فى ذكرى وفاة شادية العرب سعاد محمد.. عزف لها زكريا أحمد على الرق وهى طفلة وحملت الجماهير سيارتها فى حلب.. السادات اتصل بها لتستكمل إحدى حفلاتها.. ولهذه الأسباب قال عنها عبد الوهاب "ظالمة" ولم يلحن لها

الخميس، 04 يوليو 2019 05:00 م
فى ذكرى وفاة شادية العرب سعاد محمد.. عزف لها زكريا أحمد على الرق وهى طفلة وحملت الجماهير سيارتها فى حلب.. السادات اتصل بها لتستكمل إحدى حفلاتها.. ولهذه الأسباب قال عنها عبد الوهاب "ظالمة" ولم يلحن لها سعاد محمد
كتبت زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صوتها ينقلك إلى عالم أخر بما يحمله من صفات وقدرات لم تتوافر لغيره ، خليط من الرقة والعذوبة والقوة والجمال ، تشعر أنك تحلق فى السماء حين تسمعها تشدو بأروع الأغانى والألحان فى فيلم الشيماء ، يهتز قلبك مع طبقات صوتها وهى تردد " يامحمد " أو حين يبكى هذا الصوت فى أغنية و"اجريحاه" ، ويرقص القلب فرحأ حين تغنى " طلع البد علينا ومة النور ارتوينا"، تشعر أنه لا يمكن لأحد أن يفوق عليها حين تسمعها تغنى "أنا هويت" ، وتشعر بالحنين ولوعة الفراق حين تسمعها تردد " وحشتنى عدد نجوم السما "
 
إنها الفنانة والمطربة الكبيرة سعاد محمد التى تحل ذكرى وفاتها اليوم حيث انتقلت إلى جوار ربها فى 4 يوليو من عام 2011 ، والتى صنفها الكثيرون بأنها أحد أجمل الأصوات النسائية وأطلق عليها الشاعر عبدالفتاح مصطفى قيثارة السماء ، كما سماها الأديب أحمد عسة "شادية العرب"
 
ولدت سعاد محمد فى حى تلة الخياط ببيروت لأب يدعى الشيخ محمد أحمد فاضل وكان يعمل فى صناعة الكراسى الخيزران ويجيد الإنشاد الدينى ، ولقب باسم الشيخ محمد المصرى حيث  تنتهى جذوره إلى عائلة السوالمة بسوهاج وكان جده أزهريا استوطن لبنان وتزوج فيها بعدما سافر إليها من مصر مع الحملات التنويرية التى أرسلها محمد على  ، وتوفى والدها فى سن الثلاثين قبل أن يتجاوز عمرها عاما واحد ، تاركا 6 أبناء وزوجة حامل.
 
عشقت الطفلة سعاد محمد الغناء منذ كان عمرها 7 سنوات وكانت تستمع إلى نغمات العود من جارها وقريبها الموسيقى سعيد سلام والد المطربة نجاح سلام الذى كانت تربطه بعائلة والدتها علاقة نسب، وكان رئيسا للدائرة الموسيقية فى إذاعة لبنان ، فانبهر بصوتها ودربها على الغناء والعزف على العود واصطحبها قبل أن يتجاوز عمرها التاسعة إلى منزل الفنانة صباح حيث سمعها الشيخ زكريا أحمد.
 
وعن هذه الواقعة قالت إيمان بيبرس ابنة المطربة سعاد محمد: «غنت أمى بعض أغانى زكريا أحمد فانبهر بها وأمسك «الرق»، وصاحبها أثناء غنائها، وقال لها: «صوتك هايل وهستناكى فى مصر لما تكبرى». 
 
ذاع صيت الطفلة  سعاد محمد فى لبنان و أصبح الأهل والجيران يدعونها للغناء فى أفراحهم، كما كانت تغنى فى مدرستها المقاصد، واستعانت بها بعض الجمعيات الخيرية فى حفلاتها، وكانت الصغيرة تحصل على صندوق من اللعب مقابل الغناء.  
 
وقال الكاتب الصحفى عماد فتوح  ابن زوج الفنانة سعاد محمد أن والده الكاتب والشاعر الغنائى محمد على فتوح الذى كان جارا لأسرة سعاد محمد تحمس لموهبتها وساعدها ، حتى ذاع صيتها فى بلاد الشام ، ورشحتها المنتجة آسيا داغر للفنانة عزيزة أمير التى كانت تستعد لإنتاج فيلم «فتاة من فلسطين»، وهو أول فيلم عن القضية الفلسطينية بعد النكبة عام 1948، لتكون سعاد محمد بطلة الفيلم وهى فى سن 15 عاما وغنت خلاله عدداً من الأغنيات.
 
 
وبعد فيلم «فتاة من فلسطين» ذاعت شهرة سعاد محمد، وتزوجت من راعى موهبتها الشاعر الكاتب الصحفى محمد على فتوح عام 1951 ، الذى كان له  دور زوج كبير  فى مسيرتها الفنية و ألف لها 140 أغنية، كما كانت سعاد محمد  تردد أغانى أم كلثوم حتى لقبت بأم كلثوم المشرق العربى، وحازت شهرة وجماهيرية واسعة حتى حملت الجماهير سيارتها فى حلب.
 
وفى عام 1952 أنتجت لها آسيا داغر فيلم «أنا وحدى»، وغنت فيه مجموعة من أروع أغانيها ومنها «فتح الهوى الشباك، مين السبب فى الحب، أنا وحدى» كلمات الشاعر الكبير صالح جودت والحان الموسيقار الكبير رياض السنباطى.
 
وأنجبت سعاد محمد من زوجها الأول محمد على فتوح 6 أبناء ثم وقع الطلاق بينهما واستمرت العلاقة الفنية ثم تزوجت من المهندس المصرى محمد بيبرس الذى أنجبت منه 4 أبناء.
 
وتعاونت سعاد محمد مع عمالقة الفن والتلحين، ومنهم زكريا أحمد ، محمد القصبجى ، رياض السنباطى وأحمد صدقى، وبليغ حمدى، وعبدالعظيم محمد، والموجى، ومحمد فوزى، ومحمد سلطان، وفريد الأطرش الذى سمح لها بغناء أغنيته بقى عاوز تنسانى، وقال لها بعد أن غنتها «إيه الحلاوة دى ياسعاد أنت غنتيها أحسن منى»، وكان يحرص أن تكون موجودة فى حفلات الربيع التى يشارك فيها.
 
ورغم الشهرة والنجاح الذى حققته سعاد محمد إلا أنها لم تتعاون مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب رغم إعجابه وإشادته بصوتها.
 
وعن علاقة سعاد محمد بموسيقار الأجيال قال ابن زوجها الكاتب الصحفى عماد فتوح أن الموسيقار محمد عبدالوهاب اتصل بسعاد محمد بعدما غنت  (أنا هويت وانتهيت ) لسيد درويش ، والتى سبق وغناها عبدالوهاب  بنفسه ، و دار بينهما الحوار التالي ، كما روته سعاد محمد ، حيث قال لها موسيقار الأجيال: ايه اللي عملتيه في دور ( أنا هويت ) يا ظالمة ، حد يغني كده ، فردت سعاد محمد : ليه يا استاذ ، هو انا ما غنتش كويس ؟ 
ليجيبها عبدالوهاب : انت مش عارفه عملتي ايه ، انت قضيتي على الغنوة دي علشان ماحدش غيرك حيقدر يغنيها بعدك ، انتي كنتي هايلة "
 
وأكد فتوح أن عبد الوهاب أعرب أكثر مرة عن رغبته في أن  تعيد سعاد غناء عدد من أغنياته القديمة ، لكنها كانت تفضل أن تفوز بلحن منه وضعه خصيصا لصوتها ،. و لكن هذا ما لم يحصل.
 
ويفسر ابن زوج سعاد محمد عدم تلحين عبدالوهاب لها مشيرا إلى  أن طموحه للتلحين لأم كلثوم جعله يصرف النظر عن التلحين لسعاد محمد ، خاصة ان صوتها قريب من  صوت ثومة ، معتقدا أنه لو قام لحن لسعاد محمد سوف يقضي على حظه في التلحين لكوكب الشرق .
 
فيما قال رشاد فتوح ابن المطربة سعاد محمد إنه كان مع والدته فى ماسبيرو، وقابلت عبدالوهاب فقالت له: «مش هتدينى لحن يا أستاذ، فرد: أنت جبتى كلمات وأنا ملحنتهاش يا سعاد هاتى كلمات وأنا ألحن لك»، مؤكدا أن موسيقار الأجيال كان دائم الاتصال بوالدته إذا ما تأخرت فى تقديم عمل جديد، وكان يسألها: «فينك صوتك ده مايتسابش يا سعاد».
 
وكان لسعاد محمد مكانة كبيرة لدى الملوك والرؤساء،وأكدت ابنتها إيمان بيبرس  أن والدتها كانت المطربة المفضلة للرئيس السادات، مشيرة إلى أنه بعد حرب أكتوبر كان هناك قرار بألا تستمر أى حفلة بعد الساعة 12 منتصف الليل، وتم غلق الستار فى إحدى الحفلات المذاعة على التليفزيون أثناء غناء فايزة أحمد، ولكن أثناء إحياء والدتها لحفل لصالح الجالية اللبنانية فى مصر عام 1976، فوجئ مسؤولو الحفل باتصال من الرئيس السادات بنفسه يأمر بعدم إغلاق الستار، واستمرار سعاد محمد فى الغناء، فاستمرت تغنى حتى الثالثة صباحا وسعدت كثيرا بهذا الموقف.
 
وأكد عماد فتوح أن سعاد محمد كانت المطربة المفضلة للرئيس التونسى الحبيب بورقيبة، وصديقة لقرينته وسيلة التى كرمتها فى احتفالية المرأة، كما كان الملك الحسن الثانى ملك المغرب يحرص على دعوتها فى كل مناسبة ومنحها وسام النجمة، وتم منحها العديد من الأوسمة من الدول العربية.
 
وحصلت سعاد محمد على الجنسية المصرية وعاشت فترات طويلة من عمرها فى مصر ، كما كانت المطربة المفضلة للرئيس السادات وتوفت فى 4 يوليو عام 2011.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة