هل طلبت فرنسا من الدولة العثمانية غزو المجر فى القرن الـ 16؟

الأربعاء، 21 أغسطس 2019 09:00 م
هل طلبت فرنسا من الدولة العثمانية غزو المجر فى القرن الـ 16؟ سليمان القانونى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى 21 أغسطس من عام 1541 قام الجيش العثمانى بقيادة  سليمان القانوني بإنهاء حصار بودا وتمكن من السيطرة على المجر لمدة 150 عاما.. فما قصة ذلك.
 
تقول الكتب ومنها "سليمان القانونى.. سلطان البرين والبحرين" ما مفاده أن أنظار السلطان سليمان القانونى اتجهت إلى بلاد المجر بعد تدهور العلاقات معها، وكذلك دارت مع الفرنسيين مراسلات وقد تقدموا بطلب عند السلطان لكى يهاجم المجر لإضعاف ملك شارلكان ورفع شيء من الضغط عن الفرنسيين فى الغرب.
 
وحشد سليمان الجيوش وسار بها نحو بلاد المجر عبر بلجراد، وبعد عدة فتوحات التقى بالجيش المجرى فى منطقة موهاكس وجرت معركة موهاكس الفاصلة سنة 932هـ - 1526م التى انتهت بانتصار العثمانيين وتسلم سلطانهم مفاتيح عاصمة المجر "بود".
 
ويجدر الإشارة هنا أن بودابست كانت عبارة عن مدينتين منفصلتين آنذاك وهما: بود وبست. استيقضت المقاومة المجرية لكنها فشلت وأصبح العثمانيون القوة المسيطرة فى أوروبا الشرقية. 
 
وتقول صفحة (الدولة العثمانية) عند عودة سليمان القانونى من بلاد المجر اصطحب معه الكثير من نفائس البلاد خاصة كتب كنيسة ماتياس كورفن، وهى كنيسة اعتاد الأوروبيون على تسميتها بكنيسة التتويج لأن الملوك الأوروبية كانت تتوج فيها، وحول المسلمون تلك الكنيسة إلى مسجد وأُضيف إليها النقوش العربية، وأُعيد المسجد كنيسةً عندما خرج العثمانيون من هنجاريا وبقيت النقوش الاسلامية حتى يومنا هذا.
 
وفى عهد شارل الخامس وأخيه فيردناند، أرشدوق النمسا، أعاد الهابسبورج احتلالهم لهنجاريا، كرد فعل لذلك، عاد سليمان مرة أخرى عبر وادى الدانوب وأعاد غزو بودا وشن فى الخريف الذى تلاه حصار فيينا. 
 
 
وكانت الحرب سجالاً بين الطرفين لا تلبث أن تنطفئ حتى تشتعل من جديد، ومالت كفة الانتصار للعساكر العثمانية مما جعل النمسا تدفع الجزية للأستانة فى معظم الأوقات، وحاصر السلطان فيينا مرة ثانية ولم يتمكن من فتحها فى 1532م فانسحب بجيوشه، وذلك لسوء الأحوال الجوية التى كانت تمنع العثمانيين من نقل معدات حصارهم الثقيلة وبعد المسافة عن حاضرة الخلافة وامتداد خطوط الإمداد الطويلة وراء الجيش. بعد ذلك استمر التنافس العثماني-الهاسبورجى حتى مطلع القرن العشرين.
 
بحلول أربعينيات القرن السادس عشر، قدم تجدد الصراع فى هنغاريا لسليمان فرصة الثأر لهزيمته فى فيينا. اقترح بعض النبلاء المجريون أن يتقرب فرندناند الأول (1519-1564)، حاكم النمسا المجاورة، إلى عائلة لويس الثانى بالزواج ليكون ملك المجر دون ذكر أن اتفاقات سابقة تسمح للهاسبورغ بالاستيلاء على العرش المجرى إذا لم يكن هناك وريث للويس.
 
فى الطرف الآخر، التف نبلاء مجريون حول جون زابوليا المدعوم من سليمان والذى لم تعترف به القوى المسيحية بأوروبا. 
وفى 1541 التقى الهابسبورغ بالعثمانيين فى صراع آخر، وحاولو فرض حصار على بودا. بعد صد جهودهم، ووقوع قلاع نمساوية أخرى فى يد العثمانيين اضطر فرديناند وأخوه شارل الخامس إلى توقيع معاهدة مذلّة مع سليمان مدتها خمس سنوات. 
تخلى فرديناند عن أطماعه فى مملكة المجر وأُجبر على دفع فدية سنوية إلى السلطان لقاء أراضٍ مجرية استمر فى السيطرة عليها. وفى حركة أكثر رمزية نصت المعاهدة على أن شارل الخامس ليس إمبراطور بل مجرد ملك إسبانيا، مما جعل سليمان يعتبر نفسه القيصر الحقيقي. بعد إذلال أعدائه الأوروبيين أمّن سليمان للإمبراطورية العثمانية دوراً ريادياً فى السياسة الأوروبية.
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة