فرنسا.. الحزب الحاكم يواجه انتفاضة الفلاحين بسبب "التجارة الحرة" مع كندا.. موافقة البرلمان على الاتفاق تشعل غضب المزارعين.. مخاوف من تراجع مبيعات الحاصلات واللحوم.. ومتظاهرين يحاصرون مكاتب نواب "إلى الأمام"

الخميس، 01 أغسطس 2019 08:04 م
فرنسا.. الحزب الحاكم يواجه انتفاضة الفلاحين بسبب "التجارة الحرة" مع كندا.. موافقة البرلمان على الاتفاق تشعل غضب المزارعين.. مخاوف من تراجع مبيعات الحاصلات واللحوم.. ومتظاهرين يحاصرون مكاتب نواب "إلى الأمام" جانب من الاحتجاجات
كتب أحمد علوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حالة من الغضب تنتاب المزارعين الفرنسيين، بعد موافقة البرلمان الفرنسى على اتفاقية التجارة الحرة بين كندا ودول الاتحاد الأوروبى، والتى تقضي برفع الرسوم الجمركية على غالبية السلع ومن بينها الحاصلات الزراعية ومنتجات اللحوم، وغيرها، حيث أقدم عدد من المزراعين على تنظيم احتجاجات ومحاصرة مكاتب عدد من نواب البرلمان المنتمين للحزب الحاكم.
 
ووافق البرلمان على الاتفاقية المعروفة باسم "سيتا" قبل يومين، رغم اعتراض نقابات عمالية عدة من بينها نقابات المزارعين ورعاة الماشية، معتبرين أنها انتهاكا صارخا لمعايير جودة الإنتاج الأوروبى، وأيضاً من شانها القضاء على تربية الماشية فى فرنسا.
 
جانب من الاحتجاجات
جانب من الاحتجاجات
 
وتواجه الاتفاقية انتقادات شديدة فى أوساط المزارعين، لأنهم يخشون وقوع منافسة غير عادلة ومخاطر صحية على فرنسا، ولأن كندا لا تطبق معايير صارمة مماثلة لتلك المطبقة فى أوروبا خصوصا فى مجال اللحوم.
 
ومن أبرز ما يمثل تهديد للمزارعين ومنتجى الالبان واللحوم، هو عدم الالتفات إلى المنتجات الفرنسية، التى ينتجونها هم انفسهم مقابل بيع المنتجات الكندية التى لا تخضع منتجاتها إلى معاير جودة، فقد يعانى الكثير من البقار والجاموس الكندية من الامراض حسبما اشار العديد من المزارعين.
 
وضع لافتات احتجاجية أمام مقر نواب الجمهورية إلى الامام
وضع لافتات احتجاجية أمام مقر نواب الجمهورية إلى الامام
 
وفى محاولة لاحتواء الأزمة، دعا وزير الزراعة ديدييه جيوم إلى "تهدئة الجدال"، المشتعل بسبب موافقة البرلمان الفرنسى على التبادل التجارى بين كندا ،والاتحاد الاوروبى. وقال فى تصريحات لقناة بى إف إم تى فى الفرنسية الخميس: "أنا أكافح ضد ضرب القطاع الزراعى، لكننى أيضاً لن أوافق أبداً على مناهضة العمل البرلمانى وأعتقد أن هذه الأساليب غير مقبولة".
 
وتابع: "مهاجمة برلمانيين لأنهم صوتوا مع أو ضد مشروع ما ليس بالفعل الديمقراطى".
 
المزارعين
المزارعين
وجائت دعوة الوزير الفرنسى عقب خروج الزراعيين وفقاً لدعوات النقابات الزراعية من اجل التنديد بالتصديق على الإتفاقية "سيتا"، وتطور الامر إلى تعدى العديد من المحتجين على مكاتب النواب الفرنسيين التابعين لحزب الجمهورية إلى الامام الحاكم والذى اسسه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.
 
ووفقاً لقناة فرانس 24 الفرنسية ، فقد تم الاعتداء على واجهات مقرات نواب حزب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام " وكتبت عبارات ساخطة مثل "التصويت لسيتا.. شكرا، لقد قضى علينا".
وأعرب بعضهم عن غضبه عن طريق إلقاء بيض على واجهات المبانى حيث مكاتب النواب، كما رفعت جدران من الخرسانة أمام بعضها أو ألقيت أسماك فاسدة عند مداخل المكاتب.
 
جانب من تجمع المزارعين
جانب من تجمع المزارعين
 
أما عن النائب أليكسيس كوربيار من حزب "فرنسا الأبية" اليسارى ، ومع تنديده بالعنف، اعتبر أن المزارعين الذين يقومون باستهداف مكاتب النواب "ليسوا مجرمين" ويجب "الإصغاء" إلى غضبهم.
 
فى المقابل، قالت "fensea" وهى أول نقابة لرعاة الماشية تم إطلاقها فى فرنسا، أن الاتفاق المثير للجدل سيسمح لظهور الأخطار المتعلقة على القطاع الزراعى الفرنسى من خلال استيراد الاتحاد الأوروبى، 65000 طن من لحوم البقر و80000 طن من لحم الخنزير، وهو ما يوقف الانتاج الفرنسى فى هذا الجانب على الرغم من ان الإنتاج الحيوانى فى فرنسا يتحلى بالإلتزام بأقصى معايير الجودة والصحة والسلامة الغذائية.
 
وستساهم اتفاقية سيتا فى إزالة نحو 99 % من الرسوم الجمركية التى تفرض حاليا على البضائع والخدمات بين كندا والاتحاد الاوروبى، وقد تؤدى إلى زيادة بنسبة 15% فى صادرات الاتحاد الأوروبى إلى كندا بحسب مسئولين أوروبيين، ويمتد أيضا ليشمل احتمالات الاستثمار المتعلقة بالشركات الأوروبية والكندية.
 
 
وصدق مشرعو الغرفة الصغرى بالبرلمان الفرنسى، يوم الثلاثاء، على اتفاق الاتحاد الأوروبى للتجارة الحرة مع كندا، على الرغم من معارضة أكثر من 70 اتحادا وجماعة مناصرة للبيئة التى دعت المشرعين لرفضه.
 
وذكرت قناة (فرانس 24) أن 266 مشرعا وافقوا خلال التصويت الذى جرى اليوم فى الجمعية العامة، فيما عارضه 213، مشيرة إلى أنه يتعين الآن على مجلس الشيوخ الفرنسى الموافقة على الاتفاق قبل أن يوقع عليه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى وقت لاحق ليصبح قانونا ساريا. 
ودخل الاتفاق الاقتصادى والتجارى الشامل بين الاتحاد الأوروبى وكندا المعروف باسم (سيتا) حيز التنفيذ بشكل مبدئى فى سبتمبر عام 2017، لكنه كان يحتاج إلى تصديق كافة الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبى ليصبح ساريا بشكل دائم.
 
ويرى معارضو الاتفاق أنه سيضعف معايير السلامة الغذائية الفرنسية، إلا أن الحكومة الفرنسية بددت المخاوف بشأن تأثير الاتفاق على قطاع الزراعة والبيئة، قائلة إن الاتفاق يتضمن ضوابط سلامة وإنه ينبغى على الواردات الكندية الامتثال بالمعايير الصارمة للاتحاد الأوروبى.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة