المتعارف عليه فى العرف والثقافة المجتمعية أن «الصداق» أو ما يعرف فى الإسلام بـ«المهر» هو ما يدفعه الرجل للمرأة عند الزواج، ومفهوم الصداق يعنى أن يلتزم الزوج بدفع المهر للمرأة، وهى حق لها من الزوج، والصداق هو وجه مِن أوجه تكريم الله تعالى للمرأة، ومقدار المهر لَم يحدد مِن قبل الإسلام نهائياَ لأنه مبنى على اتفاقِ أهلِ الزوج والزوجةِ على قيمة محددة، وعلى قدر استطاعة الزوج دون تكليف.
وكما يعتقد البعض أن «المهر» هو ما يدفعه الرجل للمرأة عند الزواج، وهذا مفهوم خاطئ حيث أن المعروف شرعا وقانونا أن «المهر» هو مجموع المقدم والمؤخر، والمقدم هو ما يدفعه الرجل عند الزواج، والمؤخر هو ما يدفعه الرجل عند الطلاق «إذا كان هو صاحب قرار الطلاق»، وذلك كتعويض مادي للمرأة.
فى التقرير التالى «اليوم السابع» يلقى الضوء على إشكاليات مقدم الصداق ومؤخر الصداق، ولفظة الصداق المسمى بيننا من حيث الماهية والشروط التى يجب مراعاتها والآثار المترتبة عليه وعدد من النقاط والنصائح المتعلقة بـ«الصداق» - بحسب الخبير القانونى والمحامى المتخصص فى الشأن الأسرى عبد الحميد رحيم.
فى البداية، لدينا هنا عدة نقاط تتعلق بـ«المهر» فقد تناول الكثير موضوع المغالاة فى المقدم و أثره على المجتمع «عزوف الشباب عن الزواج و زيادة العنوسة»، لذلك لن أتحدث فى هذا الموضوع وإنما سأتحدث عن المغالاة فى المؤخر حيث يعتبر الكثير من الآباء أنه عندما يكتب لابنته مؤخر كبير فهو «بيأمن مستقبلها»، و يا له من مفهوم شديد السطحية والتخلف، حيث أن الرجل عندما يكره زوجته لا يمنعه شئ من طلاقها حتى المؤخر الكبير، وحتى لو استدان الزوج سوف يطلقها لو قرر ذلك، وهناك الحل الأسهل وهو أن يهمشها أي أن يعيش حياته وكأنها غير موجودة فيها، وذلك لمجرد أن يتجنب الطلاق بتبعاته المادية.
للأسف الكثير من الرجال يكونون فى حالة سعادة ونشوة و يقبلون كتابة أى رقم فى خانة المؤخر معتقدين أن احتمال الطلاق غير وارد وبالتالي من غير المحتمل دفع هذا المبلغ، أو يوافقون كنوع من التأكيد لأهل الزوجة على مدى تمسكهم بالزواج، وهذا للأسف تفكير خطأ من الناحية العملية والقانونية، بدليل أننا لو سألنا أى شخص طلق زوجته وسيقول أن الطلاق لم يكن وارد في بداية الزواج، بل أن بعضهم تزوج بعد قصة حب عنيفة استمرت سنوات طويلة ولم يتخيل يوما أنه سيطلق حبيبته، وذلك نظرا لقلة الخبرة و عدم معرفته بطبيعة المرأة التى غالبا ما تتغير بعد الزواج – وفقا لـ«رحيم».
باختصار نصيحة لكل رجل مقبل على الزواج يجب عدم الموافقة على كتابة أى رقم مبالغ فيه تحت أى ضغط ولابد من الاعتدال في الأمر ولا تبخس الزوجة أيضا، حقها فالمؤخر حق شرعي للزوجة و لكن باعتدال، ونأتى لنقطة هامة وهى كتابة المهر فى قسيمة الزواج، فقد جرى العرف على أن يتم كتابة مقدم رمزى «على خلاف المدفوع فى الحقيقة» مثلا عشرون جنية وأن يتم كتابة المؤخر كامل، وهذا خطأ كبير يرتكبه الزوج فى حق نفسه.
الفرق بين مقدم الصداق ومؤخر الصداق والصداق المسمى بيننا
مقدم الصداق:
فى الحقيقة أن أى فتاة مقبلة على الزواج لها من الناحية الشرعية «مهراَ» يكون هذا المهر جزء منه فى الشبكة مثلاَ أو مبلغ معين يتم الاتفاق عليه حسب العرف وظروف كل أسرة وإمكانية كل زوج ويكون الاتفاق مثلاَ أن الزوج يدفع جزء من المهر فى بداية الزواج ويتم إثباته فى قسيمة الزواج وهذا يُطلق عليه «مقدم الصداق»، ويكون مكتوب فى القسيمة، واتفق الطرفان على مبلغ الصداق وقدره كذا والحل منه كذا ومعنى كلمة الحال هو ما تم دفعه وقت إبرام العقد.
مؤخر الصداق
أما مؤخر الصداق يكون المؤخر أو المؤجل ويظن البعض أن هذا المؤخر يدفعه الزوج فى حالة الطلاق وهذا الفهم خاطئ وغير صحيح حيث أن «مؤخر الصداق» يكون دين فى رقبة الزوج ومن الممكن أن تطالب به الزوجة حتى وإن كانت متزوجة حديثاَ وعلى ذمة الزوج، ولو الزوج توفى يحق للزوجة مطالبة مؤخر صداقها من الورثة طالما لم يثبت فى القسيمة أن مؤخر الصداق يستحق عند أحد الأجلين «يعنى فى حالة الطلاق أو الوفاة أو إنهاء العلاقة الزوجية»، وبخلاف ذلك يحق للزوجة المطالبة بمؤخر صداقها أى وقت ولابد أن نعلم جيداَ أنه دين فى رقبة الزوج يستحق الأداء.
الصداق المسمى بيننا
أما عن الصداق المسمى بيننا، يظن البعض أنه طالما مكتوب في القسيمة جملة «الصداق المسمى بيننا» يكون ليس من حق الزوجة مؤخر صداق، وهذا أيضاَ فهم خاطئ وغير صحيح على الإطلاق، لإن معنى جملة «الصداق المسمى بيننا» هو صداق المثل يعنى إيه؟ يعنى من حقها مؤخر صداق مثل مؤخر صداق أختها أو بنت خالتها أو بنت عمها أو أى فتاة فى نفس سنها ونفس مستواها، وهذا أمر فى منتهى السهولة من الناحية العملية أن نثبته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة