رحم الله شيخنا الجليل على مبارك رائد النهضة الحديثة فى مصر ومعلمنا الأول، عندما كان فى صغره أراد أن يكون كاتبا فتحدث لوالده قائلا أريد أن أكون مثل ذلك الكاتب الظريف النظيف الذى يهابه الناس ويحترمونه، فأخذه والده لذلك الكاتب فوجد بيته يموج بالضجة لكثرة عياله من زوجاته الثلاث وكان يسبه ويقتر عليه فى الطعام ويتخذه خادما له لا ليعلمه، فقد غره المظهر نعم خدعه المظهر.
خلق الله الإنسان من مادة وروح فتمثلت المادة فى مظهر الإنسان الذى صوره الله فأحسن تصويره أما الروح فتمثلت فى جوهر الإنسان ومعدنه وفضائله، والإنسان لا يسمو بلونه ولا بطوله ولا بماله ولا بمظهره ولا بسلطانه وإنما بفكره وأخلاقه ومبادئه، الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسادنا ولا إلى أموالنا لكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، فالقلوب هى موطن نظر الله، هناك مسافة كبيرة بين المظهر والجوهر تختلف باختلاف الأشخاص وطبيعتهم، وما تحتويه قلوبهم ليتنا بقدر ما نحافظ على نظافة مظهرنا وهندامنا نعطى القليل من ذلك الاهتمام بجوهرنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة