القارئ عمرو رضا حسيب يكتب: حُرية مُطلَقة.. ولكن

الجمعة، 30 أغسطس 2019 11:00 ص
القارئ عمرو رضا حسيب يكتب: حُرية مُطلَقة.. ولكن شاب وفتاة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

النسبية؛ ما أريد أن تقتنعوا به هو النسبية، حتى إن حياتنا قائمة على النسبية، فإذا اقتنعنا أن كل شىء فى حياتنا نسبى وغير مبنى على المقياس المطلق، حينها سنشعر أننا نحتاج أن نُمعِن التفكير فى معظم أفعالنا التى تريح ضمائرنا ظناً منا أننا لا نخطئ وأننا نسير وفقاً لما حدده منهجنا الدينى، ولكن هل هذا يدعو حقاً إلى التفكير مرة أخرى أم فقط سَنُقنع أنفسنا أن كل إنسان حر فى قرارته ولا يجب عليه مراعاة حقوق الآخرين؟

الحرية المطلقة - من وجهة نظرى- هى جزء لا يتجزأ من منهج ”مسرح العَبث”، الذى سار عليه أحد الكتاب العظماء صمويل بيكيت، فالحرية المطلقة مبدأ يناقض نفسه لمن يؤمن به؛ فعلى الرغم أن الإنسان حر يمارس حقوقة بأريحية بشرط أن لا يتعدى حدوده ولا حدود القيود والثوابت الاجتماعية، إلا أن الإنسان لا يعيش فى مجتمعه وحده ولا يحق له أن يقتنع أشد الاقتناع أنه حر فى كل أفعاله دون مراعاة حقوق الآخرين ولا قوانين المجتمع الذى يعيش فيه.

الله رزقنا بالعقل لنستغله للتفكير وهذا ما يميزنا عن باقى المخلوقات وحين يقتنع الإنسان أنه حر فيما يفعل سنتحول تلقائياً إلى حيوانات عقيمة التفكيرلا تؤمن بمعايير الصواب والخطأ أو الخير والشر كما قال الفيلسوف الهولندى باروخ سبينوزا.

دعونا نلقى نظرة على الكون لنجد أنه لا يوجد هناك قاعدة متحررة بشكل تام من حدودها، كل شئ مُحاط بقيود تحفظه وتمنعه من تجاوز حدوده. من ناحية أخرى -كما كنا نقول- مقولة أن "الحرية مُطلَقة" تناقض نفسها بنفسها؛ حيث أن كل مواطن سيكون حر فى رفضه لمقولة أن الحرية مطلقة بمعنى أن وجود مبدأ الحرية المطلقة يُعطى الإنسان الحق فى رفصه لحقوق الغير. لدرجة أننى أرى بعض المفكرين يؤمنون أن تلك القيود نسبية ولا تُعَمم على كل المواطنين، ولكنهم لا يدركون أن حتى مقولتهم تلك تعد نسبية وهذا يعطى الحرية لمن يسمعهم أن لا نؤمن بها كذلك.

لذلك لابد أن يكون هناك ثوابت نسير وفقاً لها، فالله رزقنا بنعمة العقل ثم أرسل بعد ذلك مناهج دينية فى حالة تشتت أفكار هذا العقل ليمكنه من تحديد القيم التى تؤكد أفكاره أو تنفيها لعدم صحتها فهذا يعنى أن تفاعل العقل مع الدين ينتج قيم أو معايير نحتكم لها كمجتمع ولذلك فعلينا جميعاً أن نلتزم بالقيم والمعايير حتى يترابط المجتمع ويستطيع التواصل.

وفى النهاية أقول أن الحرية ليست مطلقة، ولكن القيم والمعايير التى يجب أن يسير عليها المواطن هى المطلقة لإنها مزيج بين المنهج الدينى والثوابت الاجتماعية.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة