في ذكرى وفاته..

أودع جثمانه فى كنيسة بألمانيا وتاجر قماش يعيده لمصر.. آلام عودة محمد فريد

الخميس، 15 نوفمبر 2018 02:16 م
أودع جثمانه فى كنيسة بألمانيا وتاجر قماش يعيده لمصر.. آلام عودة محمد فريد الزعيم محمد فريد
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى 15 يناير 1919 غادر دنيانا أبو النقابات العمالية، ومؤسس أول نقابة مصرية الزعيم محمد فريد، بعد رحلة طويلة وجهاد أطول من أجل القضايا العمالية، وأنفق ثروته فى سبيل القضية المصرية، ليسجل اسمه فى سجلات زعماء الأمة المخلصين.

الغريب أن الرجل الذى عاش طيلة حياته مدافعا عن الفقراء والبسطاء، وأمضى حياته ينفق من ماله من أجلهم، رحل وحيدا وفقيرا، فى ألمانيا، بعدما نفدت كل أمواله المتبقية على العلاج فى البلد الأوروبى، حتى أن أهله وجدوا صعوبة فى عودة جثمانه من أجل دفنه فى القاهرة، كما أوصى.

المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعى، قال فى كتاب "بطل الكفاح الشهيد محمد فريد" إن الزعيم الراحل عندما رحل فى ألمانيا، كانت عودة جثمانه أمر يبدو مستحيلا، بسبب أزمة ذويه المادية، حيث تم تأبينه هناك من قبل عدد من طلابه، وعدد من الوفود الشرقية هناك، وبقى التابوت الذى حمل جثمانه وديعة لدى كنيسة ألمانيا، وظل فيها حتى نقل إلى مصر فى يونيو 1920.

يوضح "الرافعى" أن عودة الجثمان ورفات الزعيم الراحل، كانت تجول فى خواطر الكثيرين، إذ لا يليق أن تدع رفات زعيم وطنى بار ضحى من أجل الوطن بماله وروحه وديعة فى كنيسة فى ألمانيا، وتم تكوين وفد مصرى من اثنى عشر طالبا من تلامذة الزعيم محمد فريد، ليتولوا مهام نقل الرفات، لكن القدر لم يمهلهم اتمام مهمتهم، بعدما لحقوا بمعلمهم إلى الرفيق الأعلى، حيث توفوا أثر حادث قطار كان يقلهم على الحدود الإيطالية النمسوية فى طريقهم إلى ألمانيا.

شخص آخر قرر أن يقوم بهذه المهمة التى لم تكتمل، بطل مصرى آخر لم يكن من الزعماء أو من أصدقاء محمد فريد، لكنه كان وطنيا ومحبا لبلده، ويقدر إخلاص الزعيم الراحل، وكان هو تاجر القماش الحاج خليل عفيفى.

إذ يذكر المؤرخ عبد الرحمن الرافعى المهمة كانت تحتاج إلى شىء من الجهد، واعتراضها بعض العقبات، لكن ذللها الحاج خليل عفيفى، بعدما اختمرت لديه الفكرة، فأخذ ترخيصا من الحكومة المصرية لنقل الرفات، وأبحر من الإسكندرية يوم الجمعة 5 مارس قاصدا برلين، عن طريق فرنسا، ويبدو أن الصعوبات تلو الأخرى هى مصير كل من يفكر فى نقل الجثمان، فلم يكاد يصل الرجل إلى باريس حتى علم بنشوب ثورة فون كاب، فأقام فى فرنسا حتى استقرت الأوضاع، ثم سافر إلى باريس يوم 28 أبريل.

فى ألمانيا واجه الرجل صعوبة أخرى، وهى صدور قانون يمنع نقل رفات المتوفين فى الأراضى الألمانية إلى أى بلد آخر، وظل الرجل يسعى لدى الحكومة الألمانية، وساعده فى مسعاه الدكتور عبد العزيز عمران وإسماعيل بك لبيب، وسعيا لدى الحكومة الألمانية، وكذلك عاونه محمد أفندى سليمان التاجر المقيم هناك، والبارون أوبنهايم.

فى ظل هذه الأثناء كان هناك جندى فرنسى توفى فى ألمانيا، فتقدمت الحكومة هناك باستثناء لنقل جثمانه للدفن فى بلده، فوافقت الحكومة الألمانية، وهو ما استند إليه الحاج خليل من أجل عودة رفات الزعيم الراحل، وهو ما تم وأخذ ترخيصا بذلك، وتم تشييع جثمان الزعيم محمد فريد من محطة برلين فى يوم الجمعة 21 مايو 1920، ثم أقلته الباخرة حلوان التى أبحرت يوم 3 يونيو قاصدة الإسكندرية.

ووصل الجثمان فى  8 يونيو 1920، وتشكلت لجنة برعاية الأمير عمر طوسون وأحمد يحيى باشا، وتم تشييع الرفات فى جنازة شعبية مهيبة، وتقدمت الحكومة المصرية بشكر خاص ومنح الحاج خليل عفيفى وساما تكريما على موقفه الوطنى الكبير.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة