القارئ محمد خضر يكتب: العلاقة الوهمية

الخميس، 12 سبتمبر 2019 02:00 م
القارئ محمد خضر يكتب: العلاقة الوهمية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نعم إنها علاقة وهمية فهذه الآلة الصماء التى نقضى أمامها الساعات يومياً لا تستطيع أبداً التعبير عن مشاعرنا وانفعالاتنا الحقيقية التى تختلج فى طيات قلوبنا وتظهر جلية على وجوهنا، فكل تلك الرسومات والوجوه التى يشاركها الناس يومياً على الإنترنت مجرد ملصقات حمقاء لا تمت إلى الواقع بصلة، بل وتعزز فى بعض الأحيان بعض التصورات الخاطئة عن الحالة المزاجية للآخرين.

وأصبح الإنسان يحيا فى عالمنا الحديث بشخصيتين مختلفتين شخصية فى العالم الافتراضى حين تنظر إلى ما تشاركه تعتقد الكثير عن ذلك الإنسان الذى تتوهم فى بعض الأحيان أنه أحكم الحكماء وفيلسوف هذا العصر وتجد له قدرة كبيرة على المجادلة والمهاجمة ففى عالم الإنترنت يتحول الجميع إلى أبطال شجعان يتفوهون بما يريدون، فهم بعيدين عن المواجهة المباشرة الحقيقية مع الأشخاص والمجتمع، ما يدفعهم إلى التجاسر فى إعلان الآراء وإسداء النصح للآخرين.

وعندما تخرج من عالم الإنترنت إلى أرض الوقع لتقابل ذلك الفيلسوف الحكيم الذى أضاع وقته الثمين فى تقييم العالم وإسداء النصح للآخرين على شبكات التوصل الاجتماعى، قد تجده شخصاً بسيطاً محدود القدرات لا يقوى على مواجهة الآخرين أو إعلان رأى وقد تجد أمامك شخصاً مستهتراً أو شخصاً مخوخ لا تجد منه غير مظهره، بينما عقله فى عطلة رسمية لا تشغله سوى أخبار الفنانين والموضة وقد تجده مجرماً بذيئاً يحمل من قاموس الكلمات الغريبة ما لا يسر المستمعين ولا يليق بالآداب العامة.

خلاصة القول إننا أصبحنا كالمصابين بانفصام الشخصية نعيش فى عالمين مختلفين بشخصيات مختلفة قد تتباعد فى تفاصيلها فى بعض الأحيان، وذلك ناجم من اندماجنا المستمر والدائم مع مختلف أنواع التكنولوجيا الحديثة التى تتنوع وتختلف يوم بعد يوم، فإما أن تنقلب علينا فى أحد الأيام أو نستيقظ من غفوتنا قبل فوات الأوان.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة