أكرم القصاص - علا الشافعي

بخط أيد الزعيم.. تفاصيل خطابات جمال عبد الناصر لوالده خلال فترة دراسته بالكلية الحربية وعمله ضابطا بالجيش.. الرئيس الراحل يسأل عن أجرة الترزى ويطلب من أبيه أن يرسل عمه للاستعلام عن ميعاد التخرج

الأربعاء، 15 يناير 2020 01:42 ص
بخط أيد الزعيم.. تفاصيل خطابات جمال عبد الناصر لوالده خلال فترة دراسته بالكلية الحربية وعمله ضابطا بالجيش.. الرئيس الراحل يسأل عن أجرة الترزى ويطلب من أبيه أن يرسل عمه للاستعلام عن ميعاد التخرج جمال عبد الناصر ومراسلاته لوالديه
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

عم جمال عبد الناصر هو الشخص الذى يعد همزة الوصل بينه وبين والده

عبد الناصر كان حريص على معركة أخبار أسرته بشكل دائم رغم ظروف عمله الصعبة وأعرب عن قلقه الكبير بعد معرفة مرض والده

الرئيس الراحل كان حريصا على أن يسلم على أشقاءه فى الخطابات المرسلة إلى والده

جمال عبد الناصر حرص فى خطاباته لوالده أن يبدأها بـ"تقبيل الأيدى"

الرئيس الراحل فى رسالة لـ"والده": استلفت سرير من أحد أصدقائى ومستريح جدا

كلنا نعرف جمال عبد الناصر، هذا الزعيم الذى لم ولن ينساه المصريين والشعوب العربية والأفريقية بل والعالم أجمع، هذا القائد الشجاع الذى تمكن من تخليص بلاده من حكم الملكية وسياسة الإقطاع، وان يعيد لمصر مكانتها الإقليمية والدولية، وأن يخوض حربا ضخمة لتأميم أحد أهم شركات الملاحة على مستوى العالم وهى شركة قناة السويس البحرية، كلنا يعلم إنجازاته لمصر وللشعوب الساعية نحو التحرر، كما نتذكر جمعا خطبه القوية التى تنحاز للفقراء وتحارب الفساد والإقطاع، إلا أن كثير منا لا يعرف جمال عبد الناصر الإنسان الشخص الذى كان يمثل مستقبل عائلته منذ انضمامه للكلية الحربية، والظروف الصعبة التى عاشها وصداقاته التى كونها أثناء دراسته بتلك الكلية، وأحلامه وتطلعاته.

"اليوم السابع"، حصلت على نصوص وثائق بخط يد الرئيس الراحل وأسرته ، وهى رسائل متبادلة بينهما خلال فترة دراسته بالكلية الحربية وعمله ضابطا بالجيش المصرى خلال نهاية فترة الثلاثينيات وبداية فترة الأربعينيات من القرن الماضى، تكشف الجانب الخفى من حياة الرئيس الراحل، وكيف كانت علاقته بأسرته عندما كان طالبا بالكلية والحرية وخلال عمله ضابط فى الجيش.

أولى تلك الخطابات التى أرسلها جمال عبد الناصر خلال فترة دراسته للكلية الحربية كانت لوالده عبد الناصر حسين، حيث طالبه بإرسال مصاريف له، حيث قال فى رسالته لوالده والتى يبدو أنها كانت خلال بداية التحاقه بالكلية الحربية :"بعد تقبيل أياديكم الكريمة.. أرجو أن تكون متمتعا بالصحة والعافية.أعرفك إنى لن أخرج هذا الأسبوع وأرجو ارسال المصاريف غدا؛ لأن آخر ميعاد كان أمس ..وأرجو ارسال فلوس الغسيل، وتكلف عمى بالذهاب الى البشارى أفندى ويسأله عن ميعاد التخرج؛ لأنى علمت أنه فى أول مايو، ويفكره بمسألة السوارى ..ولا بد من إرسال المصاريف غدا.

من خلال الرسالة ينكشف أن عم جمال عبد الناصر كان هو الشخص الذى يعد همزة الوصل بينه وبين والده كما يكشف حجم الارتباط الكبير بين عبد الناصر وعمه، وكيف كان لعمه دور فى حياته خلال فترة دراسته بالكلية الحربية.

الرسالة الثانية أيضا كانت من جمال عبد الناصر لوالده ، إلا أنها يبدو فيها عبد الناصر حزينا قلقا للغاية، ولما لا وهو قد وصله جواب ابيه يقول له إنه مريض، ليؤكد عبد الناصر خلال الرسالة حالة الحزن الشديدة وهو ما يؤكد حالة الارتباط الكبيرة لجمال عبد الناصر بوالده وليس كما كان يزعم أنه كان على خلافات مع والده حيث قال فى جوابه لوالده "عبد الناصر حسين": .. وصلنى جوابك اليوم، وحقا لقد صدمت صدمة شديدة عندما قرأته.. ولم أكن  أعلم أن المرض شديد كهذا، وأرجو من الله أن يمن عليك بالشفاء..والحقيقة إن اليوم كان أسوأ يوم يمر على فى حياتى؛ فقد قرأت الجواب جملة مرات قبل أن أتفهم ما فيه.. وأرجو أن يصلنى جواب بسرعة عن تقرير الطبيب لأنى مضطرب جدا.

الرسالة الثالثة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر لأبيه، تؤكد أن الزعيم الراحل كان حريص للغاية على أن يكون متواجدا بين عائلته ولكن الظروف أحيانا خلال دراسته بالكلية الحربية كانت تمنعه، وكان دائما ما يبدأ جمال عبد الناصر خطاباته لوالده بتقبيل الأيدى وهو ما يدل على مدى احترامه لمكانه والده حيث يقول فى الخطاب :" بعد تقبيل أياديكم أرجو أن تكون والعائلة متمتعين بالصحة والعافية ..كان عشمى أن أكون طرفكم هذا الأسبوع ، ولكن حصلت ظروف استدعت أن أبقى بالمدرسة؛ إذ أن النوبتجى مرض وأنا التالى له، فتقدمت نوبتجيتى وصارت هذا الأسبوع بدل الأسبوع القادم ..أرجو أن تكلف عز العرب أو الليثى بأن يحضر البجامة من عند أنور حنفى، ويدفع له أجرة التفصيل.. وختاما تقبل تحياتى وسلامى للجميع.

الرئيس الراحل كان حريصا على أن يطمئن على صحة والده رغم انشغاله بالدراسة فى الكلية الحربية، فلم يمنعه هذا من إرسال جواب آخر إلى ابيه يطالبه بأن يطمنه على صحته حيث يقول له فى الخطاب :"أهديك سلامى وأقبل أياديك الكريمة وأرجو أن تكون فى أحسن الأحوال.. لم تصلنى منك جوابات من مدة، وقد شغلنى ذلك جدا خصوصا وأنك كنت مريض..أرجو أن يصلنى ما يطمئنى.

الرئيس الراحل كان حريصا على أن يخبره أهله وبالتحديد والده بكل جديد يحدث له خلال عمله ضابطا بالجيش المصرى، وهو ما ظهر فى خطابه إلى والده يخطره فيه بوصوله إلى مدينة منقباد بمحافظة أسيوط تلك المحافظة التى ينتمى لها عام 1938، وينقل إليه انطباعاته عن المحافظة حيث يقول فى الخطاب: بعد تقبيل أياديكم الكريمة.. أعرفك إنى وصلت أمس الى منقباد وقلبى يلهج بالشكر لكم.. وقد بقينا أمس بدون شغل..وقد استلفت سرير من أحد أصدقائى.. ومستريح جدا . العفش وصل أمس، وقد أرسلنا اليوم لاستلامه لأن المحطة تبعد عن القشلاق حوالى 3 ك، قد ذهبت أمس لأسيوط لاشتراء ملابس العاب. وأعرفك إن البلد مش كويسة قوى فهى أقل من طنطا..أرجو عند استلام الأشياء المرسلة من المحلة أن ترسل "البقجة" فقط، ولا ترسل الكرسى؛ اذ أنى لست فى حاجة اليه. أعرفك أن الفلوس التى معى كفاية جدا، فلا تكون مشغول من هذه الجهة.. وختاما أرجو أن تتقبل تحياتى وأشواقى.

الرئيس الراحل كان حريصا على أن يسلم على أشقائه حيث يقول فى نهاية خطابه لوالده :" أرجو أن ترسل لى عنوان أحمد أفندى رشدى؛ حتى أستطيع أن أرد عليه.. سلامى الى عز العرب – شقيقه –".

خطاب آخر من جمال عبد الناصر إلى والده، يعود تاريخه إلى 6 نوفمبر 1938 يتحدث فيه عن استغرابه لأفعال الترزى الذى يفصل له البدلة، ويحكى لوالده عن طريقة تعامل الترزى مع باقى الضباط، حيث يقول فى خطابه لوالده :" وصلنى جوابك وإنى استغربت جدا لمسلك الترزى؛ اذ أنه أخذ 2.5 ﺠ مقدم من ضابط عندنا، دفع ذلك وفصل له وأرسل له البدل بنفسه، ووأظن أن ما عمله كان بسبب مثابرتنا على الدفع.. فأنا معى ضابط لم يسدد له أى شىء للآن، وفصل الشتوى فى محل آخر، مرسول طيه مبلغ جنيه حسب الطلب. وأنا منتظر الملابس بفارغ صبر وخايف من تأخيرها.. فأرجو سرعة ارسالها ولك شكرى وسلامى للجميع.

الرئيس الراحل كان حريصا للغاية على أن يستشير والده فى كل ما يفعله، من بينها خطاب يستشيره فى المبادلة مع ملازم فى الأورطة الثانية بالعريش لفرق الماهية، حيث يقول لوالده فى الخطاب: أقبل أياديكم الكريمة وكل عام وحضرتكم بخير.. وأرجو أن تكون متمتعا بالصحة والعافية مع العائلة جميعها وتكونوا مبسوطين.. ربما أحضر طرفكم يوم 7 نوفمبر، وأمكث 4 أيام إجازة محلية..  لا أعلم ولم يصلنى أى خبر عن نقل الأورطة إلى إسكندرية.. ومش عارف ازاى البشارى علم بذلك. لقد أرسلت لعمى أن هناك 12 محلا فى الصبانة خالين فإذا عملنا جهودنا قليلا ربما أفوز بمحل.. أريد أن أستشيرك .. هناك ملازم فى الأورطة الثامنة بالعريش يريد المبادلة معى.. فما رأيك؟ مع العلم بأن ماهية العريش تزيد 140 قرشاً.. وأنا عندى العريش ومنقباد سيان.. أرسلت جواب اليوم لأحمد أفندى الصحن أهنئه بالنجاح.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة