إنها حقا عائلة ليست محترمة.. أُسر تمارس الجريمة بالوراثة.. عاطل يستعين بابنه فى السرقة بالإكراه.. وآخر يكون عائلة للاتجار بالمخدرات.. خبراء: يكونون مجتمعات مغلقة ويورثونها لأبنائهم.. المكاسب المادية وراء إغرئهم

السبت، 14 سبتمبر 2019 12:30 م
إنها حقا عائلة ليست محترمة.. أُسر تمارس الجريمة بالوراثة.. عاطل يستعين بابنه فى السرقة بالإكراه.. وآخر يكون عائلة للاتجار بالمخدرات.. خبراء: يكونون مجتمعات مغلقة ويورثونها لأبنائهم.. المكاسب المادية وراء إغرئهم مخدرات - أرشيفية
كتب بهجت أبو ضيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحولت الجريمة فى بعض العائلات، إلى ما يشبه الميراث، حيث يتناقله أفرادها من جيل لآخر، ويمارسها أفراد الأسرة، بكل أريحية، معتمدين على الخبرات المتوافرة بينهم، وطامعين فى الإغراءات والمكاسب المادية التى يحققونها، من النشاط الذى يمارسونه.

وتختار كل عائلة إجرامية نشاطا بعينه للتخصص به، والوصول فى ممارسته إلى الاحترافية، ونقل مهاراته لأفراد الأسرة، فبعض العائلات تختار ممارسة الاتجار بالمواد المخدرة، وعائلات أخرى تتخصص فى النشل، والسرقة، وتجارة الأسلحة، وعلى سبيل المثال، تخصصت عصابات الهناجرة، فى سرقة ونشل المواطنين، وأصبح الأمر متوارثا بينهم.

وتحافظ بعض العائلات ذات النشاط الإجرامى، على نفسها من الاختلاط بالمحيطين بها، وتحولت إلى مجتمعات مصغرة مغلقة، ترفض الاندماج بالمجتمع الخارجى، ولا تسمح لأفرادها بالتسلل خارجها، ويتوارث أفردها نشاط العائلة، ويتناقلونه من جيل لأخر.

ويستعين رب الأسرة، بأشقائه أو أبنائه، أو زوجته فى مساعدته على ممارسته نشاطه الإجرامى، لعدة عوامل، أهمها، الثقة التى يمنحها لهم، وتخوفه من الاعتماد على أشخاص غرباء، قد يفضحون أمره.

وخلال الاونة الأخيرة، تمكنت الأجهزة الأمنية، من ضبط عناصر إجرامية، تجمعهم روابط أسرية قوية، متورطين فى ارتكاب العديد من الجرائم، منها، ما شهدته مدينة القناطر الخيرية بالقليوبية، حيث قرر عاطل، وزوجته اللجوء لتجارة المخدرات، لتحقيق ثروة طائلة، وبدأ فى ترويج المواد المخدرة على عملائهما، اعتمد الزوج على خبرته فى المجال، ولم يجد صعوبة فى اقناع زوجته بمشاركته فى نشاطه، حتى ذات صيتهما فى الاتجار بمخدر الهيروين، ووصل إلى رجال المباحث، الذين تتبعوا تحركاتهما، وتمكنوا من ضبطهما أثناء استقلالهما سيارة ملاكى، وبحوزتهما ربع كيلو من مخدر الهيروين، وبندقية آلية، و10 طلقات، بالإضافة إلى مبلغ مالى.

وفى محافظة القليوبية، استعان عاطل بابنه، فى ارتكاب جرائم السرقة بالإكراه، خاصة سرية السيارات، واتفق مع ابنه على استدراج أحد السائقين وسرقة سيارته، توجها سويا إلى منطقة مؤسسة الزكاة، واستوقفا قائد تاكسى، وطلبا منه توصيلهما إلى المنطقة الصناعية بالعبور.

انتهز العاطل وابنه فرصة مرورهما بمنطقة هادئة، وأشهر أحدهما فرد خرطوش، ووجه تجاه رأس السائق، وأجبره على ترك السيارة، واستوليا عليها وفرا هاربين، إلا أن استغاثة السائق بقوة أمنية، تمكنت من مطاردتهما وضبط الأب، بينما تمكن الابن من الهرب.

وفى محافظة السويس، تزوج موظف من ربة منزل، لها سابقة إجرامية، متهمة فى قضية خطف، وقررا الاتجار بالمواد المخدرة، ونقل كمية كبيرة من مخدر الحشيش، عبر نفق الشهيد أحمد حمدى.

استعانت الزوجة بشقيقتها فى تنفيذ المهمة، وخبئوا 108 كيلو من مخدر الحشيش، بأماكن سرية بأبواب وحقيبة السيارة، إلا أن رجال المباحث اكتشفوا أمرهم، خلال التفتيش بنفق الشهيد أحمد حمدى، وتمكنوا من ضبطهم، وبحوزتهم المواد المخدرة.

وشكل عاطل واثنين من أبنائه عصابة للاتجار بالمواد المخدرة بالدقهلية، وبدأوا فى ترويج كافة أنواع المخدرات، من هيروين، وحشيش، وبانجو، بالإضافة إلى حيازتهم اسلحة نارية بدون ترخيص.

ضباط مباحث مركز شرطة شربين، وردت إليهم معلومات عن نشاط العصابة الأسرية، فحصلوا على إذن من النيابة، وأعدوا كمينا لأحد المتهمين، وتمكنوا من ضبطه أثناء قيادته سيارة ملاكى، وبحوزته بندقية خرطوش، و21 لفافة تحتوى على مخدر الهيروين، و450 لفافة من مخدر البانجو، بالإضافة إلى 5 طرب حشيش، و12 قطعة حشيش، ومبلغ 27 ألف جنيه.

وتم مداهمة مسكن والده وشقيقه، وتبين هروبهما، وضبط بمسكنهما 30 لفافة من مخدر البانجو، و3 أسلحة بيضاء.

ويعلق الدكتور إيهاب يوسف، خبير المخاطر الأمنية، على توارث الجريمة فى العائلة، فيقول أن النشاط والعمل الأسرى، وميراث مهنة العائلة، يتم على مدار واسع، على مستوى العالم، منه الجيد، مثل العائلات التى تكون شركات دولية، ومكاتب ومستشفيات ناجحة وشهيرة، ومنها المضر، مثل العائلات التى تمارس الجريمة، وتشتهر بها، وتتخصص فى مجال معين، مثل تجارة المخدرات، أو السرقة، أو الاتجار بالأسلحة.

أضاف خبير المخاطر الأمنية، أن الدافع وراء توارث أفراد عائلات بعينها لممارسة الجريمة، وتنقلها من جيل إلى أخر، يعود إلى الإغراءات المادية التى تقع أمام أفراد العائلة من حصيلة نشاطهم، والمكاسب السريعة والضخمة التى يحققونها، بالإضافة إلى وقوع العائلة فى دائرة الاتهام، مما يصعب على أفرادها الالتحاق بوظائف أخرى، أو عمل بعيدا عن النشاط الإجرامى للأسرة، والملاحقات الأمنية لهم، لخطورتهم على المجتمع، ورفض المحيطين بهم لقبولهم بينهم، والتعامل معهم دون النظر إلى تاريخهم الإجرامى.

وقال خبير المخاطر الأمنية، أن ممارسة الابن أو الابنة، لنشاط الأسرة الإجرامى عادة ما يتم بالاختيار ودون إجبار، حيث أن الإغراءات المادية، والمكسب السريع، يمثل دافعا لهم، لممارسة مهنة الأسرة، وتوريثها لأبنائهم.

وأكد خبير المخاطر الأمنية، أن دمج أفراد العائلة الإجرامية بالمجتمع، يحتاج إلى عدة متطلبات، منها إعلانهم التوبة، والتبرع مثلا بحصيلة ما تحصلوا عليه من نشاطهم الإجرامى للأعمال الخيرية، بالإضافة إلى ضرورة تحضير المجتمع لفكرة تقبلهم، لأن الهدف فى النهاية هو دمج المجرم السابق بين المحيطين به.

ويرى الدكتور جمال فرويز استشارى علم النفس، أن توارث أفراد العائلة للجريمة، وتكوينهم تشكيلات عصابية أسرية، يعود إلى الجينات الوراثية، والتربية التى يتلقاها الأبناء على يد الآباء، وتشكيل سلوكهم، ونقل خبراتهم الإجرامية إليهم، مما يسهل عملية دخول الأبناء فى نشاط العائلة، واندماجهم به.

ويقول فرويز أن الفرد الذى ينشأ فى أسرة تمارس نشاطا إجراميا، يجد نفسه لا يعرف أى مجال اخر لممارسته، مما يضطره إلى تقبل العمل بصحبة عائلته، خاصة أن المجتمع المحيط به، ينبذه، ويعلن تخوفه من التعامل معه، وهو ما يحول تلك الأسر الإجرامية، إلى تكوين مجتمعات مغلقة، ترفض السماح للغرباء بالدخول بينهم، خشية فضح أسرارهم.

ويشير فرويز إلى أن محاولة من الفرد الذى ينتمى لأسرة إجرامية، للخروج من محيط الأسرة، تواجه صعوبات، سواء من أفراد الأسرة نفسها، أو أفراد المجتمع المحيط به، الذين يبدون تخوفا من التواصل معه، ويجد نفسه غريبا بينهم.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة