القارئ خالد فؤاد‎ يكتب: لا أداء.. لا احترام.. كان زمان

الجمعة، 03 يناير 2020 08:31 ص
القارئ خالد فؤاد‎ يكتب: لا أداء.. لا احترام.. كان زمان مدرس فى الفصل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

((قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا)).. وإذا أصيـب القوم فى أخلاقهم فأقـم عليهـم مأتماً وعـويلاً، إنى لأعذركم وأحسـب عبئـكم، من بين أعباء الرجـال ثقيـلاً، وجد المساعـد غيركم وحرِمتـم، فى مصر عون الأمهات جليـلا )).

لم يكن يعلم أمير الشعراء أحمد شوقى عندما كتب هذه القصيدة أن العلاقة بين المعلم والتلميذ ستتطور عن الزمن الذى عاصره، حتى تصبح علاقة رسول العلم بتابعه الأمين ((نفعنى وأنفعك))، وذلك نظرا لقلة المرتبات وعدم الاهتمام بشؤون المعلمين، ومعاملتهم على أنهم موظفون درجة ثانية، ما جعلهم يقبلون على إعطاء الدروس الخصوصية، فتحول التابع الأمين إلى ممول للرسول، فكيف إذن سيؤدى الرسالة؟ وبدأت هيبته تسقط تدريجيا خاصة أمام العنف أيضا الذى يلقاه الطالب أحيانا كثيرة من المعلم منذ الصغر وتحوله فى نظره إلى عنصر ترهيب.

ما الذى يحميه، لا شخصية ولا علما ولا أداء ولا احتراما من المجتمع ولا حتى تقدير مالى؟، ناهيك عن أن هناك أسبابا أخرى عديدة هى النظرة التعارفية، وهى نظرة دونية للمعلم، ولا يقبل كعالم وعارف لا يشترك فى أنشطة المجتمع السياسية ولا القيادية أو النقابية، ولذلك إعادة هيبة المعلم قضية تحتاج إلى دراسة خبراء ينظرون فيها وفى أسباب عدم الاحترام وكيفية علاج هذه الأسباب والتصدى لها.

إن هيبة المعلم من أساسيات العملية التربوية وتحقيقها يتطلب الحصول على حقوقه المعنوية والمادية، مثل ضابط الشرطة والقاضى، وإذا عادت هيبته لن يلجأ الطالب لدروس خصوصية إلى جانب حاجة المعلم لأن ينال حقه من النقابة نفسها التى من المفترض أن تقدم له الرعاية ولكنها تأتى دون المستوى المرجو منها دورها، مضيفا: لذا فإن هيبة المعلم لابد أن تعود كما كانت عليه قديما، حيث كان المعلم له هيبة وخوف من الممكن أن يخشاه الطالب أكثر من والديه، والسبب الأهم فى تراجع تلك المكانة من وجهة نظرى هو الظروف الاقتصادية الصعبة التى ألمت بالبلاد كاملة بمختلف فئاتها، وفى رأيى إذا حصل المعلم على حقه من المجتمع ستعود له هيبته واحترامه من قبل الطلاب.

كان مدرسونا يربوننا ويعلموننا، نحبهم ونهابهم ونحترمهم، أما اليوم سيدى فلا ارتباط بين المعلم ومدرسته، ولا علاقة بين الطالب ومدرسته، وفقدنا الارتباط بين المعلم والطالب، وضاعت هيبة المعلم بل وضاعت العملية التعليمية التربوية برمتها، هذه ظاهرة تشكل جزءا يسيرا من ضياع هيبة المعلم، تبادلت التحية مع الرجل وانصرف كل منا فى طريقه.

كيف يهاب الطالب من معلمه والقدوة له والده حين يخطئ الطالب ويستدعى ولى أمره ويتعامل مع المدرس بفوقية ويدافع عن ابنه ولا يعترف بخطأ ابنه من هنا ضاعت هيبة المعلم لأن الصلاحية التى كانت تعطى له من ولى الأمر ضاعت أيضا بل ممكن يقوم ولى أمر الطالب بالتعدى على المعلم امام ابنه ومن هنا ضاعت أيضا هبت المعلم.

لا إصلاح فى مصر بدون إصلاح التعليم، طالب فاسد لن يكون سوى موظف أكثر فسادا، فى الموعد المحدد كنت حريصا على الذهاب لمعلمى قبل الموعد بدقائق لأكون حاضرا فى الموعد تماما، قابلنى أستاذى بترحاب بالغ، وخضنا على الفور فى حديث الذكريات، وذكرت له كيف كان معلم التربية الرياضية يعانى من أجل جمع الطلاب لحضور الطابور الصباحى والطلاب يفرون منه ضاحكين مازحين مستهزئين، وقلت له: كنا نجرى فى الشارع لو لمحنا ولو عن بعد أحد معلمينا لأنه سيستوقفنا ويسألنا عن سبب تواجدنا فى الشارع تربية قبل التعليم، متابعة داخل المدرسة وخارجها.. ضحك أستاذى وقال: هذا كان زمان.

نفعنى وأنفعك السبب الأساسى ضياع هيبة المدرس؟؟؟؟؟










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة