دعوى صريحة للتطبيع أطلقها أحمد الريسونى رئيس ما يسمى بالاتحاد العالمى لعلماء المسلمين وهو الكيان الذى يسيطر عليه الإخوان، حيث اعتبر فى فتوى صادرة عنه أن زيارة القدس لا تعد تطبيعا وهو أمر يخالف المتعارف عليه فى الأوساط الدينية والثقافية العربية تصريحات الريسونى المفاجئة نصت على ليس كل من زار القدس مطبعا أو داعيا للتطيبع، وأن الغرض والمقصد من الزيارة كفيل بمعرفة الموقف الشرعى والسياسى منها.
لم يكتف الريسونى بهذا بل وجه دعوة للمسلمين فى كافة أنحاء العالم لزيارة القدس، وهو الأمر الذى أثار موجة حادة من الغضب حيث اعتبرت مصادر أن هذه الفتوى "مشبوهة" و"شريرة"، وتليق بالكيان المشبوه الذى يترأسه الريسونى وهو ما يسمى بالاتحاد العالمى لعلماء المسلمين بحسب تعبير المصادر.
تجدر الإشارة إلى أن الريسونى هو فقيه مغربى تولى رئاسة حركة التوحيد والإصلاح المعبرة عن جماعة الاخوان فى المغرب خلال الفترة من 1996 إلى 2003، وتولى مؤخرا رئاسة ما يسمى بالاتحاد العالمى لعلماء المسلمين خلفا ليوسف القرضاوى، ويرى مراقبون أن الاتحاد هو مرجعية فقهية استحدثتها دول تابعة للإخوان لتسويق مواقفها السياسية.
دعوة مشبوهة للتطبيع
من ناحيته وصف الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، الفتوى الصادرة من أحمد الريسونى رئيس ما يسمى بالاتحاد العالمى لعلماء المسلمين-الخاضع لسيطرة الإخوان - بالدعوة المشبوهة للتطبيع، مستبعدًا أن تكون دعوة خالصة أو صحيحة، ومشددًا على أن الرباط والتمسك بموقف المسلمين من عدم زيارة القدس الخاضعة للاحتلال هو الموقف الصحيح.
وقال حبيب لـ"اليوم السابع": "مسألة زيارة القدس هى بلا شك تطبيع ولا يمكن أن يستقل عالم مهما كان بإصدار فتوى بهذا الأمر"، مشيرًا إلى أن تصريحات الريسونى هى أشبه بكلام سياسى، أو دعوات لكنها أقل من أن تصل إلى مستوى الفتوى بحسب تعبيره.
وأكد "حبيب" أن الموقف القوى والغالب هو اعتبار الكيان الصهيونى "محتل وغاصب"، وأن زيارة القدس فى ظل الاحتلال ومساعيه لتغيير طبيعة المدينة، والاستيطان والعلو الصهيونى المدعوم بالاستكبار الأمريكى هو أمر غير صحيح ومشبوه.
فتوى شريرة
وصف الكاتب الصحفى جمال فهمى فتوى الريسونى بالشريرة، واعتبرها تنطوى على محاولة للتلاعب، ومراوغة كما أشار إلى أنها تليق بالمنظمة المشبوهة التى يترأسها الريسونى فى اشارة إلى منظمة الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين.
وقال جمال فهمى لـ"اليوم السابع": "هذه فتوى شريرة مثل كل فتاواهم الشريرة، فبلا شك فان زيارة القدس تحت الاحتلال هى شرعنة للاحتلال وتطبيع مع العدو بدون أى التباس والحديث عن أغراض الزيارة هو مجرد تلاعب فاجر بالألفاظ ومراوغة لن تغير فى الموضوع شىء"، مشيرا إلى أن الفتوى هى محاولة لإسباغ الشرعية على احتلال غير شرعى وتليق بهذه المنظمة المشبوهة.
من ناحيته قال هشام النجار المهتم بشئون الجماعات الاسلامية أن أحمد الريسونى هو الصوت الفقهى الظاهر فيما يسمى بالاتحاد العالمى لعلماء المسلمين عوضا عن القرضاوى، مشيرا إلى أن هذه الفتوى هى تعبير رسمى عن موقف الاخوان وتتسق تماما مع مواقفهم الاخيرة ومواقف الدول الداعمة لهم تجاه التطبيع مع العدو الصهيونى.
وأضاف النجار: "الموقف السياسى الاخوان والدول الداعمة لهم هو موقف مؤيد للتطبيع وقطع شوطا طويلا فى هذا الأمر، ومناهض للمسار العربى والمواقف القومية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية" معتبرا أن هذا الموقف السياسى كان يحتاج لموقف فقهى يسانده نظرا لأن مثل هذه الجماعات تحتاج من يشرعن هذه القضايا أمام الكوادر ويضفى عليها الصبغة الدينية نظرا لأن الموقف العربى الأخير واقف على أرضية صلبة تسوية عادلة ورفض تقديم أى تنازلات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة