أثار إعلان المتحدث باسم الداخلية الألمانية، أن من حق كل مقاتلي داعش الذين يحملون الجنسية الألمانية العودة لبرلين، عددا كبيرا من التساؤلات، مثل هل كل الدول التى لها نصيب من الدواعش ستقبل بعودة العناصر إلى بلادهم، كما أعلنت ألمانيا، وماذا سيحدث بعد العودة؟، هل سيتم سجن هؤلاء أم سيضعون تحت الرقابة مدى الحياة وخاصة أن هؤلاء الدواعش مهزومين فكريا ومنكسرين فى ميدان الحروب.
وذلك بعدما دعا الرئيس الأمريكى ترامب، بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى استعادة أكثر من 800 مقاتل من تنظيم داعش تم اعتقالهم ومحاكمتهم.
طرحنا سؤال، كيف يمكن التعامل مع عناصر الدواعش العائدة لبلادهم على باحثين وخبراء فى التيارات الإسلامية وأعضاء بمجلس النواب، وكان رفض عودة هؤلاء الدواعش هو السمة الغالبة فى إجابة من سألناهم، بينما اقترح آخرون وضعهم فى مراكز إيواء وعلاجهم نفسيا وفكريا.
مقترح باحتجاز عناصر التنظيم الإرهابى داخل مراكز الإيواء وعلاجهم نفسيا
وبدوره اقتراح إبراهيم ربيع القيادى الإخوانى السابق، والباحث فى شئون التيارات الإسلامية احتجاز العائدين من تنظيم داعش فى بلادهم بمراكز إيواء تعمل على إعادتهم مرة أخرى للمجتمع.
وقال "ربيع": "من ينضم إلى تنظيمات الإرهاب العابرة لحدود الدولة الوطنية (داعش – النصرة وغيرهما) والتي تعتبر السلاح لغة تفاهم مع أي محيط لهم هؤلاء غالبا ما يكونون مضطربين نفسيا ومعدومين فكريا وموشوهين دينيا وضائعين مهنيا وماديا وغالبا ما يكون أكثرهم من غادروا محطة المراهقة العمرية بقليل وهذه ثغرات استقطابهم وتجنيدهم في هذه التنظيمات اللعينة".
وتابع: "وعلى هذا أرى أن يكون التعامل مع العائدين منهم إلى أوطانهم يكون ذو شقين، الأول شق أمني قانونى وهذا يخضع إليه القادة والمطلوبين بالاسم للعدالة حيث يتم محاكمتهم وتنفيذ حكم القضاء فيهم أيا كان".
وقال: "وشق إنساني وقائي ويكون من خلال احتجازهم في مراكز إيواء تأهيلية يتم فيها خضوعهم لبرامج تأهيل نفسي يقوم عليه أطباء وخبراء نفسيون يعالجوهم من آثار الدمار النفسى الذي تعرضوا له، وتأهيل فكري يقوم عليه مفكرون ومثقفون يشرحون لهم معنى الحياة، وتأهيل ديني ويقوم عليه علماء دين ذوي بصيرة وخبرة حياتية رصينة يشرحون لهم صحيح الدين والاعتقاد، وتأهيل تعليمي بإتاحة الفرصة لمن لم يحصل على شهادات دراسية أو لم يكمل تعليمه باستكمال دراسته وتأهيل مهني بتعليمهم مهنة أو حرفة يرتزقون منها بعد نجاحهم في التأهيل".
محمد أبو حامد: لا يمكن عودة التعامل مع من قتل وسفك ..ونحتاج لتأهيل نفسى لمن يتبنون أفكارا متطرفة
فيما اعتبر النائب محمد أبو حامد، وكيل لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب، أنه لا يمكن عودة التعامل مع العائدين من داعش وكأن شيئا لم يكن، لافتا إلى أن من تورط فى جريمة أو قتل الأبرياء أو الاغتصاب وتفجير المؤسسات لا يمكن التسامح معه أو إعادة دمجه للمجتمع من جديد، قائلا: " لازم تتم محاكمته".
لا تصالح لمن سفك الدماء
بينما يؤكد النائب محمد الغول، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أنه لا تصالح فى الدم، ومن لوثت أيديهم بالدماء يجب محاكمتهم، ولا يمكن إعادة انخراطهم من جديد فى المجتمع، مشيرا إلى أنه من المستحيل تغيير إيدلوجيه من حمل سلاح ومصر لها تجربه فى ذلك وقت الرئيس الأسبق حسنى مبارك .
ولفت عضو لجنة حقوق الإنسان، إلى أن من يتبنون فكرا متطرفا لابد من العمل على معالجتهم فكريا والتنبه لهم، وهو ما تعمل عليه وزارة الأوقاف الآن بجلسات مكثفة فى الصعيد للجميع والتوعيه.
وأوضح أنه لابد من وجود لجان متخصصة تفحص وتتابع أصحاب الفكر المتطرف ولفترة زمنية للتأكد من عدولهم عنه قبل انخراطهم فى المجتمع .