القارئ محمود عبد الحكيم يكتب: احترام الآخر واستجابة الرئيس

الأحد، 05 يناير 2020 08:00 ص
القارئ محمود عبد الحكيم يكتب: احترام الآخر واستجابة الرئيس ذوى الاحتياجات الخاصة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن الله تعالى وجهنا إلى شيء عظيم، يرسخ فضيلة الاحترام حيث قال: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}. أي كلموهم بالكلام الطيب، وألينوا لهم جانباً، ولاطفوهم، وناصحوهم بما يصلح شأنهم.

كلما درج الناس في سلم الحضارة توقعوا من بعضهم احتراماً أكبر ولطفاً أعظم، ولهذا فإن علينا جميعاً أن نكون دقيقين في تعبيراتنا وتصرفاتنا؛ حتى لا يؤذي بعضنا بعضاً من غير قصد.

فالقاعدة الذهبية في هذا هي أن نخاطب الناس بالأسلوب الذي نحب أن يخاطبونا به، ولو أننا عملنا بهذه القاعدة لتخلصنا من كثير من مشكلاتنا الاجتماعية، وما أجمل قوله صلى الله عليه وسلم: [لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه].

الناس بفطرتهم يحتاجون حاجة ماسة إلى من يعترف بهم، ويقدرهم، ويثني عليهم، ويحفزهم ويهتم بهم، وقد قال أحدهم: (من الأساطير المتداولة: مكتوب على جبين كل إنسان: "أرجوك أعرني اهتمامك، ولا تمر بي غير آبه").

كل ذلك فى طريقة التعامل واحترام الآخر من الأسوياء فما بالنا بالطريقة الصحيحة للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة واحترامهم فتلك مسئولية جميع أفراد المجتمع بحيث يكونوا مؤهلين للتعامل معهم بالطريقة الصحيحة.

فخلال فعاليات احتفالية "قادرون باختلاف" لأصحاب الهمم وذوي الاحتياجات الخاصة

طالب مهند عماد سفير الطفولة لأصحاب ذوي الهمم، بتدريس مادة "احترام الآخر" في المدارس والجامعات من الرئيس عبد الفتاح السيسى وذلك بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإعاقة.

واكد بعد ذلك أن سبب مطلبه يرجع إلى أن أصدقائه في الحضانة يتم التنمر عليهم من بعض الأشخاص، لذلك قرر عرض الفكرة على الرئيس، موضحًا أن هدف تدريس المادة في المدارس والجامعات هو نشر الوعى واحترام وتقدير المواطنين بعضهم لبعض.

فأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، استجابته الفورية لمطلب سفير الطفولة بإقرار مادة احترام الآخر، قائلا:-

يا مهند إحنا هنعملها فورا.

فمن النقاط الهامة التي توضح كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة باحترام وبالطريقة الصحيحة:-

1- دمج ذوى الاحتياجات الخاصة بالمجتمع وعدم وضع الإعاقة كحاجز بينهم وبين انخراطهم في المجتمع، إذ يبدأ دمج ذوى الاحتياجات الخاصة من تحرير عقولنا وأفكارنا والتصديق بأننا جميعاً لنا نفس الحقوق في المجتمع.

2- تجنب استعمال أي من أدواتهم أو الاتكاء على كرسي مُتحرك لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهذا التصرف غير إنساني ويندرج تحت عدم الاحترام.

3- توفير بيئة إيجابية لهم، وتنمية روح الاحترام بينهم وبين الأشخاص الآخرين، وذلك من خلال العمل ضمن مجموعات، وأعمال جماعية والتي تُساعد في تكسير تلك الحواجز التي قد تكون موجودة وتؤدي إلى تسلل الاحترام والحب بين الجميع.

4- تجنب الثناء على الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة عند قيامهم بأعمال عادية يقوم بها الأشخاص الطبيعيون، فإنّ هذا يُشعرهم باختلافهم ويسبب لهم الإحراج ويُشعرهم بعدم مساوتهم مع غيرهم.

5- تجنب القيام بمُساعدة شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة دون أن تسأله ما إذا كان بحاجة لذلك أم لا.

6- الصبر صفة يجب أن تكون حاضرة عند التعامل مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لأنّهم بطبيعة الحال يستغرقون وقتاً أكثر من غيرهم بالحركة في المرافق العامة وإنهاء المهام المختلفة، حيث يتوجب الصبر في هذه المواقف، وعدم الضغط عليهم أو التمتمة لأنّ ذلك يُقلل من شأنهم واحترامهم.

 

7- إلقاء السلام على من نلقاه منهم في طريقنا، والتبسم في وجهه، وسؤاله عن حاله، والاعتذار إليه عند الخطأ، والمسارعة إلى مساعدته في ساعة ضيق أو كرب، والثناء على أعماله الحسنة... كل ذلك من الأمور التي تعبر عن الاحترام والاهتمام.

 

ولنحذر من التكبر عليهم وإهمالهم والاستخفاف بهم، على حين أن تعاليم ديننا توجهنا إلى أن ندعم قاعدة الاحترام المتبادل وقاعدة الاهتمام المشترك.

 

نحن جمعياً في حاجة إلى أن ننمي في نفوسنا مشاعر (الاستحياء من الذات)؛ لأننا حينئذ سنقوم باحترام الناس وتقديرهم، وعلى رأسهم الأبوان والمعلمون وكبار السن، وذوى الاحتياجات الخاصة ومن لهم أيادٍ بيضاء في خدمة الناس والإحسان إليهم، وفي خدمة البلاد ورفعة شأنها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: [ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا قدره].

وقال: [إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط].

 

فالدعوة موجهة لمن أراد منا أن يكون محترماً جداً، فليعامل الناس على أساس قيم واحدة؛ لأن الشخص المهذب اللطيف الكريم، لا يستطيع أن يتلون في سلوكه، ولا أن يلقى الناس بوجوه متعددة، إنه يكرم الجميع، ويصبر على الجميع، ويحاول فهم الجميع، ويعمل على مساعدة الجميع، ولهذا فإنه محترم ومقدر من قبل الجميع.

 

واحترام الناس عامة وذوى الاحتياجات الخاصة تحديداً يعني فيما يعنيه احترام اجتهاداتهم واختياراتهم وأذواقهم، ما دام ذلك في إطار المباح والمشروع.

 

ولنحاول دائماً اختيار الكلمات والجمل المعبرة عن الأصالة والترفع عن الدنيا، وهجر الألفاظ السوقية التي يستخدمها الأشخاص غير المحترمين.

 

ونقول لكل بنى أدام :-

اعملوا دائماً على ألا تكونوا مصدر إزعاج لأحد، وألا تفاجئوا أحداً بمكروه، وتعلموا التأنق في التصرف.

فمن يقبل تلك الدعوة؟.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة