لا تزال قضية عودة المقاتلين الأجانب لدى داعش وأبنائهم الكابوس الذى يؤرق القارة العجوز التى تعرضت على مدار السنوات الأخيرة لعدد كبير من العمليات الإرهابية، والتى خلفت مئات القتلى والضحايا، ولعل أبرز ما يقلق سلطات أوروبا هو أن المقاتلين العائدين تلقوا بالفعل الفكر المتطرف، إضافة إلى تعلمهم القتال المسلح وتحضير المتفجرات.
وبجانب الدواعش الأجانب فهناك أطفالهم، فقد أشارت أرقام وإحصائيات متتالية تصدر عن دراسات وتحقيقات بحثية وإعلامية عالمية حول تغير أعداد هؤلاء الأطفال ومصيرهم عقب وصول قوات الأمن فى سوريا والعراق إليهم، أو عندما يتم ترحيلهم إلى بلدانهم، ولكن الأزمة لم تنته حتى الآن وما زالت التخوفات قائمة لدى الدول من هؤلاء الأطفال الذين تربوا وتشبعوا بتدريبات وعقيدة العنف التى تلقوا فى معسكرات تنظيم داعش.
ووفقاً لتقرير لقناة "الحرة"، نقلته عن وكالة أنباء عالمية، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية، أنها استعادت عددا من أطفال مقاتلى تنظيم داعش الإرهابى المحتجزين فى العراق بتهم تتعلق بالإرهاب.
وقال مصدر فى الخارجية الألمانية إن عمليات الإعادة، شملت بضعة أطفال.
وفى فرنسا،وصلت امرأتان يشتبه بانتمائهما إلى تنظيم داعش برفقة تسعة أطفال إلى مطار رواسى قرب باريس صباح الثلاثاء، عائدين من تركيا حيث جرى إيقافهم.
وقال مصدر قريب من الملف إنه بالنسبة إلى "انتماءاتهم"، لا يزال يتعين إجراء عمليات تحقق، ولكن الأمور تسير فى هذا الاتجاه". كما أوضح مصدر أن الأطفال التسعة الذين تتراوح أعمارهم بين 3 أعوام و13 عاماً، عهد بهم القضاء إلى هيئة حماية الأطفال.
ومن جهة أخرى كشف مدير جهاز الأمن الفيدرالى الروسى، ألكسندر بورتنيكوف،ابريل الماضى، أن حوالى 1500 مسلحا عادوا لدول الاتحاد الأوروبى من الشرق الأوسط، وهم عازمون على مواصلة أنشطتهم الإرهابية هناك.
وقال بورتنيكوف متحدثا فى مؤتمر لمكافحة الإرهاب الدولى: "إن الأداة الرئيسية للهياكل الإرهابية الدولية هم المسلحون الإرهابيون الأجانب، وها هم يعودون بأعداد كبيرة إلى بلدانهم الأصلية أو يستقرون فى دول أخرى بعد تدريبهم فى المعسكرات الإرهابية واكتسابهم الخبرات القتالية".
يشار إلى أن المعاملة مع العائدين من صفوف داعش، فى دول الاتحاد الأوروبى، يتم التعامل معهم بحسب التحقيق الجنائى وتقييم المخاطر، كما يتم توفير برامج إعادة تأهيل وإعادة اندماج سواء داخل السجون أو خارجها، ومن بين الإجراءات المتبعة فرض قيود على الحركة، بل وسحب جواز السفر أو رفض إصداره.
وذكر التقرير أن دول الاتحاد الأوروبى، تتبنى سياسة "كل حالة لها خصوصيتها" بالنسبة للأطفال العائدين وأغلبهم ولد فى العراق وسوريا بعد عام 2012، ففى بريطانيا، أغلب العائدين إلى بريطانيا يواجهون تحقيقات أمنيا مباشرا لمعرفة ما مروا به وتحديد حجم الخطر الذى يمثلونه وإمكانية إعادة الاستقرار الآمن لهم، وفى حالة عدم ارتكاب جريمة يتم وضعهم فى برامج مكافحة التشدد والتى تتضمن مراقبة مكثفة ودعم من متخصصين نفسيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة