القارئ محمود حمدون يكتب: حذاء طفل

الخميس، 01 أغسطس 2019 02:00 م
القارئ محمود حمدون يكتب: حذاء طفل شخص مشرد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أخرق أو مجنون أو به سفه, صفات التصقت به يسير بها بيننا, يختال علينا بغرابة أطواره, بعض العارفين ممن صحبوه زمنًا قالوا: هو واحد ممن تعاطوا "الفلسفة" قرأ عنها ثم استغرقته بسراديبها وأوديتها السحيقة فأدرك واقترب مما لا نعرف, زاد هؤلاء فى القول: نحن قوم نعيش حياتنا ساعة تلو أخرى, لا يعنينا ما بين السطور أو حتى ما فوقها, لقمة العيش الحاف هى شاغلنا وهمّنا الكبير, وذلك الرجل وقصدوا "عبد العزيز" استثناء وقد استقر بأفئدتنا أن الاستثناء لا يُقاس ولا يعوّل عليه, لذا أهملناه كأنه غير موجود .

 

و"عبد العزيز" شخص من عامة الناس, اصطفاه مجذوب يجوب الأسواق والطرقات, يعمل اسكافيًا يجاور محطة السكة الحديدية القديمة بشارع "الورشة" يفترش عُدته ثم يتخيّر أقدم حذاء يمر أمامه فينزعه من قدم صاحبه ويُشرع فى إصلاحه حتى يخرج من بين يديه جديدا كأنما بُعث من مرقده, ماهر بمهنته, جواره يعقد حلقة علم صغيرة, يسامر فيها بعض من خُلصائه, نفر اقتربوا منه. ومنهم "عبد العزيز" يبثهم بعض أفكاره عن الحياة والموت وما بينهما من أمور مشتبهات .

 

تشرّب "عبده" أفكار "شيخه" حتى ارتوى, بعدما وصل, أخذ قرارًا لا رجعة فيه: أن يهيم على وجهه يحمل بيديه حذاء طفل وليد مات بمهده وبالأخرى كتاب نُزع غلافه بليل فلم نعرف عنوانه أبدًا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة