ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء، حيث سجلت العقود الآجلة لخام برنت 68.94 دولار للبرميل، بمعدل ارتفاع 1%، كما ارتفعت فى وقت سابق مسجلة 71.75 دولار للبرميل، وهو ما يعد أعلى ارتفاع منذ منتصف سبتمبر 2019، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكى مسجلة 63.17 دولار للبرميل بمعدل ارتفاع بلغ 0.8% إلى كما كانت قد سجلت فى وقت سابق 65.85 دولار وهو ما يعد أعلى مستوى له منذ شهر أبريل 2019.
وذكرت تقارير إعلامية عالمية، أن الارتفاع الذى شهدته أسعار النفط اليوم، جاء بعد إطلاق إيران صواريخ باليستية على قاعدتين جويتين تستخدمهما القوات الأمريكية وقوات التحالف فى العراق.
وأشارت التقارير الإعلامية، إلى تراجع الاضطرابات فى الأسواق العالمية للنفط وذلك بعد إشارات إيران إلى أنها انتهت من الانتقام ضد الولايات المتحدة لمقتل قاسم سليمانى زعيم فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى الذى استهدفته الولايات المتحدة خارج مطار بغداد الأسبوع الماضي.
وكان محمد باركيندو أمين عام منظمة أوبك، قد أكد خلال كلمه له علي هامش مؤتمر فى العاصمة الإماراتية أبوظبى، بأن المنشآت النفطية العراقية آمنة، وإن إنتاج العراق مستمر بعد الضربة الصاروخية الإيرانية، موضحا أن العراق سيصل إلى معدل امتثال بنسبة 100% بتخفيضات منظمة " أوبك" وذلك في الوقت المناسب.
وقال الدكتور ثروت راغب أستاذ هندسة البترول والطاقة ورئيس قسم هندسة البترول والغاز بالجامعة المصرية الصينية، إن أى تأثير خارجى سياسى للدول المنتجة للنفط خصوصا إيران أو أمريكا أو أى دولة عظمى فى إنتاج النفط، يؤثر على أسعار النفط، مؤكدا أن الأحداث الحالية بين إيران وأمريكا، أدت إلى ارتفاع أسعار النفط مؤقتا.
وأضاف راغب لـ"اليوم السابع" أن استمرار ارتفاع النفط سيكون مرتبط فى حالة قيام حرب بين البلدين، وسيصل برميل النفط ما بين 140 إلى 150 دولار، إذا استمرت الحرب على المدى البعيد خاصة إذا قامت إيران بإغلاق مضيق هرمز ولكن أمريكا لن تسمح بذلك لأنه مضيق عالمى.
وذكر راغب، الذى يحدث حاليا ارتفاع مؤقت بعد قيام أمريكا بقتل قاسم سليمانى، والبترول حاليا سعره يتراوح من 60 إلى 70 دولار، والسعر سينخفض مع استقرار الأوضاع، مشيرا إلى أن أمريكا لديها احتياطى ضخم من النفط تستخدمه فى أوقات الأزمات وضخ منه للحفاظ على استقرار السعر العالمى فى حدود 60 دولار، وذلك لكى تشتريه بسعر معتدل لأنها أيضا مستهلك ضخم للنفط.
وأكد أن السعودية منتج ضخم وتقوم بزيادة الإنتاج لسد النقص العالمى فى أوقات الأزمات.
وأشار راغب إلى أن العراق ينتج يوميا 4.5 مليون برميل يوميا وتقوم بتصدير 3.4 مليون برميل يوميا، وهي من دول أوبك الأساسية لتوفير النفط فى احتياجات العالم، وأي نقص يحدث من حصتها يحدث لأسباب سياسية تقوم السعودية والإمارات وأمريكا بسد النقص للحفاظ على سعر برميل البترول فى حدود 60 دولار.
وجاءت توقعات مؤسسة كابيتال إيكونوميكس البحثية البريطانية أن هذه الحرب فى حال حدوثها يُمكن أن تؤدى إلى فقدان الاقتصاد العالمى نحو 0.5% من قيمته، كنتيجة لانهيار الاقتصاد الإيراني وأثر ارتفاع سعر النفط على اقتصادات الدول. وأوضح التقرير أنه فى حال إغلاق إيران لمضيق هرمز، فمن الممكن ارتفاع سعر النفط إلى 150 دولارًا للبرميل، ما سينعكس على مستويات التضخم فى العالم، لترتفع بنسبة تتراوح بين 3.5 إلى 4% فى دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية.
وكانت إيران قد استهدفت قاعدتين عسكريتين تضم القوات الأمريكية فى العراق انتقاما لمقتل سليمانى، مما يشكل تصعيد كبير بين الخصمين. ويأتى الهجوم باعتباره الأول المباشر للغاية ضد الولايات المتحدة منذ الاستيلاء على السفارة الأمريكية فى طهران عام 1979.
وبينما أثارت الضربات، مخاوف من أن الخصمين القديمين كانا أقرب إلى الحرب لكن تعليقات الجانبين تشير إلى على أنه لن يكون هناك المزيد من الانتقام من أى جانب، على الأقل فى المدى القصير.
