أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئ مصطفى محمود على يكتب: لا تقتلوا الحب

السبت، 14 سبتمبر 2019 02:00 م
القارئ مصطفى محمود على يكتب: لا تقتلوا الحب الحب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحب قلعة منيعة، يعجز عن فتحها الأبطال، ولا تفتحها إلا القلوب المحبة العاشقة، فهى قلعة الروح والجمال الإنسانى فى أسمى صوره، وأروع أشكاله.

حالة الحب قد تستمر لسنين دون انقطاع ولا فتور ولا ملل، وتزدهر بمرور الأيام وتزداد بترابط العلاقة بين المحبين الولهين، وفى حالات معينة تتشابك فيها أرواح المحبين، لدرجة أن يعلم المحب ما يمر به حبيبه، ولو بينهما مسافات بخطوط الطول ودوائر العرض، وفى أحيان كثيرة لا يتحمل المحب فقدان حبيبه بموت، أو مرض، أو فراق، فترى هذا العاشق إما يموت أو يمرض أو يفارق، وكأنها روح واحدة تحركها سجايا النفس البشرية الحساسة.

لا تميت نفسك بقتل روح الحب التى بداخلك، فتتحول لشجرة انقطع عنها ماء الحياة، فتراها قائمة تنتظر سقوط مفاجئ، أو تترنح مع هبات الريح، أو الصعود عليها، فَتَقتُل وتُقتَل، ولا تتحول إلى إنسان فج المشاعر، قبيح القلب، قاسى الروح، بل كن: رؤوفا رحيما عطوفا كريما حنونا ودودا سميعا بصيرا عادلا محسنا، خذ من صفات الإله وتخلق بها، فهى الجمال كله.

 كيف نقتل الحب؟

فكما يقال، إن أول الغيث قطرة، فإن أول الجفاء كلمة تليها أخرى، وهكذا يتدفق بحر الكلمات القاتلة السامة، التى تفجر ينابيع الكره والحقد الداخلى، تحاول أن تعلو بنفسك على حبيبتك، فتتسلق وتتكبر وتخادع، ولا تعترف أن كلماتك كانت سببا فى قتلها، عاطفيا، وحسيا، وجسديا، تقتلها أول ما تقتلها بكلماتك، التى تخرج من فمك، ولم تعلم أنها أحببتك بكلماتك أيضاً، لا تفرد لنفسك سلطان الهوى، على الكائن الضعيف الذى خلق للمعانى الجميلة، وافتح حوارا لا تكون فيه موضع البطل، بل كن موضع سيدنا (عمر بن الخطاب) الذى استمع لزوجته بصوتها الرنان فى إحدى المواقف، فلم يبادلها بكلماته التى ربما تصل إلى أبعد من صوتك بكثير.

يُقتل الحب بقتل التفاهم والنقاش الجميل الهادئ، فتحلوا بالأعصاب الفولاذية وقت المشاكل، وكن هادئا إلى أبعد مدى، واسمع وتلطف بالعبارات الجميلة، كن جميلا ترى الوجود جميلا، ولا تبادلنى القول بأن اللوم على الرجل فقط، بل كونى أيتها المحبة جميلة فى أسلوبك، فى أدبك، فى أخلاقك، فى أنوثتك، فى كلامك، فقط كونى جميلة.

أتحدث عن الحب الحقيقى لفردين لا يتحملان الألم لبعضهما البعض، فإن حدث ما يعكر صفو الحياة، فلا تتفوه بكلمة لأمك أو أبوك أو أخوك أو أختك أو زميلك أو جارك أو أى إنسان، بل تحدث مع نفسك أولاً حول علاج خلل الحب الذى حدث، ولا تتعجلى أنتى أيضا فى الحديث عن أدنى مشكلة بينكما، بل اتركى الفرصة لحبيبك مرة تلو المرة تلو الأخرى، ولا تهاتفى أمك أو أبوك أو أخوك أو اختك او جارتك أو زميلتك، كونى كالصندوق الأسود منبع الأسرار كلها، فالصبر عاقبته الخير كل الخير، ومع الصبر يأتى النصر، انتصار الحب.

قال أحدهم يوما: إذا حدثت مشكلة مع من تحب فأخرج بها إلى الشارع، أو اذهب إلى حديقة واترك الأمور تهدأ رويدا رويدا، فالمشى يبدد الطاقة السلبية، ويجلب السعادة الزوجية، ورؤية الخضرة تفرج ضيق القلوب وكدرها، لا تكن جاحدا أبدا وتحلى بالحلم والأناة.

هذه لمحة حول قتل الحب، وكلنا يعرف مداخله وأسبابه فتجنبها، وانجوا بنفسك مع من تحب، ولا تخسر حبيبتك التى قد تحملت ألمك، وفقرك، ومرضك، و سوء أفعاك .، فالحياة قصيرة قصر النَفَس الذى تَتَنفْسه، ابتسم واضمم حبيبك لحضنك الدافئ، فأنت غطاء الأمان، فأنت وهى قلعة الحب.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة