أكرم القصاص - علا الشافعي

قرى أستراليا تتحول لمقابر.. آلاف الحيوانات أحرقتها النيران والخسائر تقدر بالملايين.. السكان يحفرون خنادق لدفن الحيوانات دون ردم فى انتظار المزيد.. ومطالبات للحكومة بكشف خطط إنقاذ الاقتصاد.. صور

الأربعاء، 15 يناير 2020 02:30 م
قرى أستراليا تتحول لمقابر.. آلاف الحيوانات أحرقتها النيران والخسائر تقدر بالملايين.. السكان يحفرون خنادق لدفن الحيوانات دون ردم فى انتظار المزيد.. ومطالبات للحكومة بكشف خطط إنقاذ الاقتصاد.. صور حرائق أستراليا
كتب بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"مقبرة جماعية للحيوانات".. يبدو عنوانا مناسبا لوصف العديد من المناطق فى أستراليا، على إثر الحرائق التى التهمت الأخضر واليابس، فى الأيام الماضية، ليصبح الفلاح هو الضحية الأكبر لتلك المأساة التى تعيشها البلاد، والتى يرى قطاع كبير من المتابعين بأنها الأكبر فى تاريخ البلاد، منذ عقود طويلة من الزمن، فى ظل مخاوف كبيرة من تداعيات اقتصادية متفاقمة للكارثة الراهنة، خاصة وأن القطاع الزراعى والحيوانى يمثلان محورا مهما للاقتصاد.

 

أستراليا تعانى جراء الحرائق
أستراليا تعانى جراء الحرائق

ففى خندق تم حفره، فى إحدى القرى الأسترالية التى ضربتها النيران المندلعة منذ أسابيع، هناك أكثر من 20 رأس ماشية محترقة، ليتحول إلى مقبرة حيوانية، فى انعكاس صريح للمأساة، بينما رفض سكان القرية ردمها، حتى يمكنهم دفن حيوانات جديدة، ربما تطالهم الحرائق، وهو ما يشير إلى حجم الخسائر الكبيرة التى يتكبدها الفلاحون فى أستراليا فى المرحلة الراهنة، إلى جانب المآسى الإنسانية الكبيرة، جراء فقدان الأقارب والأحباء، الذين سعوا إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ليقدموا حياتهم ثمنا لذلك دون جدوى.

 

الأشجار لم تنجو من الحرائق
الأشجار لم تنجو من الحرائق

القرى الأسترالية تحولت إلى مقابر مفتوحة، من شأنها وضع المزيد من الضغوط على حياة سكانها فى المرحلة الحالية، فى ظل مكافحتهم للحرائق، بينما يهيمن الدخان على الأجواء، لتأتى ألاف الحيوانات الميتة، وما تتسبب فيه من روائح مزعجة لألاف السكان.

الحزن يهيمن على عائلة سالوى
الحزن يهيمن على عائلة سالوى

الخسائر التى يواجهها الفلاحون الأستراليون لا تقتصر على ثرواتهم الحيوانية، وإنما تمتد إلى مزارعهم، والتى تمثل مصدرا رئيسيا للرزق بالنسبة لهم.

القطاع الزراعى فى أستراليا تلقى ضربة قاصمة بسبب الحرائق
القطاع الزراعى فى أستراليا تلقى ضربة قاصمة بسبب الحرائق

المأساة تتجسد بوضوح فى الفلاح الأسترالى تيم سالواى، وشقيقة وارين، اللذين خسرا مزرعة الألبان، التى تمتلكها عائلتهما، بعد أن أكلتها النيران، بينما فقدا اثنين من ذويه، وهم والدهما وشقيقهما، أثناء محاولتهما المستميتة فى حماية ممتلكاتهم.

تيم سالوى أمام عدد من الحيوانات المتبقية فى مزرعته
تيم سالوى أمام عدد من الحيوانات المتبقية فى مزرعته

يقول تيم، فى تصريحات أبرزتها "رويترز" بنسختها الإنجليزية، إن الأمر يبدو فظيعا بالفعل، موضحا أنه لم يكن يتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد من السوء، بينما أشاد وارين بالجهود التى بذلها الفلاحون لحماية المزرعة، موضحا أن الجميع كان يرغب فى تقديم أقصى جهد من أجل مساعدتهم، ولكن دون جدوى، حيث تبقى الكارثة أكبر بكثير من تلك الجهود.

جانب من المواشى الناجية
جانب من المواشى الناجية

التحديات التى يواجهها الفلاحون فى أستراليا، تبدو هائلة، فالأمر لا يقتصر على خسارة المزارع أو الحيوانات، وإنما يمتد إلى الآلات، والأشجار، والأراضى الزراعية، بالإضافة إلى الحظائر والجرارات الزراعية.

حيوانات أستراليا أكبر ضحايا الحرائق
حيوانات أستراليا أكبر ضحايا الحرائق

عائلة سالوى فقدت 170 بقرة، من بينهم واحدة لم تمت، إلا أن إصابتها كانت شديدة للغاية، مما دفعهم إلى إطلاق النار عليها، حيث تبلغ خسائرها من الماشية فقط ما يزيد عن 207 ألف دولار أمريكى.

سالوى فقد والده وشقيقه و170 رأسا من الماشية
سالوى فقد والده وشقيقه و170 رأسا من الماشية

دفن الماشية التى ماتت جراء الحرائق استغرق الكثير من الوقت والجهد، حيث أن عملية دفن 145 رأسا من الماشية استغرقت يوما كاملا، حيث أن هناك العديد من الماشية التى بقت حية، رغم النيران، إلا أن إصاباتها كانت بالغة للغاية، مما دفع الفلاحين إلى إطلاق النار عليها فى نهاية المطاف.

صاحب مزرعة يتأمل المشهد فى حسرة
صاحب مزرعة يتأمل المشهد فى حسرة

يقول تيم "سنوات عدة.. كنا نعمل من أجل بقاء هذه الحيوانات، ولكنهم ماتوا جميعا فى النهاية، ومات معهم الحلم الذى عاشوا من أجله لسنوات."

قرى أستراليا تحولت إلى مقابر جماعية للحيوانات
قرى أستراليا تحولت إلى مقابر جماعية للحيوانات

وهنا تبدو العضلة التى تواجه الاقتصاد الأسترالى، حيث تبقى الصناعة أحد أهم الموارد التى ينبغى الاعتماد عليها، بعد الدمار الذى لحق بالقطاع الزراعى، إلا أن الاعتماد على الوقود الأحفورى، يمثل تهديدا صريحا فى المرحلة الحالية، خاصة وأن الحرائق المتفاقمة ترجع فى الأساس للتغير المناخى، وهو ما يزيد التحديات التى تواجهها البلاد ويطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل الاقتصاد فى أستراليا.

محاولات الانقاذ المستميته فشلت فى الحفاظ على مئات المواشى
محاولات الانقاذ المستميته فشلت فى الحفاظ على مئات المواشى

يقول تونى ألين، وهو عمدة سابق فى الحكومة الأسترالية، إن الأزمة هى بمثابة دعوة للاستيقاظ بالنسبة لصانعى القرار، حيث ينبغى أن يقدموا ما لديهم من خطط لمواجهة التحديات فى المرحلة المقبلة، خاصة بعد الخسائر الكبيرة التى يواجهها قطاع الزراعة، جراء الحرائق القاتلة.

مزرعة أكلتها النيران
مزرعة أكلتها النيران
مشهد مأساوى يجتاح أستراليا
مشهد مأساوى يجتاح أستراليا
مواشى أستراليا تخشى المجهول
مواشى أستراليا تخشى المجهول

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة