فى منزل بسيط لا يتخطى الـ60 مترا، مسقوفا بالأخشاب والبوص، لا يكاد يحمى من الشمس أو الأمطار، لكن المقيمين به على الرغم من ذلك لم يطالبو ببناء البيت أو تشييده من جديد، وإنما تعرضوا خلال تلك الفترة إلى الديون التى أصبحوا غير قادرين على الوفاء بها، ليصبح الدين الذى عليهم سببا فى عيشهم داخل هذا المنزل البسيط وكأنه سجنا كبيرا، يحلمون بالخروج منه، بسداد الديون.
بطريق ترابى محفوف بكميات كبيرة من الطين، والتى تتحرك وسطها بصعوبة شديدة، وصلنا إلى منزل له باب خشبى قديم، وكأنه حظيرة للدواجن، بقرية هورين التابعة لمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، تقيم أسرة مكونة من الأب والأم وثلاثة من الأبناء حاصرتهم الديون وأصبحت تواجههم فى كل وقت، يناشدون بطوق النجاة ومساعدتهم فى الوفاء بها بعد أن تخطت تلك الديون أكثر من 70 ألف جنيه.
بمجرد الدخول إلى المنزل البسيط لا تجد سوى حوائط مرصعة بالعديد من الصور القديمة الملصقة ليس للتجميل وإنما لإخفاء أثار ارتفاع المياه الجوفية التى شوهتها، وعدم وجود أى محارة أو طلاء لتلك الحوائط، علاوة على العديد من قطع الأثاث القديمة المتهالكة ومداخل ضيقة بحجرة وحيدة، وبنظرة إلى الأسقف تجد العديد من العروق الحاملة للبوص وقد قاربت على الإنكسار، وتجد الأسقف لا تكاد تحمى من الأمطار والتى إن سقطت يتحول معها المنزل إلى بركة من الطين .
تروى إيمان المصلحى، صاحبة ال 54 عاما، قصتها التى تمتد لأكثر من 10 سنوات من المعاناة والعذاب، قائلة زوجى يعمل على توك توك، ومصاب بالعديد من الأمراض، ولكن على الرغم من ذلك لم نشكو ولم نطالب بشىء، وكنا نعيش بحمد الله وقوته، إلى أن تعرضت شقيقة زوجى لحادث وتوفت بعد وفاة زوجها، لتترك لنا نجلته التى لم تتجاوز الـ13عاما من عمرها، ولم يكن أمام زوجى إلا أن يقوم بتربتها، وسط أبنائنا بنتين وولد، ومرت السنوات تلو الأخرى، لتكبر الفتاة وتشب ويصبح أمام المنزل البسيط عدد كبير من الخطاب يطلبونها للزواج .
وتابعت، لم يكن أمامنا إلا أن نرضخ للأمر الواقع والذى سيتم حتما ولا محالة إن عاجلا أو أجلا، وهو زواج الفتاة بعد أن كبرت وأصبح يطلبها العديد من الخطاب، ومن هنا بدأت المعاناة، اقترضنا العديد من المبالغ حتى نقيم الخطوبة لها، واستمرت المعاناة وأشتدت أكثر وأكثر وخاصة مع إقتراب موعد زفافها، إلى أن إقترضنا مبالغ مالية وصلت إلى 100 ألف جنيه لتجهيزها، وبعد زواجها بثلاث سنوات، أشتدت الأزمة والدين ولم نعد قادرين على الوفاء بها، وانخفضت الديون بعد معاناة شديدة من محاولات السداد تصل إلى 70 ألف جنيه وغير قادرين على الوفاء بها .
وأضافت، طرقنا جميع الأبواب، حتى نتمكن من الوفاء بالديون ولكن دون أن يكون هناك أى نتيجة بل تزداد الأمور سوءا بشكل كبير، علاوة على إصابتى بالسكر والضغط وإصابة زوجى بالعديد من نوبات الذبحة الصدرية، ولكن على الرغم من كل تلك المعاناة مازال لدينا أمل فى أن يتم مساعدتنا من اهل الخير فى الوفاء بالديون وأن نتمكن بعدها من الحياة كباقى الناس.
أرقام التليفونات للتواصل مع الأسرة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة