أكرم القصاص

وائل غنيم ومحمد على.. الإخوان وحق «التمويل» العلنى و«الاستحمار» فى قطر وتركيا

الثلاثاء، 21 يناير 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما تكون المرة الوحيدة فى التاريخ الحديث والقديم والمتوسط، التى نجد فيها جماعة وتوابعها تعترف علنا بالعمل لصالح دول أخرى وتحصل على تمويل علنى من أجل أن تمارس الخصوم والعداء ضد بلدها، ونرى سياسيين من تنظيم الإخوان يتعاركون علنا على اقتسام أموال التمويل القطرى، ومدى القرب أو البعد من جهاز مخابرات تركيا أو قطر، حدث هذا طوال 6 سنوات كاملة وعلى الهواء مباشرة. 
 
دعك من أن هذه الأجهزة فاشلة، لم تنجح فى مهمة ودائما ما كانت مثار سخرية وتلاعب، وبالرغم من حجم الأموال التى أنفقتها قطر وبلغت 500 مليون دولار خلال سنوات، على قنوات ولجان وأفلام وثائقية وصفحات إلكترونية، فضلا عما هو خفى من دعم مادى وإعلامى للإرهاب، فقد فشلت بشكل فاضح.
 
فى الماضى حتى وقت قريب كان عملاء أجهزة الاستخبارات يعملون فى السر أو يسعون لإخفاء مصادر تمويلهم ويبذلون جهدا لعدم كشف أنفسهم، لكن الأمر مع جماعة الإخوان وتوابعها فى تركيا وقطر مختلف ويمثل نقلة كبرى فى عالم التمويل والعمل السياسى الاستخبارى التخصصى. وبمناسبة حديث وائل غنيم مع قناة مكملين، وما طرحه حول تمويل قطر وإدارة مخابرات تركيا لهذه القنوات وأن عزام التميمى أو عزمى بشارة، وكلاهما عليه علامات استفهام استخبارية يديران منظومة مهاجمة مصر ويحركان القنوات ومديريها ومذيعيها، واعترف المذيع بهذا لكنه اعتبر التمويل أمرا ثانويا مهنيا احترافيا، وتزامن هذا مع ما نشره المقاول الزعيم الثورى «الكوتوموتو» محمد على فى صفحته على «فيس بوك» من محادثة مع ياسر العمدة أحد المتنافسين على «حق التمويل العلنى»، بزعم قيادة التغيير وعبور الحواجز والقفز بالزانة الإلكترونية. 
 
ياسر العمدة فى حديثه يتهم زملاءه بأنهم يتمولون بمليون دولار شهريا يقتسمونها، وأنهم نصابون وحالانجية، لكن العمدة نفسه يعترف أنه حصل على الجنسية التركية، طبعا لم يذكر مصدر تمويله، ومن منحه الجنسية التركية، وهى أمور معروفة، ربما تكون الجنسية والتمويل هبطا عليه من السماء، لكن من حديثه نكتشف أن غضب العمدة بسبب المنافسة على التمويل، دعك من ادعاءاته آنه قادر على تحريك الجماهير العريضة، فهذه الجماهير تتحرك فى عقولهم وحساباتهم البنكية وليس على الأرض طبعا.
 
 مئات من الإخوان فى قنوات تركيا يعلنون أنهم ثوريون ودعاة تغيير جذرى وأنهم يريدون الديمقراطية، لكنهم يفعلون ذلك وهم يتباهون بالحصول على تمويلات من قطر وتركيا، وتحت جنسيات هذه الدول «أى أنهم خواجات»، يتفاخرون بالعمل فى قنوات تديرها أجهزة مخابرات تركية وقطرية ويتلقون تعليمات من ضباط مخابرات هذه الدول، ليقولوا لهم من يهاجمون وأى دولة يشتمون، أو يفبركون ضدها التقارير والأخبار. ويحددون لهم الدول والأشخاص المطلوب مهاجمتهم كل يوم والأشخاص المطلوب فتح النار عليهم اليوم السعودية وغدا الإمارات، وطبعا مصر ورئيسها. 
 
وبالرغم من أن تركيا وقطر لعبتا دورا منذ 2011 فى توجيه الأحداث والأشخاص لصالح مشروعهما، واتخذوا من الإخوان أداة لتنفيذ هذا، من دون حاجة إلى نظريات مؤامرة، فقطر وتركيا لا تخفيان هذه الاعترافات والشواهد والأدلة يقدمها عمقاء التمويل، لكن اللافت أن الدولتين استأجرتا انتهازيين همهم المال ولا علاقة لهم بتغيير أو تحقيق أهداف. 
 
قنوات الجزيرة ومعها 5 قنوات فى تركيا ومئات اللجان الإلكترونية، تعمل طوال 24 ساعة لتأليف أكاذيب وفبركة تقارير واختراع تحليلات لاعلاقة لها بالواقع ولا حتى بالخيال، لتحويل أى خطوة إيجابية إلى سلبية، والنفخ فى موضوع صغير وتحويله إلى مؤامرة، كل هذا من خلال صياغات مكشوفة تفتقر إلى أى نوع من المهنية أو العقل، مع الاستعانة ببعض العمقاء من خبراء التحليل الخيالى، يكررون يوميا نفس التحليلات فى أى موضوع مع تغيير العنوان، فنجد نفس الخبير الممول يتحدث فى الاقتصاد والسياسة والحقوق والاتصالات والطبيخ بنفس التعبيرات. والسر فى حقوق التمويل العلنية، وربما يكون هذا واضحا لأى عاقل، لكنه قد يكون خافيا لدى سذج يسيرون فى كل مرة وراء زعامات متمولة يعيشون فى تركيا وقطر، ويستحمرون بعض السذج فيدفع هؤلاء ثمن حموريتهم.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة