وطنيتى.. حكاية ديوان تسبب فى محاكمة الزعيم محمد فريد "لم يقرأه"

الإثنين، 20 يناير 2020 07:00 م
وطنيتى.. حكاية ديوان تسبب فى محاكمة الزعيم محمد فريد "لم يقرأه" ديوان "وطنيتى" الذى تسبب فى حبس محمد فريد
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"وطنيتى" هو ديوان صغير للشاعر الأزهرى، على الغاياتى وأحدث ضجة فى عام 1910 وكان من أول الكتب التى تمت مصادرتها بل دفع ضريبة ما جاء فيه ثلاث شخصيات من أعلام الحركة الوطنية فى مصر وهم الزعيم محمد فريد والشاعر نفسه والشيخ عبد العزيز جاويش.

انتهزت السلطات آنذاك فيها صدور ديوان "وطنيتى" لـ على الغاياتى المحرر "باللواء"، بتقديم (سابق الكتابة) من محمد فريد الذى لم يطالع الديوان وكان بخارج البلاد عند صدوره، وكان قد حرر هذا التقديم سابقا قبل سفره، كما قدمه أيضا الشيخ عبدالعزيز جاويش، ورأت السلطات أن الديوان فرصة لضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد، بحسب وصف المفكر رجائى عطية.

ديوان وطنيتى
 

ولعل جهاد الزعيم فى أوروبا ضد الاحتلال الإنجليزى ومطالبته بجلاء البريطانيين عن مصر، وشعبيته الكبيرة لدى المصريين أثارت حفيظة خصومه وهم الاحتلال والخديو عباس حلمى والوزارة، فرأى ثلاثتهم أن يقابلوا الزعيم بضربات شديدة لعلها ترهبه أو تلقى الرعب فى نفوس أنصاره وأعوانه، ومن هنا جاءت مسألة سجنه عام 1911.

وبحسب كتاب "بطل الكفاح الشهيد محمد فريد لعبد الرحمن الرافعى" للمؤرخ عبد الرحمن الرافعى، فإن الوزارة انتهت فرصة ظهور ديوان "وطنيتى" لعلى الغاياتى فى يوليو سنة 1910، فأوعزت إلى النيابة بإقامة الدعوى العمومية على المؤلف، وعلى محمد فريد والشيخ عبد العزيز جاويش، لكتابتهما مقدمتين لهذا الكتاب.

 

محمد فريد
محمد فريد
 
وأوضح "الرافعى" قائلا "ومن الثابت أن الزعيم كان قد كتب مقدمته دون أن يطلع على محتويات الكتاب، وقبل أن يتم "الغاياتى" وضعه، وسلمها إليه فى فبراير عام 1910، أى قبل إعداد كتابه للطبع، ثم سافر محمد فريد إلى أوروبا فى 5 مايو وظهر الكتاب فى يوليو، فلم يكن من سبيل إلى أن يراقب ما يحتويه.

أما المقدمة، فيرى "الرافعى": "المقدمة فى ذاتها فليس فيها ما يؤاخذ عليه، بل هى كلمة عامة عن تأثير الشعر فى تربية الأمم، ومع ذلك عدته النيابة العامة شريكا للمؤلف فى التهمة".

على الغاياتى
على الغاياتى

وبدأت النيابة بمحاكمة الشيخ عبد العزيز جاويش، وعلى الغاياتى فى أغسطس من عام 1910، حيث كان الزعيم فى أوروبا، فحكم على "الغاياتى" بالحبس سنة، وكان وقتها فى أوروبا، وعلى الشيخ على جاويش ثلاثة أشهر، وقد نفذ الحكم.

وعندما وصل الزعيم الراحل فى أواخر ديسمبر 1910،  أخذت النيابة العمومية فى التحقيق معـه، واستجوبـه رئيس النيابـة آنذاك محمد توفيق نسيم بك، حيث أحيل إلى محكمة الجنايات بتهمة أنه حسَّن وامتدح ديوان "وطنيتى" فى المقدمة التى كتبها له قبل سفره! فرد الزعيم فى الجلسلة قائلا: "فى الوقت المنسوب إلى فيه تقريط الكتاب كنت غائبا عن مصر، لأنه ظهر آخر يونيه وأنا سافر إلى أوروبا 5 مايو، أما المقالة فكتبتها قبل صدور الكتاب، ولا علم لى بالمسائل التى فيه، لأن كثيرا منها حدث ونظم شعره فى غيابى، ولما كتبت المقالة كتبتها باعتقاد أنها مما لا يعاقب عليه القانون".
 
عبد العزيز جاويش
عبد العزيز جاويش

ولعل الحكومة كانت تقصد من هذا التهديد فلا يعود من أوروبا، ولكن الزعيم محمد فريد لم يأبه لهذا التهديد، واعتزم العودة لمصر، واشاع خصومه أن اعتزم ألا يعود لمصر، لكنه نفى الشائعة وهو فى أوروبا ونفاها عنه فى مصر أصدقاؤه والأقربون، كما طالبت منه كريمته فى خطاب قالت "ولنفرض أنهم يحكمون عليك بمثل ما حكموا على الشيخ عبد العزيز جاويش، فذلك أشرف من أن يقال بأنكم هربتهم، وما تحملتهم الهوان فى سبيل وطنكم" وختمت خطابها بقولها: "وأختم جوابى بالتوسل إليك باسم الوطنية والحرية التى تضحون كل عزيز فى سبيل نصرتها أن تعودوا وتتحملوا آلام السجن".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة