زينب عبداللاه

المصريون يسحقون الإرهاب

الأربعاء، 07 أغسطس 2019 08:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ليس هناك أبشع من تلك المشاهد والأحداث التى أعقبت التفجير الإرهابى الخسيس الذى شهده محيط معهد الأورام القومى، مرضى وأطفال وذويهم أكل السرطان الخبيث من أجسادهم وصحتهم، قبل أن يستهدفها إرهاب أكثر خسة لم يتورع فى نهش ما تبقى من هذه الأجساد الضعيفة المعذبة ليحولها إلى أشلاء متفحمة ومتناثرة.

 

أسر ذهبت لتحتفل وتفرح بعرس أبنائها، فراح أغلب أفرادها ضحية لعمل كافر فاجر جبان، لا يتورع أن يستهدف أجساد مصلين فى بيوت الله بالمساجد والكنائس أو مرضى منهكون فى المستشفيات ولا يفرقون بين طفل رضيع أو شيخ هزيل أو امرأة ضعيفة ، فالكل أمامهم فريسة وهدف يسعون لسفك دمه وتمزيقه فى حربهم القذرة المسعورة.

 

انفطرت القلوب لبشاعة الحدث وقسوة المشاهد ، ساد الحزن والألم وحاول الكثيرون بث روح الإحباط والانهزام، ولا ننكر أنه مع كل هذه البشاعة استسلم البعض لمثل هذه الروح ، ولكن سرعان ما أثبت المصريون أنهم قادرون على إزالة هذا السواد وهزيمة الأحزان وإضاءة نقاط نور وسط الظلام، فتتسع وتتسع حتى تأكل كل سواد وتسحق أى إرهاب.

 

هكذا لم تكن الصورة كلها سوداء، أضاءها ملايين المصريين المخلصين ومن يحبون مصر وشعبها، فقراء وأغنياء، كبار وصغار.

 

أضاءها بجسده وروحه موظف أمن بسيط لاحق سيارة الإرهابى التى تحمل المتفجرات عندما مرت عكس الطريق فانفجرت ليتحول الموظف البسيط إلى أشلاء وتصعد روحه شهيدا طاهرا إلى السماء.

 

أضاءها ملايين المصريين الذين انتفضوا للتبرع بالدماء والأموال لإنقاذ الضحايا وإعادة إصلاح وبناء معهد الأورام وسارعوا لنجدة المرضى وتقديم كل أشكال المساعدة والدعم لأسرهم.

 

أضاءها رجال أعمال وطنيون لم تلههم تجارة ولا بيع عن الإحساس بأوجاع أبناء وطنهم وعن تقديم ما يمكنهم تقديمه للتخفيف من حجم المأساة.

أضاءها من يحبون مصر وأهلها ومنهم الشيخ محمد بن زايد الذى سارع بعد الحادث مباشرة للتبرع بمبلغ 50 مليون جنيه لصالح المعهد القومى للأورام.

أضاءها أبناء مصر الأبرار ومنهم الابن البار محمد صلاح الذى تبرع بمبلغ 3 مليون دولار لإعادة ترميم المعهد.

أضاءها عمال ومهندسون أشداء من العاملين بشركة المقاولين العرب الذين سارعوا فور الحاث لإصلاح ما أفسده الإرهاب وترميم المعهد ، وكان وجودهم بعد الحادث يعيد الأمل فى نفوس كل من يراهم بأن مصر لن يهزمها إرهاب خسيس طالما يعمرها رجال أشداء قادرون على البناء والتعمير.

هكذا انطلق النور ليهزم النيران التى أرادت أن تحرق قلوب المصريين، وهكذا اتسعت نقاط الضوء لتزيل سواد الإرهاب وآثاره ، وهكذا ستظل مصر وأبنائها منتصرون قادرون على لملمة الجراح وإعادة البناء وسحق الإرهاب.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة