم من الأنصار.
وقال: "إن الله قد جعل لكم إخوانا ودارا تأمنون بها»، فخرجوا إليها أرسالا، وأقام رسول الله ﷺ بمكة ينتظر أن يأذن له ربه فى الخروج من مكة والهجرة إلى المدينة.
فكان أول من هاجر إلى المدينة من أصحاب رسول الله ﷺ من المهاجرين من قريش:
من بنى مخزوم: أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكانت هجرته إليها قبل بيعة العقبة بسنة حين آذته قريش مرجعه من الحبشة فعزم على الرجوع إليها، ثم بلغه أن بالمدينة لهم إخوانا فعزم إليها.
قال ابن إسحاق: فحدثنى أبي، عن سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبى سلمة، عن جدته أم سلمة زوج النبى ﷺ قالت: لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل لى بعيره ثم حملنى عليه، وجعل معى ابنى سلمة بن أبى سلمة فى حجري، ثم خرج يقود بى بعيره، فلما رأته رجال بنى المغيرة قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتنا؟ هذه علام نتركك تسير بها فى البلاد؟
قالت: فنزعوا خطام البعير من يده وأخذونى منه، قالت: وغضب عند ذلك بنو عبد الأسد رهط أبى سلمة، وقالوا: والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا.
قالت: فتجاذبوا ابنى سلمة بينهم حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، وحبسنى بنو المغيرة عندهم وانطلق زوجى أبو سلمة إلى المدينة، قالت: ففرق بينى وبين ابنى وبين زوجي.
قالت: فكنت أخرج كل غداة فأجلس فى الأبطح فما أزال أبكى حتى أمسى - سنة أو قريبا منها - حتى مرَّ بى رجل من بنى عمى أحد بنى المغيرة فرأى ما بى فرحمني، فقال لبنى المغيرة: ألا تخرجون من هذه المسكينة؟ فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها.
قالت: فقالوا لي: إلحقى بزوجك إن شئت.
قالت: فردَّ بنو عبد الأسد إلى عند ذلك ابني، قالت: فارتحلت بعيرى، ثم أخذت ابنى فوضعته فى حجرى، ثم خرجت أريد زوجى بالمدينة، قالت: وما معى أحد من خلق الله حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة بن أبى طلحة، أخا بنى عبد الدار، فقال: إلى أين يا ابنة أبى أمية؟
قلت: أريد زوجى بالمدينة.
قال: أوما معك أحد؟
قلت: ما معى أحد إلا الله وابنى هذا.
فقال: والله مالك من مترك فأخذ بخطام البعير، فانطلق معى يهوى بى، فوالله ما صحبت رجلا من العرب قط أرى أنه كان أكرم منه، كان إذا بلغ المنزل أناخ بى، ثم استأخر عنى حتى إذا نزلت استأخر ببعيرى فحط عنه ثم قيده فى الشجر ثم تنحى عنى إلى شجرة فاضطجع تحتها.
فإذا دنا الرواح قام إلى بعيرى فقدمه فرحله ثم استأخر عنى، وقال: اركبى فإذا ركبت فاستويت على بعيرى أتى فأخذ بخطامه، فقادنى حتى ينزل بى، فلم يزل يصنع ذلك بى حتى أقدمنى المدينة فلما نظر إلى قرية بنى عمرو بن عوف بقباء قال: زوجك فى هذه القرية - وكان أبو سلمة بها نازلا - فادخليها على بركة الله.
ثم انصرف راجعا إلى مكة، فكانت تقول: ما أعلم أهل بيت فى الإسلام أصابهم ما أصاب آل أبى سلمة، وما رأيت صاحبا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة