حذرت مجموعة من الاتحادات التجارية الرائدة فى العالم من اليابان إلى الولايات المتحدة بريطانيا من الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية.
وتقول المنظمات، التى تمثل ثمانى دول، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بدون صفقة "سيخلق اضطرابًا كبيرًا للشركات والعمال والمزارعين والمنظمين" وجعلهم "يشعرون بقلق بالغ".
وكشفت الخطاب المشترك ، الذى نسقته غرفة التجارة الأمريكية، لأول مرة عن الأضرار التى قد تلحق بموقف بريطانيا من دائرة الأعمال العالمية، وقالوا إن الشركات من الدول الموقعة استثمرت 48 مليار جنيه إسترلينى فى المملكة المتحدة فى عام 2017 ، لكن الإنفاق المستقبلى سيكون فى خطر.
ودعوا إلى "اتفاق يتضمن فترة انتقالية ذات مغزى" ، ردا على المناقشات التى قدمتها مجموعات الأعمال فى المملكة المتحدة.
واعتبرت صحيفة "التايمز" أن الخطاب يزيد من المخاطر، خاصة أنه يمثل الشركات الأمريكية، ويحذر من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى الفوضوى سيعرض للخطر قدرة المملكة المتحدة على إبرام الصفقات التجارية.
كما زعمت المنظمات "إن الابتعاد المفاجئ عن التزامات المعاهدات مع أكبر شريك تجارى لها –واشنطن- يرسل أيضاً إشارات تتعلق بالأخرين الذين يفكرون فى الاتفاقيات الثنائية فى المستقبل".
بالإضافة إلى الولايات المتحدة ، فإن اتحادات الأعمال الأخرى الممثلة هى من أستراليا والبرازيل وكندا ومصر ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، وكلها تأمل المملكة المتحدة فى عقد صفقات تجارية معها فى المستقبل.
وكتبوا "يمثل احتمال انتظار فترات طويلة على الحدود، والقيود المفروضة على عمليات نقل العمال داخل الشركات، وتفتيت اللوائح والمعايير، والشكوك حول التدفق الحر للبيانات والتجارة الإلكترونية، مخاطر كبيرة".
"ستضطر الشركات إلى اتخاذ قرارات بشأن سلاسل التوريد والاستثمارات في المملكة المتحدة دون معرفة ماهية شروط التجارة المستقبلية، تغييرات محتملة كبيرة على سياسة الهجرة فى المملكة المتحدة تثير المخاوف كذلك ".
وأوضحت "التايمز" أن الرسالة صدرت في يوم أخر من الاضطرابات فى أسواق العملات، انخفض خلالها الجنيه الإسترلينى إلى أقل من 1.20 دولار إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات عند 1.1959 دولار قبل أن يتعافى إلى 1.2083 دولار بعد انشقاق عضو في حزب المحافظين إلى حزب الليبراليين، وهو ما كلف رئيس الوزراء بوريس جونسون، أغلبيته البرلمانية.
يقول أوليفر هارفى، المحلل في دويتشه بنك، إن احتمال أن يصبح جيريمى كوربين رئيسًا للوزراء أمر غير وارد، وقال "إننا نرى أن حجم الضرر الاقتصادى الناجم عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة أعلى بكثير من السياسات المقترحة في البيان الأخير لحزب العمال".
وأوضحت الصحيفة، أن جونسون فى مواجهة مع البرلمان لضمان عدم وجود صفقة حقيقية، وأظهر بحث منفصل من الأمم المتحدة أمس أن عدم وجود صفقة سيكلف المملكة المتحدة "ما لا يقل عن 16 مليار دولار" فى الصادرات.
جاءت الرسالة فى الوقت الذى حذرت فيه إحدى الشركات الرائدة فى مجال التحليلات العالمية من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة يرفع خطر ممارسة الأعمال التجارية في المملكة المتحدة إلى مستويات قياسية.
قامت شركة Dun & Bradstreet ، شركة البيانات الأمريكية التي تقدم المشورة للشركات بشأن قرارات الاستثمار ، بخفض "تصنيف المخاطر" في المملكة المتحدة إلى DB3A ، وهو أدنى مستوى منذ بدء السجلات في عام 1994 ، بعد أن كان DB2D.
يحول التصنيف الجديد المملكة المتحدة من "منخفضة المخاطر" إلى دولة "متوسطة الخطورة" ، إلى جانب إسرائيل وإيرلندا ، ويجعلها أقل جاذبية من حيث الاستثمار بالمقارنة مع 23 من 132 دولة تراقبها شركة Dun & Bradstreet ، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وسلوفاكيا و تايوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة