رغبات الإنسان قد تكون خفية فى النفوس، فيسعى الإنسان للتحكم بها أو ينفلت الزمام فتتكشف امام جلية الناس وليس هذا فقط بل تؤذيهم وتنتهك حقوقهم، حتى اصبح مجتمعنا مليئا بظواهر فاسدة بعيدة عن القيم وعلى رأسها ظاهرة" التحرش" .
التحرش هو تعدٍ أو فعل مرفوض من النوع النفسى أو الجنسى أو اللفظى أو الجسدى الذى ينتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح أو التهديد أو الخوف.
وترجع هذه الظاهرة إلى العديد من الأسباب، فعندما أصبح الهم الأول والأخير عند الناس هى لقمة العيش بسبب الغلاء والخوف من مستقبل مجهول اصبح الإنسان لا يجد لنفسه متنفساً لرغباته المكبوتة.
أو بالأحرى لا يستطيع التحكم بها أو كبحها, فكثيراً ما يسير الإنسان عاجزاً عن السيطرة على نزواته القلبية,كما يقول ابن القيم الجوزية فى كتابه: "إلجموا نزوات القلوب بنظرات العقول".
حيث ان الاسباب بدأت منذ الطفولة عندما تهاونت الأسر فى ترسيخ المبادئ و القيم فى العقول,فينمو الطفل وتتزايد معه رغباته النفسية والجسدية والجنسية التى لم تُوجه من الأهل للمكان الصحيح.
من الطبيعى جدًا الشعور بالرغبة الجنسية والتى تساعد الجسم والمشاعر على النضوج للوصول إلى مرحلة الاستعداد النفسى للزواج، ولكن هنا المشكلة تكمن عندما لا يفهم الإنسان رغباته وكيفية التحكم فيها و إدارتها.
يخرج الطفل الذى أصبح شابًّا إلى الشارع فيجد أمامه مغريات لم يكن يتوقعها، وهنا تأتى مشكلة العجز عن التحكم فى الذات والرغبات، ويليها تهاون السلطات العامة فى عقوبات المتحرشين؛ حتى أصبح التحرش ليس بالشئ الجسيم الذى يحتاج إلى عقوبات فورية وفعالة تحقق الردع الخاص والعام.
لم يقتصر التحرش على المضايقات فى الشوارع أو على شبكات التواصل الاجتماعى بل على المدير الذى يستغل نفوذه فى فعل ما يريد مع موظفيه أو على بعض الفتيات التى تقدم تنازلات جنسية من أجل ترقية أو فرصة عمل، فأصبحنا فى مجتمع يضعنا تحت هذه الضغوطات كل يوم ويجعل التنازل أمرًا واجبًا وسهلا يحدث للحصول على المُراد تحت ما يُسمى خطأً بأن الغاية تبرر الوسيلة.
بعد ترقب نظرات الشباب فى الشوارع (فى صمت) ورد أفعال البنات توصلت "للزتونة" وهى ظاهرة التحرش التى تتلخص فى :
-شباب انعدمت قيمهم ومكبوتين عاطفيًّا وجنسيًّا أو مرضى نفسيين.
-فتيات تقبل وتتنازل عن المدافعة أو للأسف تكون هى ذات نفسها عامل مساعد ومحفز للشباب على التحرش .
عدم تيسير الزواج.
وفى نهاية الطريق ترقبت من يحومون حول المرأة فى الشوارع و استنتجت أن العقوبات والقوانين التى تحِد أو تمنع هذه الظاهرة نجدها أحيانا وأحيانا اخرى لا تطبق لذلك , بعيدا عن اى حلول خارجية فقد يكمن الحل الفعال من ضمير و قلب وعقل كل شخص منفردا عن الاخر بأنه لن يكون جزءا من ظاهرة التحرش .
"لن أشارك فى ظاهرة التحرش"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة