"اقفش أسطورة".. باحث قبطى ينقب فى تاريخ القديسين ويكشف: مارجرجس لم يقتل التنين والأيقونة خيال شعبى.. فلومينيا شخصية وهمية نتاج راهبة إيطالية وجدت عظامها مدفونة والفاتيكان حذفها من قوائم القديسين

الجمعة، 30 أغسطس 2019 11:30 م
"اقفش أسطورة".. باحث قبطى ينقب فى تاريخ القديسين ويكشف: مارجرجس لم يقتل التنين والأيقونة خيال شعبى.. فلومينيا شخصية وهمية نتاج راهبة إيطالية وجدت عظامها مدفونة والفاتيكان حذفها من قوائم القديسين أيقونة مارجرجس الرومانى - أرشيفية
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أطلق ماركو الأمين، الباحث المتخصص فى التراث المسيحى والميثولوجيا القبطية، سلسلة كتابات تحت عنوان "اقفش أسطورة"، أراد من خلالها تقديم معرفة علمية بطريقة مبسطة للأقباط عن سير القديسين وما يشاع عنهم من حكايات بعضها أسطورية لا تمت للواقع بصلة.

 

الأمين الباحث المتخصص فى التراث القبطى قال إن الأيقونة الشهيرة التى تصور القديس مارجرجس الرومانى وهو يقتل تنينًا فى معركة، مجرد أسطورة من إنتاج الخيال الشعبى انتشرت فى العالم كله.

 

الأمين، الحاصل على دبلومة التراث العربى المسيحى ويعمل باحثا متخصصا فى الميثولوجيا، قال إن الشهيد جيورجيوس والمعروف عند الأقباط بمارجرجس الرومانى وهو شفيع دولة إنجلترا بل أن دولة جورجيا سميت على اسمه، له قصة شهيرة متداولة تروى أن تنينا كان يخيف أهل مدينة ما ولم يعرف هل هى كبادوكيا أم إحدى مدن ليبيا.

 

واستكمل الأمين فى تصريحات خاصة: طبقا للأسطورة المصرية القديمة التى تعود لحوالى 4000 سنة قبل الميلاد فإن إله الشمس رع والإله الأكبر عند المصريين القدماء كان يعادى أبيب إله الفوضى، وأبيب يرسم على شكلين إما حية أو ثعبان طويل جدا أو تمساح، وذلك وفقا لمخطوطات وجداريات كانت تصور رع وهو يقتل أبيب بالحربة.

 

وواصل الأمين: لدينا مجسم من حوالى القرن الرابع الميلادى للإله حورس يمتطى حصانا ويقتل أبيب الذى اتخذ شكل التمساح ثم بدأت تلك الأسطورة فى الانتقال رويدا لكل ديانات الشرق والغرب كرمز للحرب بين الخير والشر، ومنها ظهر ما يعرف باسم أيقونة الفرسان الثراكيين وهى أيقونة ومنحوتة رومانية وثنية لتكريم الفرسان الرومانيين عبارة عن فارس يمتطى حصانا ويقتل حية أو تمساح.

 

وأوضح: ومن هذه الأيقونة وتحديدا فى القرن الثامن الميلادى تقريبا أو السابع بدأ تصوير الشهداء المسيحيين أصحاب الخلفية العسكرية بنفس الطريقة وقد كان الشهيد ثيؤدور تيرو المعروف عند الأقباط بالأمير تاوضروس المشرقى أول شهيد قيل عنه إنه قاتل تنينا ثم بعد ذلك انتقلت القصة لسيرة الشهيد ثيؤدور ستراتلتيس المعروف عند الأقباط بالأمير تادرس الشطبى، ومنها لأسطورة الشهيد جيؤورجيوس والشهيد ديمتريوس المفيض الطيب.

 

واستطرد الباحث فى التراث القبطى: فى القرن العاشر انتشرت الأسطورة فى الشرق الخلقيدونى، ولما جاءت الحملات الصليبية بعدها بقرن وأكثر أخذوا عن الشرقيين تلك الأسطورة ونقلوها لأوروبا كلها، ومع بزوغ فجر الإمبراطورية الرومانية انتشر تكريم مار جرجس فى العالم كله لأنه شفيع المملكة الإنجليزية.

 

وعلى مستوى القديسات من النساء، تناول الأمين سيرة القديسة فيلومينا العجائبية التى يشاع إنها استشهدت فى عهد دقلديانوس أشهر ملوك اضطهاد الأقباط، وقد كانت فى عمر الـ14 وانتشر حبها بين الأقباط خاصة أنها رسمت فى صورة بنت ذات ملامح رقيقة.

 

ويسرد الأمين: سنة 1802 كانت أعمال الحفر والاكتشاف قائمة فى سراديب روما وتم اكتشاف مقبرة مغطاة بثلاثة 3 قطع من الحجارة مكتوب عليها باللاتينية LUMENA – PAX TE – CUM FI.

 

 Pax Tecum Filumena وتعنى السلام لك فيلومينا وكلمة فيلومينا لها معنى فى اليونانى يعنى المحبوبة أو حسب الأسطورة اللاتينية معناها بنت النور، وعلى الحجارة نقوش لمرساة وأسهم وزعف، مضيفًا: داخل المقبرة وجدوا جمجمة بالفحص تبين إنها لأنثى فى سن حوالى 12-14 سنه معها إناء يحوى دمًا متجمدًا.

 

وتابع الأمين: افترضوا أن هذه البقايا تخص شهيدة تدعى فيلومينا استشهدت وقت اضطهاد دقلديانوس وفى سنة 1805 انتقلت من روما لمدينة Mugnano ومن هنا نسبت قصص وعجائب للرفات.

 

واستطرد: قبل عام 1833 جاءت راهبة دومنيكانية اسمها Maria Luisa di Gesù وقالت إنها صلت والقديسة ظهرت لها وحكت لها إنها كانت بنت أمير والملك أعجب بها واستشهدت بعد عذابات كثيرة فى عمر ١٤ سنة.

 

وكشف الأمين أن الكنيسة الرومانية لم تدرج تلك الشخصية ضمن قائمة شهدائها، ولكنها سمحت بالاحتفال بها فى بعض المناطق، وفى عام 1961 صدر أمر بحذف اسمها من جميع النذكارات والكتب الليتورجية بسبب مجهودات العلماء وأبحاثهم التى شككت فى كل ما نسب لها.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة