انقلابات كبرى تضرب إخوان تونس.. راشد الغنوشى يطيح بالقيادات التاريخية ويترشح على رأس قائمة "النهضة" فى الانتخابات التشريعية.. صقور التنظيم يطالبون بعزله.. ويؤكدون: إبليس حل بصدرك ووسوس لك فتحركت فيك روح "الأنا"

الإثنين، 22 يوليو 2019 03:30 م
انقلابات كبرى تضرب إخوان تونس.. راشد الغنوشى يطيح بالقيادات التاريخية ويترشح على رأس قائمة "النهضة" فى الانتخابات التشريعية.. صقور التنظيم يطالبون بعزله.. ويؤكدون: إبليس حل بصدرك ووسوس لك فتحركت فيك روح "الأنا"
كتب كامل كامل – إيمان على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع اقتراب إجراء الانتخابات التشريعية فى تونس، تصاعد مؤشر المعارك الداخلية لحركة النهضة –إخوان تونس- بين راشد الغنوشى زعيم الحركة من جانب، والقيادات التاريخية من جانب آخر، وبدأت المعارك بعدما قام راشد الغنوشى بالإطاحة بقيادات تاريخية فى التنظيم واستبدال أسمائهم بأسماء شخصيات من خارج الحركة للدفع بهم فى الانتخابات التشريعية.

راشد الغنوشى يعلن خوض الانتخابات

وشهدت هذه الأزمة مشهدا جديدا اليوم، إذ قرر المكتب التنفيذي لحركة النهضة ترشيح  راشد الغنوشي على رأس قائمة الحزب بالدائرة الانتخابية بتونس فيما وجهت مجموعات كبرى من القيادات التاريخية رسائل لراشد الغنوشى تطالبه بالرجوع عن قراراته الأخيرة.

خوض  راشد الغنوشي،  الانتخابات التشريعية المقبلة يعني أن الرجل يخطط لأن يكون رئيس البرلمانى التونسى حال حصول النهضة على الأغلبية البرلمانية، لكن يبدو أن طريقه لهذا الحلم لن يتحقق بسهولة، حيث ضربت الانشقاقات التنظيم وبدأت المعاركة الداخلية تتصاعد، وطالبت قيادات تاريخية إخوان تونس المعروفين بـ"صقور التنظيم" بعزل راشد الغنوشى ردا على تصرفاته الأخيرة ، مشيرين إلى أن راشد الغنوشى سيتسبب فى خراب التنظيم ، على حد وصفهم.

صقور التنظيم ينتقدون تحركات الغنوشى

وفى هذا السياق وجه  محمد الحبيب السلامي عضو المكتب التنفيذي للحركة و من صقور الحركة أي المتشددين فيها رسالة إلى راشد الغنوشى، حصل اليوم السابع على نسخة منها، جاء نصها كالتالى :"أنت تعلم أن تونس جربت في عهد استقلالها نظام الحزب الواحد الذي يتحكم فيه واحد، وكان الذي يتحكم في الشعب التونسي هو هذا الواحد، وأنت تعلم أن تونس بشعبها كانت قادرة على أن تتقدم أكثر وتبني أكثر لو أنها سارت في طريق الديمقراطية ولم تخضع لحكم واحد".

 

وأضاف " محمد الحبيب السلامي " فى رسالته لراشد الغنوشى :" أنت تعلم أن الأحزاب لا تكبر ولا تقوى إلا إذا حرصت قيادتها على الحرية بين كافة أفراد عائلتها وحرصت القيادة على القضاء والتحرر من الدكتاتورية والأنانية فيها واتخذت مبدأ الشورى فيها عملا وقولا، يا سيدي الشيخ أصارحك فأقول لك: لقد كانت هذه الشورى في حزب النهضة بشهادة من اقتربوا منه وشهادة من حضروا مؤتمراته، يا سيدي الشيخ أصارحك فأقول لك إن صحابتك المناضلين، ووسائل الإعلام تتحدث اليوم في تونس بكل صراحة عن شيطان حب الرئاسة والسيادة قد دخل حزب النهضة ووسوس لك كما وسوس إبليس لأدم وحواء ليخرجهما من الجنة".

 

وتابع :"يا سيدي الشيخ إن إبليس حل في صدرك ووسوس لك فتحركت فيك روح «الأنا»، وبدأت تولي وتعزل من تشاء ضاربا عرض الحائط بالشورى والديمقراطية وإنك بهذا سوف تقود حزب النهضة إلى التفكك والضعف، وهذا ما يضر تونس ودولة تونس التي تبحث عن أحزاب كبرى قوية إلى جانب حزب النهضة هذا يصدق فيه قول الله تعالى "يخربون بيوتهم بأيديهم" يا سيدي الشيخ اتق الله في تونس وشعب تونس والذين ناضلوا وعذبوا فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا من أجل تونس.

 

واختتم رسالته قائلا :" أعوذ بالله من شيطان السياسة وأستغفر لذنبك وحافظ مع صحبك على الأمانة حتى لا تلقى الله بكتاب الندامة لا بكتاب الأمانة بهذا أنصح وأسأل وأحب أن أفهم".

المتحدث باسم حركة النهضة يجمل صورة الغنوشى

من جانب آخر حاول الناطق الرسمي لحركة النهضة عماد الخميرى أن يجمل صورة الانشقاقات التى وقعت، قائلا : حركة النهضة احترمت مسار تشكيل القائمات وفق القانون الاساسي للحركة واللائحة المنظمة لهذه المحطة المهمة" مضيفا :" لا استبعاد ولا اقصاء لأي قيادي في الحركة واهم ويحلم من ينتظر إنشقاقات داخل النهضة".

وتابع الناطق الرسمي لحركة النهضة عماد الخميري : "إدخال المستقلين في بعض القوائم تجسيد لخيارات الاصلاح والتجديد والانفتاح التي يقودها رئيس الحركة الاستاذ راشد الغنوشي".

 

فيما دعا المكتب التنفيذي لحركة النهضة، مختلف هياكل الحركة ومناضليها إلى العمل على تجاوز كل تداعيات تشكيل القائمات الانتخابية للحزب وحسن الاستعداد للانطلاق في تقديمها بمختلف الدوائر الانتخابيّة إلى الهيئات الانتخابية الفرعية في الآجال القانونية، والعمل على إنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي الوطني الهام، وإفشال كل الحملات الدعائية المغرضة التي تستهدف وحدة الحركة ومكانتها الوطنية والتجربة الديمقراطية برمتها.

 

وجاء في بيان صادر عن الحركة مؤخرا  أنّ عدم الادراج ضمن القائمات الانتخابية تمليه الضوابط المذكورة بالفصل 115 من النظام الأساسي للحزب وفي أحيان كثيرة البحث عن التمثيل المناسب لمختلف المحليات والجهات، وكذلك ما يوجبه النظر الإجمالي الى مختلف المرشحين المحتملين على المستوى الوطني وما يقتضيه من جمع بين الخبرات البرلمانية والكفاءات السياسية المترشحة لأول مرة

 

وأكّد المكتب التنفيذي للحركة أنّه يتفهم التفاعلات وردود الأفعال التي رافقت الاعلان الأولي عن أعضاء قائمات الحزب وهو ما يعكس مكانة الخيارالديمقراطي في مختلف فضاءات الحزب"، مؤكدا حرصه الشديد على التفاعل الإيجابي مع كل الملاحظات والتوصيات ما وسعه الامر وفق ما تمليه السياسات العامة للحركة المصادق عليها من هياكلها التسييرية وما يتطلبه العمل النيابي من كفاءة ومهنية وتمثيلية للثقل الديمغرافي والانتخابي، حسب نص البيان.

 

وفي إطار متابعتها للمستجدات على الساحة الوطنية، عبرت الحركة عن انشغالها بعدم ختم التعديلات المنقحة لقانون الأحزاب وتدعو الكتل البرلمانية والأحزاب إلى المسارعة بالاجتماع والتشاور من اجل معالجة تداعيات هذه الوضعية، وإقتراح الترتيبات المناسبة للخروج منها.

 

إخوان تونس تسير على خطى إخوان مصر

بدوره أكد الباحث السياسى طه على ، أن حركة النهضه فى تونس تواجه أزمة مزدوجه داخليه ،وأخرى خارجية بين أوساط النهضه التونسية، موضحا أن الحركة خلال الفتره الأخيرة ومنذ الانتخابات الداخليه وهى تواجه أزمة داخليه ترتبط بالكثير من القيادات الخارجيه فى تونس والذين ينتفضون على الغنوشى، خاصة وأنه قام باستبعاد عدد  كبير من الشخصيات المؤثرة داخل الحركه المؤهلة للترشح فى الانتخابات.

وأشار الباحث السياسى إلى أن ذلك أحدث حالة غضب بين مجموعة من القيادات خاصة وأن الغنوشى بذلك يحاول الانفراد بعملية صنع القرار كما كان الحال فى مصر وقت عصام العريان وهو ما سبب حالة الغضب حينها ،كما أن عملية صنع القرار كانت تدور فى إطار شبه ديمقراطى بينما الآن راشد الغنوشى اعتمد قوائم المرشحين بشكل فردى وأثار غضب الكثيرين ما ترتب عليه تعالى أصوات ناقده له والبعض كتب على حساباته بالفيس بوك خطابات للغنوشى لانتقاده.

 

ولفت إلى أن خطورة ذلك تكمن فى أن الحركة مقبلة على انتخابات تشريعية فى أكتوبر المقبل فى ظل اضطراب داخلى و محاولات الغنوشى بالانفراد بصنع القرار ، كما أنها  باتت فى وضع  غير قوى وسط مرحلة مهمة فى المشهد التونسى ،كما تم الكشف عن تحويلات مالية من قطر للحركة لدعمها فى الانتخابات ما جعل البعض ينتقدون مثل هذه الأمور وأثر على صورة الحركة داخل تونس .

 

وشدد على أن الحركه انتوت الدفع بالغنوشى فى هذه الانتخابات لأنه وفقا لدستور 2014 تملك السلطة التشريعية صلاحيات فمن يسيطر على السلطة التشريعية يسيطر أكثر على مقاليد الحكم وهو ما يفسر حرص النهضه على الدفع به ليصبح رئيس "السلطه التشريعيه ،معتبرا أن " النهضة " محاصرة من القوى السياسية.

 

وتابع قائلا: "تلك طبيعة جماعة الإخوان ففى 2012 ضم التحالف الديمقراطى حزب الكرامة ورغم أنه يسارى وذى أيدولوجيه مختلفة لكنها قبلت بذلك من أجل توسيع الدائرة العددية لها واختلفت مع حلفائها مثل حزب النور ..فالجماعة دوما تسعى لإعلاء شأن العدد".







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة