تمكنت شركة «موزا ميت» الهولندية منذ 6 أعوام تقريبا، من استنبات لحوم فى المعمل، وبلغت تكلفة باكورة إنتاجها التى قُدمت فى صورة شطيرة «هامبورجر» 280 ألف دولار، ولكن شركات أوروبية تؤكد أن إنتاجها من اللحوم المستنبتة فى المعمل سيصل إلى الأسواق فى غضون عامين بعشرة دولارات للكيلو (37 درهماً) حسبما نقلت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية.
يذكر أن سيرجى برين، مؤسس شركة جوجل، عملاق التكنولوجيا، هو مموّل أبحاث "موزا ميت" فى عام 2013.
وبحسب تقرير صادر عن "معهد الغذاء" لأبحاث السوق، يدعم مستهلكون قلقون بشأن التغير المناخى وحقوق الحيوان، إنتاج ما يُسمى بـ"اللحوم النظيفة"، مع تزايد عدد الشركات الناشئة المتخصصة فى إنتاج هذا النوع من اللحوم من أربع شركات فى نهاية 2016 إلى أكثر من 12 شركة خلال العام الجارى.
يذكر أن البدائل النباتية للحوم ازدهرت بدرجة جعلت أسهم شركة بيوند ميت ترتفع إلى ثلاثة أضعاف منذ طرحها للاكتتاب العام الأولى فى مايو الماضى. حيث تبيع شركة بيوند ميت وإمبوسيبل فوودز بدائل لحوم نباتية بنسبة 100% إلى متاجر التجزئة وسلاسل الأطعمة السريعة فى أنحاء الولايات المتحدة.
وينتظر منتجو اللحوم المستنبتة فى المعمل من خلايا الحيوانات، موافقات الجهات التنظيمية، مع تحسن التكنولوجيا وخفض التكاليف. وتؤكد «موزا ميت» أن تكاليف الإنتاج سجّلت تراجعاً كبيراً منذ عام 2013.
وقالت المتحدثة باسم الشركة، إن تكلفة إنتاج الهامبورجر المستنبت فى المعمل كان باهظ الثمن فى 2013 لأنه كان بحثاً علمياً مبتكراً، وجرى إنتاجه على نطاق ضيق جداً، مضيفة: ولكن بمجرد زيادة الإنتاج، نتوقع تراجع التكلفة إلى نحو 10 دولارات هبوطاً من 280 ألفاً.
ومن جانبها، سلطت مرسيدس فيلا، مُؤسِّسة شركة «بيوتك فودز» الإسبانية، الضوء على أهمية نقل الإنتاج من المعمل إلى المصنع، مؤكدة أن الهدف هو زيادة الإنتاج على نطاق واسع، والحصول على الموافقات التنظيمية بحلول 2021.
وأوضحت أن متوسط التكلفة لكيلو اللحوم المستنبتة حالياً يقدر بنحو 110 دولارات للكيلو، مقارنة بـ800 قبل عام مضى.
ولم تتقدم «بيوتك فودز» و«موزا ميت»، ومنافستهما البريطانية «هاير ستيكس»، للحصول على موافقات الاتحاد الأوروبى بعد، لأنها لا تزال تعمل على تحسين منتجاتها. ويجرى استنبات اللحوم من خلايا يتم الحصول عليها من عضلات حيوان حى وتوضع فى «مزرعة نمو» يحتضنها «مفاعل بيولوجي» مماثل للمفاعلات المستخدمة فى إنتاج الزبادى، للمساعدة فى نمو وصلات جديدة من النسيج العضلى.
وتوقعت ليز سبخت مديرة «جود فوود» الذى يركز على بدائل اللحوم، فى ورقة بحثية خلال العام الجارى، أن تصل أسعار اللحوم المستنبتة فى المعمل إلى أسعار مماثلة للحوم التقليدية بمجرد بدء الإنتاج على نطاق صناعي.
ونوّهت إلى أن السبب الرئيس وراء ارتفاع التكلفة هو «المعمل البيولوجي» المستخدم كوسيط لنمو الأنسجة، مؤكدة أنه يمكن إنتاجه من دون مكونات مشتقة من الحيوانات وبأسعار أقل بكثير. ويقول أنصار هذه التكنولوجيا الجديدة أنها الطريقة الوحيد المستدامة بيئياً لتلبية الطلب على اللحوم. وتتوقع منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن يتضاعف بين عامى 2000 و2050.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة